20 ألف متفرج يحضرون سباقا للسيارات في صحراء الرياض

لاحتواء طاقات الشباب في هذه الهواية

TT

تهافت أكثر من 20 ألف متفرج على أول سباق من نوعه أقيم مساء أول من أمس في منطقة العاذرية في ضاحية الثمامة شمال الرياض.

وجاء هذا السباق النوعي كوصلة أخرى للسباق الذي شهدته منطقة القصيم، قبل أربعة أشهر، وبالتزامن مع مطالبات كثيرة بالتحرك لتفعيل مثل هذه السباقات المنظمة لاحتواء طاقات الشباب في هذه الهواية الخطيرة التي مورست على الشوارع والطرقات العامة بشكل عشوائي من قبل الشباب، مسببة الكثير من الحوادث والإزعاجات والتلوث البيئي والضوضائي.

وكان فوز 12 شابا من أصل 50 مشاركا في سباق أول من أمس، دلالة كبرى على أن هواية «التطعيس» و«التفحيط» وسباقات السرعة والمراوغة في السيارات، تأتي ضمن اهتمامات الشباب السعودي، فيما تمكنت الجهات المنظمة من إدارة السباق وإمتاع الحضور بقدرة فائقة، مع ملاحظة أن التجربة السعودية في هذا الشأن ما زالت في البداية.

لكن على الرغم من ذلك قسم السباق إلى أربع مراحل، شمل سباق الدراجات النارية، والدراجات ذات الأربع عجلات، والسيارات من فئة 6 سلندر و8 سلندر، أوحى للحاضرين أن الأرض التي شهدت السباق أمس ليست حديثة العهد بمثل ذلك الحدث.

واستمر السباق الذي أثار فرحة الشباب السعودي أكثر من 8 ساعات متواصلة حقق خلالها الشاب ياسر السعيدان المركز الأول في الدراجات النارية ذات العجلات الأربع، وحقق زميله محمد الشقاوي المركز الثاني، فيما حاز فهد اللحيدان المركز الثالث، وحقق حمود الفايز فوزا في سيارات 6 سلندر، وعمر اليحيى المركز الأول في سيارات 8 سلندر.

الشباب والتطعيس أو الشباب والتفحيط باتت جملة متلازمة تحظى باهتمام الباحثين والمتخصصين الذين يحاولون جاهدين المساهمة مع الجهات الحكومية المختصة في تحويل هذه الهوايات الخطيرة إلى إشراف رسمي وتوجيه ورقابة منظمة، للقضاء على العشوائية في الشوارع والطرقات السريعة، والمناطق السكنية، وتوجيه عشاق السرعة والتفحيط والتطعيس إلى خارج هذه الأماكن لممارسة هواياتهم. وعلى الرغم من حداثة التجربة إلا أن السباق الذي أقيم أمس ليس بينه وبين آخر سباق أقيم في القصيم سوى أشهر معدودة، الأمر الذي يمثل تحركاً إيجابياً يحسب لصالح الجهات التنظيمية ويعود بالإيجاب على الشباب الذي يبحث عن متنفس في عطلة نهاية الأسبوع.

سباق السيارات التي شهدته صحراء منطقة القصيم، في شهر مارس (آذار) الماضي سجل حضورا منقطع النظير بحسب مركز المعلومات السياحية (ماس) التابع للهيئة العليا للسياحة، حيث تجمهر حوالي 160 ألف متفرج مثل السعوديون منهم نسبة 98 في المائة.

وأورد المركز في إحصائية نشرها حول السباق ذاته أن الجماهير التي تقاطرت من مختلف مناطق السعودية، صرفت قرابة 15 مليون ريال خلال فترة وجودهم على المواصلات والأكل والشرب، والسكن، فيما صرف الموجودون في منطقة القصيم نفسها 3 ملايين ريال.

والطريف في الأمر أن جماهير السباق تنوعوا ما بين منسوبي القطاع الحكومي والقطاع الخاص، وآخرين متقاعدين، فيما مثل العزاب من الحضور نسبة 53 في المائة و76 في المائة كانوا من فئة الشباب تتراوح أعمارهم ما بين 19 و30 سنة و19 في المائة من الحضور تتراوح أعمارهم ما بين 31 و44 سنة.

وأشارت الإحصائية إلى أن 45 في المائة من الحضور كانوا من حملة الشهادة الثانوية مقابل 39 في المائة لحملة الشهادة الجامعية، و13 في المائة تعليمهم أقل من المرحلة الثانوية.