الغفيص لـ«الشرق الأوسط»: إنشاء إدارة نسائية تتابع كل ما يخص تدريب الفتيات

بناء 8 كليات في المرحلة الثانية وكلية لإعداد المدربات السعوديات * استيعاب 100 ألف متدربة بالكليات التقنية للبنات في الحاسب والذهب والتجميل والديكور والأعمال الإدارية

TT

أكد محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص أن الكليات التقنية للبنات ستشمل جميع مناطق السعودية وستحظى المناطق الكبرى بأكثر من كلية، مشيرا إلى أن هناك مرحلة مقبلة لإنشاء 8 كليات تقنية للطالبات.

وقال الدكتور الغفيص في حديث لـ «الشرق الأوسط» أن الطاقة الاستيعابية لجميع الكليات التقنية للبنات تقدر بـ 100 ألف متدربة سيتخرجن خلال السنوات المقبلة ويحملن تخصصات مهنية وتقنية للمشاركة في التنمية الاقتصادية بالسعودية.

وأوضح محافظ المؤسسة أنه لا توجد مشاكل في توظيف مخرجات التدريب التقني والمهني، مؤكدا انه سيتم إنشاء كلية لإعداد المدربات لتوفير المدربة السعودية في هذه الكليات.

وأشار إلى أن الكليات التقنية للبنات ستبدأ في 9 تخصصات كمرحلة أولية تشمل الحاسب الآلي بثلاثة فروع والتزيين النسائي والتصميم الداخلي للمنازل وتقنية الأجهزة الطبية والأعمال المكتبية والمحاسبة وتخصص الذهب والمجوهرات، فإلى نص الحوار:

* كيف سيتم توزيع 17 كلية تقنية للبنات جغرافياً على مناطق المملكة؟

ـ ستحظى جميع مناطق المملكة الإدارية بكليات تقنية للبنات وستنشأ أكثر من كلية في المناطق الكبيرة، وهناك مرحلة مقبلة تضم إنشاء 8 كليات تقنية للبنات كخطوة لاحقة بهدف تأسيس بنية تحتية قوية للتدريب التقني النسائي في السعودية، والعمل جار حاليا على تجهيز التصميم لمباني الكليات وسينتهي خلال شهر واحد ومن ثم يتم طرح إنشاء المباني في منافسة عامة وستكون الأولوية في بدء الإنشاء للكليات التي تتوفر لدينا أراض لها.

* المؤسسة تعاني من قلة المدربين من الرجال فكيف سيتم توفير المدربات لتغطية البرامج التدريبية في الكليات التقنية للبنات؟

ـ نعم لدينا مشكلة في المدربين بالذات التخصصات التقنية، لان الجامعات لا توفر الأعداد المطلوبة، والتدريب التقني والمهني تغذيه الصناعة، والكليات التقنية ليست بحاجة إلى شهادات أكاديمية بقدر ما هي تحتاج إلى من لديهم مهارات مهنية ولديهم خبرة في الصناعة ولكن في السعودية لا توجد تغذية من الصناعة مباشرة لان العمالة في السوق وافدة ولهذا نقوم بإرسال حملة البكالوريوس في التخصصات التقنية لدول متقدمة في المجالات التقنية لذلك استحدثتا كلية لإعداد المدربين في الرياض وعلى غرار هذه الكلية سيتم افتتاح كلية لإعداد المدربات لتوفير المدربات للعمل في الكليات التقنية للبنات، وفي المرحلة الأولية سنلجأ للتعاقد لتوفير المدربات، بالإضافة إلى وجود بعض النساء السعوديات العاملات في بعض التخصصات في سوق العمل سيتم استقطابهن للعمل في كليات البنات.

* كم تقدر مخرجات كلية إعداد المدربات التي سيتم إنشاؤها مستقبلا؟

ـ سيكون عدد المقبولات في كليات إعداد المدربات انتقائيا من المتميزات ممن تخرجن من الكليات التقنية كما هو معمول في الكليات التقنية للبنين.

* هل تم حصر التخصصات المطلوبة في الكليات التقنية للبنات؟

ـ تم حصر مجموعة من التخصصات التي تتلاءم مع طبيعة عمل الفتاة السعودية من واقع السوق المحلي والتجارب الدولية في هذا المجال، ومن أبرز تلك التخصصات الحاسب الآلي بثلاثة تخصصات فرعية، وعلى سبيل المثال لمسنا حاجة كبيرة لتخصص الدعم الفني في مدارس تعليم البنات ومن الممكن أن تعمل خريجة الكلية التقنية في المدرسة وتقوم بإصلاح أعطال الحاسبات والشبكات وغيرها، وهناك تخصص التزيين الذي يغذي المشاغل النسائية بالأيدي السعودية أو أن المرأة تستفيد من التخصص في حياتها الخاصة، ويوجد تخصص تقنية الأجهزة الطبية، وتخصص التصميم الداخلي للمنزل، وتخصص الذهب والمجوهرات، وتخصصات إدارية كالمحاسبة والأعمال المكتبية وغيرهما مما يحتاجها سوق العمل.

