25 ألف معلمة «محو أمية» يشكين من مديرات المدارس ونظام التعاقد

العمران: الوزارة أوقفت البند وخمسة آلاف وظيفة في انتظار المتضررات

TT

تعاني نحو 25 الف معلمة العاملات في مدارس محو الأمية (تعليم الكبار) في وزارة التربية والتعليم من نظام التعاقد السنوي الذي يحرمهن من المميزات التي تتمتع بها نظيراتهن المعلمات في مراحل التعليم المختلفة.

وتحرم معلمات محو الأمية من مميزات عدة أهمها الأجر الذي يعادل الجهد، والإجازات مدفوعة الأجر، والعلاوة السنوية، الى جانب عدم الشعور بالأمن الوظيفي.

تقول المعلمة (ح. العثمان) احدى معلمات محو الأمية «نصاب معلمة محو الأمية قانوناً لا يتجاوز أثنا عشر حصة بينما المعلمة منا تقوم بدور المعلمة العادية أربع وعشرين حصة في الأسبوع، فجدول معلمة محو الأمية لا يقل عن ستة عشر حصة أساسية والباقي حصص انتظار عليها أن تؤديها خلال الأسبوع». وتضيف «مديرة المدرسة هي الكل في الكل فيما يتعلق بحق إستمرارنا في العمل للعام الدراسي المقبل، لذلك تجدنا نؤدي مهام فوق طاقاتنا لكي لا تتأثر درجة التقدير النهائي من قبل المديرة، حتى لا تحرمنا من تجديد التعاقد في السنة القادمة، فالمعلمة التي تحصل على أقل من ممتاز لن يتم التعاقد معها السنة القادمة». مشيرة الى أنها تقوم بدور رائدة الفصل وأمينة المعمل مع أنه لا يصح الجمع بين هاتين الوظيفتين. واضافت «الى جانب أن نصابنا في التدريس كاملا (24 حصة في الأسبوع)». المعلمة (م. مبارك الزهراني) تلخص معاناتهن في عبارة «معلمة محو الأمية هي الجدار القصير في المدرسة.. فلا يمكنها الحصول على إجازات اضطرارية بسهولة لأن ذلك يؤثر على التقدير السنوي الذي قد يفقدها عملها بكل بساطة، إضافة إلى أن الأجر لا يناسب حجم العمل فما نتقاضاه ألفين وخمسمائة ريال شهرياً فقط غير شاملة الإجازات والعطل».

وتتساءل المعلمة (ف. ق) من يرضى أن نكون مهددين كل عام في لقمة عيشنا بهذه الطريقة؟. فالمعلمة منا تقوم بدور معلمتين أو ثلاث حتى لا يتأثر تقديرها أو تفقد عملها نهائيا بسبب عدم رضاء مديرتها المباشرة عنها رغم قلة الرواتب والوعود التي تلقيناها في البداية حول تثبيتنا على وظائف تعليمية رسمية لكننا لم نرى شيئاً حتى الآن». وتضيف «نحن نعول أسرنا وهي تحتاج الى كل ريال نحصل عليه، وعملنا ليس رفاهية نمارسها لقضاء وقت الفراغ».

المعلمة (ف. الزهراني) تقول «تناقلت بعض الصحف أخباراً عن مسؤولين في وزارة التربية والتعليم تفيد بالاستغناء عن خدماتنا مما أصابنا بخيبة كبيرة فنحن رغم الظروف الوظيفية التي نعانيها إلا أننا كنا نعد أنفسنا بالترسيم رغم مرور سنوات طويلة على هذا الوضع دون أن تحرك الوزارة ساكناً».

في المقابل نفى الدكتور سمير العمران مدير عام تعليم البنات بالمنطقة الشرقية صحة ما تردد من أخبار حول الاستغناء عن معلمات محو الأمية. وقال لـ«الشرق الأوسط» أن الوزارة لديها توجه لحل مشكلة معلمات محو الأمية، عن طريق تعيينهن على وظائف تعليمية رسمية سيتم طرحها سنوياً بالاتفاق مع وزارة الخدمة المدنية، متوقعاً أن يطرح في العام القادم أكثر من خمسة آلاف وظيفة تعليمية سيكون معظمها لمعلمات محو الأمية. وألمح العمران إلى أن هناك بعض العقبات التي تعترض حل هذه المشكلة ولكن وزارة التربية والتعليم جادة في حلها لتصحيح أوضاع هؤلاء المعلمات اللاتي شكلن في ما مضى حلاً لمشاكل التعيين التي كانت تعاني منها الوزارة.

وأضاف الدكتور العمران أن الأفضلية عند طرح أي فرص وظيفية لمعلمات محو الأمية لأنهن يمتلكن الخبرة التي تتطلبها هذه الوظائف مؤكداً أن التعيين على بند محو الأمية توقف الآن ولم يعد يطرح في الوظائف التعليمية. وعزى العمران بعض المخالفات مثل نصاب الحصص أو تكليف المعلمة خلاف ما هو في العقد من قبل مديرة المدرسة إلى أن البند أساساً غير رسمي والمعمول به حالياً هو تجديد سنوي للعقد مع المعلمة على أساس التقدير المعطى لها من قبل مديرة المدرسة التي تقدر مدى كفاءتها الوظيفية، مبيناً أن تجديد العقد للحاصلات على تقدير جيد جداً وممتاز خلاف ما يتردد من اقتصار تجديد العقد على الحاصلات على تقدير ممتاز فقط.