20% من الوفيات نتيجة انفجار إطارات السيارات

دراسة: السعودية أعلى نسبة من نظيراتها في أوروبا وأميركا في الوفيات

TT

مع ظهور بوادر صيف حار جداً، تبدأ الاستعدادات له بكل الطرق، لا سيما السيارات منها، ففي أجواء الصيف الحارة تحتاج السيارة إلى صيانة مستمرة خصوصا إطاراتها الأربعة، فهي غالباً لا تستطيع تحمل حرارة الإسفلت في الصيف بشكل كبير مما يؤدي إلى تلفها وتعريض ركاب السيارات الى الخطر في حالة انفجارها عند السرعات العالية.

وكشفت دراسة تهدف إلى تقصي أسباب حوادث السيارات العائدة إلى تلف إطارات السيارات أثناء السير، واقتصرت الدراسة على السيارات الصغيرة لتحديد أهمية المشكلة. بدأت الدراسة بتحليل سجلات حوادث السيارات في شركة «أرامكو» عن الفترة ما بين 1977 إلى 1984، واتضح منها أنه من بين 3627 حادثة كان تلف الإطارات سبباً في 91 منها.

وقد استعرضت الدراسة أدبيات البحث في هذا الموضوع عالمياً، كما استعرضت سجلات الحوادث العائدة لتلف الإطارات في الولايات المتحدة الأميركية. بعد ذلك قامت الدراسة بتوجيه استبيان إلى عينات مختلفة من المواطنين في المملكة العربية السعودية ودار الاستبيان حول خبراتهم في بيع واستخدام الإطارات في المملكة ومعلوماتهم عن قواعد الاستخدام السليم للإطارات، وبلغ عدد المستجيبين(3700) فرد. بالإضافة إلى ذلك قام فريق الدراسة بمراجعة الخواص الفنية للإطارات المستعملة في المملكة العربية السعودية من واقع كتيبات المواصفات المتوفرة عند الوكلاء بالإضافة إلى مناقشات مع الوكلاء أنفسهم. وكشفت الدراسة الموسعة عن أن نسبة الحوادث الناتجة عن تلف الإطارات في المملكة العربية السعودية أعلى من نظيراتها في أوروبا وأميركا 2.5 في المائة من مجموع حوادث السيارات مقابل (1% ـ 2.4%) في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. وكان انخفاض الضغط في الإطار عن معدله المطلوب هو أهم عوامل التلف المسببة للحوادث، وذلك لأن انخفاض الضغط يسبب ارتفاع درجة حرارة الإطار. واتضح من الدراسة أيضا أن الإطارات اليابانية والأوروبية أفضل من الإطارات الأميركية في العمل على الطرق في السعودية، وذلك بسبب تحملها ارتفاع حرارة الجو، كما توصلت الدراسة إلى خطورة إهمال تلف الإطار الناتج عن تآكل السطح الخارجي للإطارات وتوصلت هذه الدراسة أيضاً إلى تأثير العوامل الخارجية مثل حرارة الجو وحرارة سطح الطريق وعدم وضوح معالم الطريق مما يؤدي إلى تعرض الإطارات لظروف تشغيل قاسية ويسبب تلفها. كما تعرضت الدراسة إلى عوامل نقص تسهيلات صيانة الإطارات مثل محطات الكشف والصيانة للإطارات ونقص معرفة مستخدمي السيارات بقواعد صيانة واستخدام الإطارات المركبة في سياراتهم التي تحددها مواصفات الشركة الصانعة، والتي تؤثر على زيادة التعرض للحوادث الناتجة عن تلف الإطارات. وأوضح الدكتور علي الغامدي رئيس اللجنة الوطنية للسلامة المرورية ان انفجار الإطارات سبب رئيسي للحوادث المرورية خصوصاً على الطرق ومنها حوادث الانقلاب. ويضيف للأسف هناك محلات تبيع الإطارات المغشوشة وأيضاً المستخدم يجهل نوع الإطارات المستخدمة ويشتريها من دون أن يتأكد من نوعيتها وتاريخ انتهائها. وفي إحصائية لأسباب انفجار إطارات السيارات وجدنا أن 15% من مستخدمي الإطارات المنفجرة يستخدمون نوعاً من الإطارات لا يصلح سوى للمناطق الثلجية، وأيضاً تحميل السيارة فوق طاقتها. فأغلب السائقين يحمل في سيارته عدد ركاب أكثر من المحدد وهذا يسبب ضغطاً على إطارات السيارة ويؤدي بطبيعة الحال إلى انفجارها. ويقول الغامدي: 20% من الوفيات في الحوادث المرورية نتيجة انفجار إطارات السيارة، وهذه نسبة كبيرة جدا. ويطالب الدكتور الغامدي بتشديد الرقابة على محلات بيع إطارات السيارات والكشف عليها قبل جمركتها. ويحمل المسؤولية الجهات المعنية بالمواصفات والمقاييس لأن بعض الإطارات غير صالحة للاستخدام في المملكة ومع هذا نجدها تدخل ويُستغل جهل المستخدم ويعرض حياة الملايين للخطر.