* هل سيتم الاكتفاء بالتخصصات التي ذكرتها أم أن هناك دراسة علمية مستمرة لحاجة السوق؟

ـ سنبدأ في 9 تخصصات بكليات التقنية للبنات كمرحلة أولى وفي حال وجود مهن جديدة تلائم الفتاة السعودية ويحتاجها السوق النسائي سيتم إعداد حقائب تدريبية لها، وأي برنامج يكتفي منه سوق العمل سيقفل ويستبدل بتخصص مطلوب.

* كم ستكون الطاقة الاستيعابية لكل كلية تقنية للبنات؟

ـ الطاقة الاستيعابية للكلية الواحدة سيكون 1800 طالبة ومن الممكن تشغيل الكلية على فترتين ليتضاعف العدد إلى 3600 متدربة إذا كانت هناك حاجة لذلك، وستقدم هذه الكليات برامج تدريبية قصيرة.

* هل أجرت المؤسسة استطلاعاً حول رأي الفتيات السعوديات في المهن التي يرغبن مزاولة العمل بها؟

ـ نحن نسعى لتوطين المهن في السوق السعودية، سواء مهن الرجال أو السيدات، ولهذا الأمر حددنا المهن التي يحتاجها القطاع العام والخاص معا وما تحتاجه المرأة في منزلها وتعم الفائدة داخل أسرتها، ونحن لا نغفل جانب القطاع الخاص الذي يعتبر شريكاً أساسياً لنا في عملية التوطين، لأنه يحدد المهن المطلوبة ونحن نقوم بتدريب الأيدي السعودية عليها، وهذا هو التوجه العام للدولة وكافة مؤسساتها، وسوف تقوم المؤسسة بدراسة كل تخصص مهني يتم العمل فيه بالكليات التقنية للبنين والبنات.

* كم الرقم المتوقع أو المأمول أن يتحقق سنويا من مخرجات 17 كلية تقنية للبنات بعد انطلاق التدريب؟

ـ بعد انتهاء مباني الكليات وبدء القبول ستكون الطاقة التدريبية ما يقارب 100 ألف متدربة وبعد مضي سنتين ونصف السنة من تدريب الفتيات على المهن يتخرجن إلى سوق العمل، بالإضافة إلى خريجات البرامج التدريبية القصيرة.

* انتشار الكليات التقنية خفف من ضغط القبول على الجامعات وقلل من نسبة الهجرة إلى المدن الكبيرة ولكن هل الوظيفة مضمونة؟

ـ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني والجامعات تسعى جميعها إلى تحقيق أهدافها التي تتضمن توطين الوظائف والمهن في السوق السعودي وإذا كان السوق قد تشبع ببعض التخصصات النظرية ولم يجد بعض الخريجين والخريجات الوظائف التي يساهمون من خلالها في التنمية، فنحن كجهة مختصة في التدريب التقني والمهني نسعى إلى توجيه عدد كبير من خريجي المرحلة الثانوية إلى التخصصات التقنية المطلوبة، وهذه الخطوة ستتم بالنسبة للطالبات، إضافة إلى أن الكليات التقنية تساهم في توطين الشباب في مدنهم بدلا من الذهاب إلى المدن الكبرى المزدحمة أصلا، وفي الحقيقة لا توجد مشكلة في الوظائف بالقطاع الخاص ويؤكد ذلك مكاتب العمل التي لا تجد مشكلة في توظيف الشاب المهني، وبعض خريجي المؤسسة يلجأون إلى العمل الحر.

* هل تم إنشاء إدارة نسائية في المؤسسة تتابع كل ما يخص تدريب الفتيات؟

ـ نعم في الفترة المقبلة سيتم إنشاء إدارة نسائية تابعة للمؤسسة وسيتم تعيين موظفات يتابعن كل ما يخص الكليات التقنية للبنات.

* إلى أي مدى سيوفر القطاع الخاص فرص عمل للمتدربات عند التخرج في الكليات التقنية؟

ـ السوق واضح للجميع في كل المستويات، والبرامج المهنية التي تعد للفتاة السعودية سوف تستفيد منها بشكل أو بآخر، سواء تعمل في القطاع الخاص أو أنها تزاول العمل الحر بنفسها أو أنها تستفيد بهذا التدريب في منزلها.

* هل انتهيتم من تصميم البرامج المهنية التي سيتم تدريب الفتيات عليها في الكليات التقنية مستقبلا؟

ـ قمنا بتحديد المهن المطلوبة وسوف تصمم جميع البرامج من قبل المختصين والمختصات وبمشاركة كبيرة من سوق العمل.