غلاء المعيشة وارتفاع الإيجارات يجبران معلمين على البحث عن النقل من الشرقية

TT

قضية الاستقرار النفسي للمعلم قضية مهمة وجوهرية في أداء العمل التربوي المناط به، فحين يجد المعلم نفسه مضطراً إلى العمل في منطقة لا يرغب الاستقرار بها أو أنها بعيدة عن مقر إقامته الأصلي فذلك سيؤثر حتماً على أدائه الوظيفي، وفي المنطقة الشرقية ينتظر كثير من المعلمين حركة النقل الخارجية لأنهم يرغبون العودة إلى مقار اقامتهم. وتصل نسبة تغير الطاقم التعليمي في بعض المدارس 40 في المائة من طاقم المدرسة وهذا بدوره يؤثر على بدء العام الدراسي لأن حركة النقل تتم أثناء الإجازة في أكثر الأحيان بينما يتم توجيه المعلمين المعينين بعد بدء العام الدراسي.

المعلم عادل الحربي أمضى خمس سنوات في المنطقة الشرقية وفي كل عام يتقدم لحركة النقل، لكن إلى الآن لم تشمله الحركة وهو يعول على حركة هذا العام بما أنها الأكبر حيث تسربت بعض الأخبار أنها ستشمل عشرين ألف معلم تقريباً على مستوى المملكة، يقول في أسباب نقله من المنطقة «لم أستطع الاستقرار هنا، فالإيجارات مرتفعة فما أدفعه من إيجار شهرياً لشقة مفروشة مكونة من غرفة نوم ومطبخ وصالة يعادل ثلث مرتبي، بينما لدي سكن ملك في منطقتي التي أرغب الانتقال إليها».

مستور الثبيتي معلم متعين حديثاً تقدم لذات الحركة وكله أمل أن تشمله ليعود إلى أسرته في مدينة الطائف وهو كغيره من المعلمين الذين يرون أن تكاليف المعيشة في المنطقة الشرقية بالإضافة إلى بعدها عن المناطق التي بها أهلهم وذووهم، من الأسباب التي تجعلهم يحرصون على النقل منها بأسرع وقت ممكن فهو يؤكد أنه لا يرغب في الاستقرار في المنطقة الشرقية لذا أجل زواجه إلى ما بعد النقل حتى لا يثقل كاهله بأعباء إضافية كما يقول. ويضيف المعلم علي حسن الزهراني جملة من الأسباب التي يراها مهمة في عملية النقل ومن أهمها دخل المعلم، فهو لم يعد يؤهله للاستقرار في منطقة معروفة بغلاء المعيشة. فالمعلم المعين حديثاً يكون مرتبه قليل نسبياً فإذا فكر في الاستقرار في المنطقة الشرقية سيكون مرتبه موزعاً بين الإيجار والخدمات والسلع الغالية ووسائل النقل التي سيستخدمها في الإجازات، في زيارة الأهل والأقارب وذلك لن يساعده على الاستقرار المالي، عند ذلك يفكر المعلم في اختصار ذلك بالنقل.

ويرجع المعلم عبد الله الشهراني وكيل مدرسة ومستقر بالمنطقة الشرقية سبب كثرة طلبات النقل التي يتقدم بها معلمو المنطقة الشرقية إلى أن المؤسسات المنتجة للمعلمين من كليات وجامعات في المناطق الأخرى تنتج أكثر من حاجة المناطق التي تكون فيها هذه المؤسسات بينما المؤسسات المشابهة في المنطقة الشرقية إنتاجها من المعلمين لا يتناسب مع الزيادة الكبيرة في عدد السكان في المنطقة الشرقية، لذا يتم توجيه الفائض من المعلمين في تلك المناطق إلى المنطقة الشرقية وكثير من هؤلاء يرغبون في العودة إلى مناطقهم.

ومن الأسباب التي يراها المرشد الطلابي خالد الميموني تحث المعلمين على الإصرار على النقل من المنطقة، عدم وجود محفزات الاستقرار، فالمنطقة تتميز بغلاء الإيجارات وغلاء المعيشة فلو تم تنفيذ مشروع إسكان المعلمين لحدث الاستقرار.

عملية نقل المعلمين يراها المعلم سعيد القحطاني من زاوية أخرى، وهي تؤثر في مستوى النشاط المدرسي اللامنهجي في المدارس. أما من ناحية العملية التعليمية فيكاد يكون تأثيرها محدودا، كما يقول ويضيف القحطاني، في المدرسة التي أعمل بها يكون التغيير في طاقم المدرسة ما بين 35 إلى 40 في المائة من المعلمين وهذه النسبة شبه ثابتة حيث لاحظت ذلك في ثلاث مدارس مختلفة عملت بها.

مدير إدارة شؤون المعلمين بإدارة التعليم بالمنطقة الشرقية محمود الديري يؤكد أن حصة المنطقة الشرقية كحصة غيرها من مناطق المملكة في عملية نقل المعلمين ولكن الأعداد ترتفع أو تقل قياساً بعدد شاغري الوظائف التعليمية وفي المنطقة الشرقية يصل عدد شاغري هذه الوظائف إلى أربعة عشر ألف موظف مما يجعل أعداد طالبي النقل مرتفعة نسبياً.

ويضيف الديري، عملية النقل وضعت لتحقيق العدالة بين موظفي الوزارة بحيث تحقق رغبة كل معلم بالعمل في المنطقة التي يرغبها وعندما نقرأ الأعداد التي تخرج من المنطقة الشرقية يجب أن نقرأ أيضاً أعداد المعلمين المنتقلين إلى المنطقة من المناطق الأخرى وحصة المنطقة من المعلمين المعينين في كل عام.

وعزا الديري الأعداد المرتفعة للمعلمين المنتقلين من المنطقة الشرقية إلى أن كثير من المعلمين المعينين في المنطقة يرغبون في العمل إلى جانب أسرهم في المناطق التي جاءوا منها أو لأن المنطقة الشرقية كانت ضمن الخيارات الجيدة بالنسبة لهم في عملية نقلهم من مناطق أخرى وعندما وجدوا الفرصة مناسبة في مناطقهم الأصلية تقدموا بطلبات النقل.

وعن تسديد العجز نتيجة لأعداد المعلمين المنتقلين من المنطقة لبدء العام الدراسي من دون تأخير ضماناً لسير العملية التعليمية كما هو مخطط من قبل وزارة التربية والتعليم يقول الديري «هذا العام حدث بعض المؤثرات ولكن تم تلافيها من ذلك الحركة الالحاقية لنقل المعلمين التي نفذت بعد بدء العام الدراسي وكذلك تأخر تعيين المعلمين الجدد ودائماً ما نؤكد على الوزارة ضرورة تعيين المعلمين الجدد قبل بدء العام الدراسي لتلافي العجز ولكن الإدارة تجاوزت تلك المعوقات من خلال تكليف وكلاء المدارس ورواد النشاط والمرشدين والمشرفين التربويين بالعمل في التدريس إلى أن تمت تغطية العجز ومن ثم أعيدوا إلى مواقعهم السابقة».