دراسة تتناول صنّاع الصورة السعودية في الخارج

توصي بتحويل الإعلام الخارجي إلى شركة حكومية مستقلة

TT

أوصت دراسة سعودية حديثة بفصل وكالة الإعلام الخارجي عن وزارة الثقافة والإعلام وتحويلها إلى شركة حكومية مستقلة إدارياً ومالياً تتبع رئاسة مجلس الوزراء مباشرة، وتغيير مسماها من الإعلام الخارجي إلى الاتصال الدولي أو العلاقات العامة الدولية، بالإضافة إلى تعديل مهامها من إنشاء رسائل اتصالية وتوجيهها للجمهور المستهدف إلى إدارة علاقة اتصالية تفاعلية مع الجمهور المستهدف. كما اقترحت الدراسة أن يكون رئيس الجهاز الجديد ونوابه من حملة درجة الدكتوراه في مجال العلاقات العامة من جامعة غربية. ودرس الدكتور عثمان العربي الأستاذ المشارك في قسم الإعلام، في دراسته تحت عنوان «ممارسة العلاقات العامة الحكومية الدولية في المملكة العربية السعودية: دراسة وصفية للإعلام الخارجي بوزارة الثقافة والإعلام»، ممارسة الإعلام الخارجي في السعودية بوصفها ممارسة للعلاقات العامة الحكومية الدولية، وقسم دراسته إلى ثلاثة أقسام احدها خصص لدراسة البيئة التنظيمية للإعلام الخارجي ووسائل الإعلام الرئيسية، تناول فيه الباحث جهاز الوزارة ووكالاتها الثلاث الرئيسية للإعلام الداخلي والإذاعة والتلفزيون، بالإضافة إلى استعراض وكالة الأنباء السعودية والصحف المنشورة باللغات الأجنبية والاستثمارات الإعلامية الخاصة المملوكة لرجال أعمال سعوديين في الخارج من خلال عرضه لخمس مجموعات رئيسية من أبرزها المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق ومجموعة آرا الدولية.

واهتم القسم الثاني بالأجهزة الحكومية الداعمة للإعلام الخارجي والتي تساهم في تكوين صورة السعودية في الخارج والتفاعل معها، واستعرض فيها الباحث تجارب إدارة الشؤون الإعلامية بوزارة الخارجية وإدارة المعارض بوزارة التجارة والإدارة العامة للدعوة في الخارج بوزارة الشؤون الإسلامية والإدارة العامة للعلاقات العامة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب والإدارة العامة للعلاقات الثقافية بوزارة التعليم العالي والإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بمجلس الشورى وقسم العلاقات الخارجية بالهيئة العليا للسياحة.

وخصص الباحث القسم الثالث من دراسته للإعلام الخارجي السعودي، مستعرضاً نشأته وأهدافه وإطاره الإداري والقانوني ضمن وزارة الثقافة والإعلام، قبل أن يقدم ملخصاً لاجتماعات التنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي في هذا الخصوص التي أنتجت اتفاقا على صياغة خطاب إعلامي خليجي متناسق وتفاعلي وغير اعتذاري، وتفعيل ادوار المبتعثين إلى الخارج والسفراء والملاحق الإعلامية والمقيمين الأجانب في دول مجلس التعاون، بالإضافة إلى تبادل تنظيم ندوات ومحاضرات مع أوروبا والولايات المتحدة.

وفي ختام هذا القسم عرض الباحث لمراحل عمل الإعلام الخارجي في السعودية، وهما مرحلتان; الأولى من عام 1977 إلى عام 1996 وهي الفترة التي شهدت بدايتها تحول قسم العلاقات العامة بالوزارة ـ الناشئ عام 1961 ـ إلى إدارة عامة، قبل أن تتحول هذه الإدارة العامة عام 1996 إلى وكالة للوزارة، ولذا اعتبر الباحث أن المرحلة الثانية تبدأ عام 1996 وحتى اليوم.

وانتهى الباحث في خاتمة الدراسة إلى أن تطور الإعلام الخارجي في السعودية من عام 1961 وحتى اليوم اقتصر على القوى البشرية من دون أي تغيير ملحوظ في تركيبة الجهاز وطبيعة مهامه ووظائفه (لم تتغير المهام منذ 40 عاماً)، وتبين للباحث أن الهيكل التنظيمي القاصر للإعلام الخارجي في السعودية بني على أساس فهم قاصر لدور العلاقات العامة من خلال حصره في استقبال الضيوف والحفاوة بهم.