فوتوغرافي بريطاني هاو يسعى للدخول إلى الجامعة عبر تصوير الصحارى السعودية

لتكون محطته الأولى في عالم التصوير

TT

اختار مصور بريطاني هاو صحراء السعودية لتكون محطته الأولى في عالم التصوير الفوتوغرافي. إذ يتوقف حلمه في الالتحاق بجامعة كوستاريكا على الصور التي سيلتقطها لطبيعة المملكة الصحراوية.

وقال البريطاني سباستيان فارمبرو إن اختياره للسعودية «لأنها ما زالت غامضة بالنسبة للعالم الخارجي والمعلومات التي تخصها محدودة إن لم تكن مشوهة»، موضحا حرصه على اكتشاف المجهول عقب تداعي برجي التجارة وما صاحب الحدث من علامات استفهام عديدة، وأن كاميرته الصغيرة ستكون نافذته الكبيرة على معرفة حقيقة «ما يتعلق بالإسلام والسعودية، فلست أثق بما تردده بعض وسائل الإعلام الغربية».

وعبر الفوتوغرافي فارمبرو عن إعجابه بالقيم الأسرية في المجتمع السعودي وما تمثله لدى السعوديين. وذكر أنه يقضي معظم وقته يتعايش مع المواطنين، وقد لاحظ كيف تتقارب العائلات في ما بينها. فهم متعاضدون يأكلون معا ويقضون وقتا طويلا مع بعضهم البعض. غير أنه تحفظ على تعامل البعض الآخر، واصفا الأحكام المسبقة على الأشخاص بأنها «تعيق التواصل بين الحضارات والشعوب».

وأبدى المصور البريطاني مخاوفه من رفض المرأة السعودية المشاركة في ألبومه الفوتوغرافي لتوثيقي عن السعودية، مبديا احترامه لعادات وتقاليد السعوديين في هذا الشأن، غير أنه علق ضاحكا بقوله «قبل قدومي إلى السعودية قيل لي لا تنظر إلى عيني العربيات لأنك ستهلك لا محالة فهن يتمتعن بأعين أخاذة وهذا بالفعل ما وجدته لكني، لا أعلم إن كن يتقبلن المشاركة في الصور التي سألتقطها أم لا». المصور الفوتوغرافي فارمبرو ستتركز أعماله على الطبيعة التجريدية التي تأثر فيها بالمصور السوريالي بيل برانت، وقال «أميل إلى تصوير الأشكال التي تحرك الفكر والمشاعر وتدفع المشاهد للتفكير، وذلك باستخدام طريقتي في التلاعب بالمادة المصورة التي غالبا ما ألجأ من خلالها إلى خداع المشاهد بملاحظة أشياء غير موجودة في الصورة». أما عن الصور التي ستختص بطبيعة السعودية، فقد ذكر أنه سيركز بشكل أساسي على الصحراء، بسب ولعه بحياة البدو، إلا أنه لن يقتصر عليها وحدها، وإنما ستتنوع صوره ليبرز من خلالها الوجه الحضاري والتقدم العمراني الذي تشهده السعودية. وسيقوم بعمل مقارنة بين الماضي والحاضر، فهو يرى أن «السعودية أسيرة، بالرغم من تنوع بيئتها، إلا أنه لم يتم إبرازها فوتوغرافيا بالشكل المطلوب»، مؤكدا أنه وجد العديد من الأماكن الرائعة التي يمكن استغلالها لإنتاج صور مميزة وغير تقليدية بعد زيارته عددا من المدن السعودية كالأحساء وأبها وجدة والخبر وغيرها.

إلا أن ما أذهله هو انه لم يجد في السعودية بيئة صحراوية فحسب، بل وجد طبيعة خضراء خلابة شبهها بنظيرتها في انجلترا. وعن أفضل المدن السعودية التي زارها حتى الآن قال « أذكر الرياض فهي أكثر مدينة أعجبتني، فالصحراء قريبة مني، كما لا يتحدث الكثير من سكانها الإنجليزية، مما دفعني إلى تعلم اللغة العربية».

من جهة أخرى، لا يرحب فارمبرو بالتصوير الرقمي على الرغم من اعترافه بفوائده في إنجاز الصورة بأسرع وقت وأقل جهد، إلا أن ذلك على حد قوله يأتي على حساب جودة المادة المصورة ويفسد متعة العمل التصويري، مضيفا أن بعض من يستعينون بالكاميرا الرقمية يلجأون عادة إلى ملء الصورة بالمؤثرات كالظلال والألوان، مما يفسد شكل الصورة. مبديا حرصه على أن تكون صوره عن السعودية بكاميرا تقليدية لتعكس رؤيته الفطرية للأشياء كما هي. فالسعودية برأيه ما زالت «أرضا بكرا للأفكار التصويرية الخصبة».