نسخة مصغرة لانتخابات السعودية الأخيرة في إحدى مدارس الدمام

مجلس الفصل بدلا عن المجلس البلدي

TT

استنسخت احدى المدارس الابتدائية بالدمام فكرة الانتخابات البلدية، بعد أن انتهت المرحلة الثالثة والأخيرة من الانتخابات البلدية على مستوى المملكة، لتطبقها على أحد فصول المدارس كتدريب عملي على الممارسة الانتخابية. ولما كان من الضروري للمرشح للمجلس البلدي أن تكون لديه رؤية وبرنامج عما سيقوم به في حال فوزه بأحد مقاعد المجلس بالانتخاب اشترطت المدرسة في المتقدم لانتخابات مجلس الفصل أن يكون لديه برنامج انتخابي واضح ورؤية لما سيقدمه فيما لو حصل على أحد كراسي المجلس. وكانت مدرسة المقداد بن عمرو الابتدائية بالدمام اختارت الفصل السادس ليكون مسرحاً لمجلس الفصل، والكراسي الممنوحة له خمسة كراس سيتم التنافس عليها. وصاحب الفكرة المعلم علي عبد الله الأسمري بدأ ببث روح الحماس لدى الطلاب لفكرة تطبيق الانتخابات في المدرسة لتتاح الفرصة لمن لم يحصل على ممارستها في الانتخابات البلدية.

ويقول الأسمري «كان حدث الانتخابات البلدية لدينا حدثا مهما ولأنه لن يتكرر إلا بعد أربع سنوات قررت أن أعلم طلابي كيف حدث وليبقى راسخاً في ذاكرتهم لذا اخترت طلاب الصف السادس لأنهم الأقرب لإدراك هذه العملية وفهمها وأيضاً لأنهم سينتقلون إلى المرحلة المتوسطة وبالطبع لن يكونوا في مدرسة واحدة لذا سينقل كل طالب تجربته إلى المدرسة التي سينتقل إليها وسيطبقها إذا وجد في مدرسته من يسمع صوته».

إدارة المدرسة من جانبها، قررت عدم التدخل في العملية الديمقراطية التي يمارسها الطلاب وأخذت جانب المراقب لسير العملية ومراعاة القوانين التي وضعها متبني الفكرة. مدير المدرسة محمد الغامدي علق على الموضوع بقوله: «هذا جزء من النشاط الذي تمارسه المدرسة فهي ليست فقط للتعليم المنهجي وهناك نشاط لا منهجي لو تم التركيز عليه لتحولت المدارس إلى محاضن إبداع حقيقي». كثير من شروط الترشيح لهذه الانتخابات مبسطة، فالقواعد تلزم المرشح ألا يستخدم الإذاعة المدرسية لترويج برنامجه الانتخابي وألا يستخدم الممرات لتعليق الملصقات الدعائية، وما عدا ذلك مسموح فيمكنه أن يعلق ملصقه الدعائي داخل الفصول المشاركة في العملية. كما لا تشترط الجنسية السعودية للمرشح أو للناخب في حين استغرقت فكرة الترويج للانتخابات أسبوعا، وأعطي المرشحون فترة أسبوع لطرح البرامج الانتخابية وفي مطلع الأسبوع الثالث سيتم التصويت، هذا الأسبوع هو أسبوع الحملات الانتخابية لدى الطلاب ففي حين كان من الواضح تدني نسب الفوز لدى مرشحي المجلس البلدي بسبب كثرة المرشحين كان المرشحون لهذه الانتخابات ستة طلاب للتنافس على خمسة مقاعد من أصل مائة وخمسين طالبا يحق لهم الترشح والانتخاب وفيما كانت برامج مرشحي المجلس البلدي طموحة أو خارج نطاق عمل المجلس أو متشعبة، ركز الطلاب برامجهم على همومهم، فالطالب علي عدنان والذي يحظى بشعبية كبيرة بين زملائه وعد ناخبيه بالمطالبة بدوري رياضي في المدرسة وتكريم جميع المشاركين فيه، كما وعد بمطالبة الإدارة بصيانة دورية للمكيفات بسبب دخول فصل الصيف. المرشح الآخر أسامة البودريس طرح ضمن برنامجه الانتخابي المطالبة بحقوق الطلاب وكذلك المطالبة بزيادة زمن الفسحة.