فتيات سعوديات يمثلن مسرحية عالمية باللغة الإنجليزية في تربية البنات بجدة

جماعة «فيض المحبة» بذور لمسرح نسائي سعودي مقبل

TT

قدمت جماعة «فيض المحبة»، التي تتكون من 25 طالبة بقسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية للبنات بجدة، مسرحية عالمية باللغة الإنجليزية لكاتب مجهول. وذلك ضمن مهرجان أعد القسم مهرجان أعده القسم بعنوان «همتي لأمتي» يوم الثلاثاء الماضي وافتتحته الدكتورة هند جمل الليل عميدة الشؤون بكلية التربية للبنات، وقدم المهرجان من خلاله أعمال إبداعية بين الفن التشكيلي والمسرح والأعمال اليدوية.

وعلقت الدكتورة ابتسام باجري المشرفة على النشاطات الطلابية بالقسم: «الطالبات كن رائعات في تأدية أدوارهن في المسرحية والحكاية باتقان وقناعة ونحن نشجعهن على ذلك كما أن لدينا موهوبات في مختلف المجالات كالرسم والعمل اليدوي» أما مسرحية ألبرت الذي وقع في نار الحيرة يميل إلى كل الفريقين (الأبيض والأخضر) ولا يعرف من يرضي منهما ولذلك يسعى حثيثا للمصالحة بين فريقي اللونين اللذين ينصبان العداء لبعضهما بعضا بسبب تطرف قائد كل منهما، فهو يختار عملية الصلح بينهما ليتعايشوا رغم الاختلاف مع بعضهما البعض وهذه المسرحية التي قمن بتأديتها قوبلت بتصفيق ساخن ملأ قاعة الأمير عبد المجيد صوتها التشجيعي وبعد انتهاء العرض أدت الفتيات نشيدا عن الوحدة في الإسلام والتكاتف ضد أعداء الله كرسالة المسرحية.

رئيسة قسم اللغة الإنجليزية الدكتورة إيمان التونسي قالت بفرح «لدينا طالبات موهوبات جدا في المسرح وهن من المتميزات في القسم وأداؤهن الدرامي رغم عدم دراستهن التخصصية للمسرح على مستوى جيد ويحتجن دائما إلى توجيه».

من جهة أخرى تقول المحاضرة مرفت حربلي التي أشرفت على تدريبهن في الأداء المسرحي «لدى الطالبات قدرة هائلة في صياغة الخطاب الدرامي على المسرح وهن قادرات على التفاعل مع النص المكتوب». وتتابع حديثها «أجدهن خامة جيدة لو تم استغلالها فإنهن بالتأكيد سيكن بذوراً لمسرح نسائي سعودي فهن يمتلكن الرغبة وألمسها دائما حينما يخبرنني بأنهن يحببن المسرح لكنهن لا يعرفن أن ما يقمن به من أداء هو صحيح أم خاطئ».

وعن نشاطهن تقول «إنهن قادرات على التفاعل مع النص المكتوب وقد بدأنا في السنة الماضية نشاطنا وهذه المسرحية العالمية تعد الثانية وكان أكثر ما يتعبهن هو عدم وجود الثقة لديهن في أن ما سيقمن به من أداء سيحظى بالقبول أم أنه سيرفض للنظرة الضيقة التي توجه للتمثيل المسرحي في المجتمع، لكنهن بعد أن قمن بأداء مميز في السنة الماضية حظي بقبول الزائرات كان ذلك مؤثرا جدا ووهبهن الثقة ليتابعن نشاطهن الذي انعكس على أدائهن الآن في مسرحية هذا العام».

وعن سبب اختيارهن لمسرحية عالمية تمثلها الفتيات تقول: «المسرحيات العالمية من الممكن تفعيلها على مسرحنا العربي والإسلامي ففي السنة الماضية قامت الطالبات بتمثيل مسرحية عالمية وهي مسرحية مسيحية تتحدث عن الدين المسيحي لكننا استطعنا تحويلها إلى مسرحية بصوت إسلامي والطالبات تفاعلن معها وقمن بأداء مميز لها كما حصل في أداء هذا العام».

