الملتقى الثقافي النسائي بجدة يسعى ليكون تحت مظلة رسمية

تدعمه سيدة أعمال وأعضاؤه مهتمات بتنوير المرأة

TT

بدأت أعمال الملتقى الثقافي النسائي في جدة تبرز بشكل شهري بدلا عن الفترات المتباعدة التي كان عليها منذ تأسيسه عام 1996، ويعود السبب إلى اهتمام السعوديات بالقضايا والأحداث المتسارعة، سواء على المستوى المحلي او الدولي.

وتقول سيدة الأعمال ناجية عبد اللطيف جميل التي تترأس الملتقى: «الملتقيات النسائية الثقافية والاجتماعية من أبرز المظاهر الضرورية التي تحتاجها المرأة من أجل تنمية التوعية في المجتمع النسائي». وأكدت زبيدة موصلي احد الاعضاء على «قضايا الساعة التي يهتم بها المجتمع وتثير حماسه للحوار والنقاش لتوعية المرأة».

وذكر موصلي عن أسبقية الفكرة وسبب التأسيس: «غياب المرأة عن المؤسسات الثقافية والسماح لها بالمشاركة كان سببا فاعلا كي يكون هذا الملتقى»، وتتابع: «عندما أسس الملتقى لم تكن هناك أية منابر نسائية ثقافية والحمد لله كان لنا السبق الأول في تحقيق هذه الفكرة، وبعد ملتقانا أصبحت هناك ملتقيات ثقافية نسائيه عديدة وقبل أن تكون هذه الملتقيات ينبغي ان يكون كل بيت هو ملتقى ثقافي للأسرة والمقربين أيضا من ربة البيت». وأشارت زبيدة إلى أن تأسيس ملتقاهم كان سنة 1996، وهي فكرة كل من ناجية عبد اللطيف جميل والبروفيسورة سميرة إسلام وقالت: «بدايتها كانت بسيطة تمثلت في تحويل الزيارات بين الصديقات واضاعة الوقت بها بدون فائدة إلى ملتقى له فائدة في اثارة موضوع للنقاش، وعزمنا على ذلك وتمت دعوة عدد من أستاذات الجامعة ومثقفات المجتمع وتحاورن على الفكرة في ما بينهن وتم تكوين أعضاء الملتقى الموجودات حاليا.

وعن ثمرة الملتقى تقول ناجية عبد اللطيف: «لقد قام الملتقى الثقافي باسهامات كثيرة في عملية تنوير المرأة السعودية، وذلك من خلال إقامة الندوات والمحاضرات، هذا إلى جانب أننا ألقينا الضوء على أعمال عدد من السيدات اللواتي تركن بصمات وأعمالا جليلة في المجتمع وعرفنا الشابات بما أنجزته الأمهات الرائدات في مجالات الفكر والثقافة نحو السيدات اللواتي ساهمن في مجال التعليم، سواء مدرسيا أو جامعيا وكذلك رائدات العمل الخيري وكل من لها بصمة في عمل مشرق كما فعلنا في الملتقى السابق، حيث تم تكريم الراحلة الأميرة جوهرة بنت سعود الكبير التي كانت لها اسهامات رائدة في تعليم المرأة السعودية والعمل الخيري». وعن أهداف الملتقى تقول زبيدة موصلي: «ما نهدف اليه من الملتقى هو نشر الوعي في المجتمع وتنوير المرأة بمستجدات الساعة، وهذا من خلال طرح المواضيع التي لها علاقة بها ومحاولة مناقشتها على نحو ما فعلناه في احد ملتقياتنا، عندما أثرنا موضوع مجالس البلديات والانتخابات ودور المرأة بها وإن لم تشارك بصوتها، فطلبنا من السيدات أن يحثثن أزواجهن واخوتهن وأولادهن على الذهاب والمشاركة في الانتخابات، بالإضافة إلى ذلك نقوم بتعريف الزائرات والجاليات الأجنبية على تراثنا وحضارة بلدنا ومدى مساهمة المرأة السعودية في التنمية الوطنية من خلال دعوتهن وترك مساحة لهن للالتقاء بالمرأة السعودية العاملة والمثقفة».الانتساب لجهة رسمية والنخبوية لكن هذا المجهود الفاعل للأعضاء العشرة داخل الملتقى هو مجهود ذاتي، حيث لا ينضم الملتقى الذي يتكبد خسائر مادية وعملية في سبيل صياغة خطاب نسائي إلى أي جهة رسمية تستظل به كما أشارت موصلي: «الأعضاء هن المسؤولات عن تغطية التكاليف المادية فهناك اشتراك سنوي عبارة عن رسم عضوية يغطي تكاليف أنشطة الملتقى، وهذا من شروط عضوية الملتقى وفي حالة وجود مشروع كبير يحتاج إلى نفقات مادية أكثر من قيمة العضوية يتم توزيع هذه النفقات علينا بالتساوي. وهكذا فأعضاء الملتقى متساويات وليس هناك بيننا رئيس أو مرؤوس، ولكن من الناحية المعنوية نعتبر أن الأخت ناجية جميل هي مرجعنا باعتبارها صاحبة الفكرة». لكن هل يفكرن في الانتساب إلى جهة رسمية؟ تجيب على ذلك ناجية عبد اللطيف قائلة: «إننا نفكر في استحصال موافقة ليكون عمل الملتقى تحت مظلة رسمية وان شاء الله سنحصل عليها من أجل ممارسة أكثر فاعلية وأكثر توسعا وانتشارا». والملتقى الذي يهدف إلى توعية المرأة يجده البعض موجها خطابه للفئة النخبوية التي لا تحتاج اليه عادة، لكن ناجية عبد اللطيف تعلق على ذلك بالنفي وتقول: «انه كلام غير دقيق فملتقانا مفتوح للجميع وخطابنا موجه لكل الفئات، وكل المواضيع التي نطرحها تشمل جميع الطبقات، كما اننا نقوم بارسال دعوات مفتوحة للجامعات والكليات، وحتى المدارس وأكثر من هذا فقد أقمنا عدة اجتماعات في قاعات المدارس والكليات والجامعة والجمعية الخيرية والمراكز التعليمية ودعواتنا توزع دائما في هذه الأماكن لأننا نرغب في مخاطبة جميع فئات المجتمع، ولهذا يعتبر هذا الكلام مردودا». وماذا عن فئة الشباب؟ تجيب: «ما طرح في السؤال سيكون إن شاء الله محل اهتمامنا في المستقبل، خاصة ان من أهدافنا احتضان الشابات». لكن من أهداف الملتقى غرز روح الانتماء في نفوس الأفراد والناشئة خاصة فأين هم من الملتقى؟ تجيب ناجية: «الناشئة الذين نقصدهم هم الشابات، مثل طالبات المدارس والجامعات، ممن يحتجن إلى توجيه من المجتمع إلى جانب الأم التي نناقشها في الملتقى لتنقل الفكر المتغير الى أولادها».