وزير المياه والكهرباء يحذر من مشاكل مائية في المنطقة العربية

انفجار سكاني متوقع مقابل ندرة في الموارد المائية

TT

حذر المهندس عبد الله الحصين وزير المياه والكهرباء السعودي أمس، من تعرض المنطقة العربية بما فيها السعودية لمشاكل مائية، خاصة أن السعودية تقع ضمن دول الفئة الأولى الأكثر شحا في المياه على مستوى العالم.

وكشف أن هناك توقعاً بأن سكان العالم في عام 2050 سيبلغ 9.3 بليون نسمة، كما أوضح أنه في وجه هذا الارتفاع المستمر لتعداد السكان حول العالم، ستكون هناك مشكلة في موارد المياه، خصوصاً أن الاستهلاك العالمي في تزايد، حيث بلغ ذلك الاستهلاك خلال 100 عام ما يقارب ثماني مرات. وتأتي تصريحات الحصين لدى افتتاحه أعمال الندوة الرابعة للخبرات المكتسبة، التي تنظمها المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في جدة صباح أمس، والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام يشارك فيها أكثر من 40 شركة بمعرض أقامته اللجنة المنظمة تحت اسم «معرض وتقنيات وخبرات مشاريع التحلية وأعمال المياه».

وأكد الحصين خلال كلمة ألقاها في حفل الافتتاح على خطورة الوضع في ظل شح المياه وبالخصوص على السعودية، حيث يقول: «لعلي لا أبالغ إن قلت إن المسؤولية الكبرى تقع على عاتقنا كسعوديين، لكون حصولنا على الماء هو الأصعب، بسبب ظروفنا الجغرافية، وتباعد مدننا عن السواحل». كما وصف الحصين وضع السعودية بين دول العالم من حيث شح المياه في أنها تحتل مرتبة في الفئة الأولى قائلاً: «صنفت دول العالم إلى أربع فئات حسب إمكاناتها المائية من الأكثر شحاً في الفئة الأولى إلى الأكثر وفرة في الفئة الرابعة. وضمن الفئة الأولى وهي الأكثر شحاً وردت أسماء عشرين دولة منها 12 دولة عربية، ذكرت من ضمنها السعودية».

كما وصف المهندس الحصين وضع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أنه الأفقر من حيث الموارد المائية، وأنه على الرغم من احتواء هذه المناطق 3.6 في المائة من سكان العالم، إلا أن نسبة الموارد المائية فيها لا تتعدى 4.1 في المائة من المتوفر عالمياً.

كما طرح الوزير السعودي الحصين خلال كلمته العديد من الإحصائيات والمعلومات والمشاكل التي تواجه العالم مع المياه، وذلك عندما تحدث عن الاجتماع الذي شارك فيه 200 عالم من خمسين بلداً برعاية البرنامج البيئي للأمم المتحدة في عام 1999، حيث اتفق المجتمعون على أن النقص الحاد في المياه والاحتباس الحراري هما من أهم تحديات العالم في القرن الجديد.

الجدير بالذكر أن الندوة التي تستمر لمدة ثلاثة أيام، يتوقع فيها طرح مشكلة شح المياه بشكل مركز، ومكثف، ويعود ذلك لمشاركة العديد من الشخصيات، التي ستتناوب في ورش عمل تنطلق صباحاً وتستمر حتى الليل، ذلك على مشارف كورنيش البحر الاحمر في فندق الهيلتون.

من جهته، كشف فهيد بن فهد الشريف محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، أن إنتاج المؤسسة بلغ 20 في المائة من إنتاج العالم للمياه المحلاة، كما يمثل 42 في المائة من إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي، و60 في المائة من إجمالي إنتاج السعودية.

وكانت النقاشات التي دارت في أولى أعمال الندوة صباح امس تم خلالها طرح مشكلة شح المياه في بعض أحياء جدة، التي دعت فهيد الشريف إلى التوضيح في أن المؤسسة قد زادت ضخها في جدة أخيراً بزيادة تتراوح من 410 إلى 420 ألف متر مكعب من المياه، كما تم النقاش في المشاريع المقبلة التي تعتزم المؤسسة العامة للتحلية طرحها.

وبعد اللقاء اعتذر الوزير الحصين عن عدم الإجابة عن أسئلة الصحافيين بسبب ارتباطه بموعد مع أمين مدينة جدة.