وتضيف: «إنهن يحتجن إلى أدوات الأداء الدرامي ولو توفر لهن ذلك فإنهن سينجحن كثيرا خاصة أن أداءهن على المسرح كان مميزا رغم قلة خبرتهن وقلة فترة التدريب وعدم وجود الدراسة، وهذا يثبت أن لديهن الموهبة التي تحتاج إلى الدعم ليتم استمرارهن بعد التخرج فمسرح الكلية يسمح لهم بتفريغ شحنة وطاقة إبداعهن لكن بعد تخرجهن فإن موهبتهن تحتاج إلى دعم ليستمررن ويكن بذرة قادرة على النهوض بمسرح نسائي بناء وممتع».

سميرة القحطاني إحدى الطالبات المشاركات وهي رئيسة جماعة فيض المحبة تقول «لقد أنشأنا هذه الجماعة لتنقل رسالة بناءة من خلال برامج نقوم بها بين النشيد الإسلامي والتمثيل المسرحي للمسرحيات العالمية وهندسة الديكور والجرافيك وعددنا يقارب 27 عضوا كل منا تعمل في صميم موهبتها». وتتابع «لقد بدأت هذه التجربة منذ المرحلة الثانوية وفي الكلية وجدنا متسعا لنا من خلال مسرح الكلية حيث نستغل بها طاقتنا ونحن نحاول تمثيل المسرح العالمي وتقديم الأناشيد الإسلامية والأدب والشعر باللغة الإنجليزية».

وتقول «حقا نحن نركز على المسرح، ولكننا نحتاج إلى التوجيه وهو جزء من برامجنا في جماعة فيض المحبة التي قمنا بتكوينها» وتفكر سميرة مستقبلا كما تقول في «أن أفتح مكتبا للخدمات النسائية الاجتماعية نقدم من خلاله عروضا باسم جماعة فيض المحبة يتناسب مع تقاليدنا والصورة الإسلامية للمجتمع». وعن حصولهن عن مسرح يمكنهن مزاولة نشاط جماعتهن بعد التخرج تقول «مسرح.. مستحيل.. أجد أنه حلم كبير».

زهور الزهراني إحدى أعضاء فيض المحبة وهي التي تشرف على العروض تتحدث بحماس: «نحن ننوي الاستمرار حتى بعد التخرج ولن نتوقف عند حدود المسرح فنحن كفريق ننقسم فيما بيننا وفق مواهبنا فأنا وسميرة القحطاني نشرف على العروض وهناك أمل السبيعي تشرف على المؤثرات الصوتية والنشيد الإسلامي وهناك أعضاء تمثيل وهكذا»، وتتابع «مكتب (المسلمون الجدد) طلبوا منا أن نقدم لهم برنامجا كوننا قادرات على أداء اللغة الإنجليزية»، وعن مدى إصرارهن في الاستمرار في ظل المجتمع تقول «نحن نقدم عروضا مسرحية متفقة مع العقيدة وبصورة إسلامية حتى المسرحيات العالمية التي نقوم بعرضها نقوم بتحويرها وتحويلها لما يتفق مع الصورة الإسلامية ولن نقدم عروضنا إلا في أماكن مناسبة وتقدم رسالة مفيدة».

أما إجلال اسحاق الشناوي وهي إحدى بطلات المسرحية البارزات فتقول «لدينا رغبة حقيقية في الاستمرار بالتمثيل المسرحي ولا أعلم بعد التخرج أين يمكن أن نتوجه بموهبتنا، لقد بدأنا في السنة الماضية وبرز نشاطنا ونتمنى أن نستمر «وعن مدى تقبل المجتمع التمثيل المسرحي بالنسبة لهن كونهن فتيات، تقول «المجتمع لا يرضى عن شيء أبدا، وعن نفسي لا يهمني إن قبل المجتمع أم لا، ما دام تمثيلنا المسرحي في مجتمع نسائي وغير مختلط، ويهدف إلى قيم نبيلة وبصورة إسلامية، فلماذا لا يكون هناك مسرح نسائي نقوم بالتمثيل عليه ونطور من خلاله موهبتنا»، وتتحدث «أتمنى أن نجد الدعم لموهبتنا المسرحية خاصة أننا نريد أن نكون متميزات كوننا فتيات سعوديات يأدين التمثيل المسرحي باللغة الإنجليزية ومن المسرح العالمي».