نورة آل الشيخ: رعاية الأطفال اللقطاء المصابين بالإيدز مهمة وزارة الصحة

مسؤولة بوزارة الشؤون الاجتماعية: رعايتنا للأطفال لا تتوقف حتى وصولهم إلى بر الأمان

TT

أوضحت مديرة مكتب الإشراف النسائي بوزارة الشؤون الاجتماعية في المنطقة الغربية بجدة، نورة آل الشيخ بأن دور الرعاية الاجتماعية لا تستقبل فقط الأطفال اللقطاء بل أيضا أطفال الأسر التي تلازمت بها مشكلة الفقر والمرض، وأشارت إلى وجود بعض الحالات المرضية للأطفال اللقطاء ممن هم مصابين بالإيدز والأمراض المعدية وكيفية التعامل معها من قبلهم، وواكدت أن العقاب البدني في الدور له ضوابط من قبل الوزارة.

كما تطرقت إلى حرية الإختيار للفتاة في دراستها أو وظيفتها دون منحها حق مغادرة الدار ما لم تتزوج. وتحدثت بصراحة أوضاع النزلاء في الدور الاجتماعية وما تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية لأجلهم وعن عملية الاحتضان للأطفال.

وهذا نص الحوار:

* يشار إلى أن الدور الاجتماعية لا تتكفل فقط بالأطفال اللقطاء بل تتولى رعاية الأطفال المنتمون لأسر فقيرة.. فما مدى صحة ذلك؟

ـ الأطفال الذين ينتمون لأسر تعاني من مشكلة الفقر ليس بالضرورة أن يكونوا موجودين في دور الحضانة أو دور الرعاية الاجتماعية لأن هناك آليات لرعاية الأسر الفقيرة وأبنائها بحيث يبقى الأبناء مع الأسرة ويتم صرف مساعدات لهم من خلال الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية ويمكن أن تتخذ الوزارة بعض الخطوات الداعمة العينية لمثل هذه الأسر، ولكن عندما يكون هناك تلازما بين الفقر والمرض بحيث يعجز الأبوين عن رعاية الأبناء ويكونان غير قادرين على رعايتهم ويخشى على الأطفال من الانحراف أو الضياع تتم في هذه الحالة رعايتهم داخل الدور الاجتماعية أما إذا كانت الأسرة فقيرة ماديا وقادرة على الرعاية فنحن لا نسعى مطلقا لأن يتواجد الأطفال في الدور.

* أطفال الإيدز

* بعض الأطفال غير الشرعيين يكونون مصابين بمرض نقص المناعة (الإيدز) أو حاملين له، فما هو دوركم في التعامل مع هؤلاء الأطفال؟ ـ إذا كانت التقارير الطبية تثبت أن حالة الطفل مستقرة طبيا يتم رعايته داخل الدور الاجتماعية لمن هم مصابين بحالات مرضية كالإيدز والاتهاب الكبدي الوبائي وغيرها، وإن كانت حالته المرضية غير مستقرة فإن رعايتهم تكون مهمة وزارة الصحة وتتم عملية التعاون معهم من خلالنا في متابعة حالة الطفل الصحية وهذا الإجراء يتخذ لصالحه لأن الطفل المصاب يحتاج للرعاية الطبية أكثر من الرعاية الاجتماعية وهي عملية موازنة لمتطلبات الطفل التي تناسب مع حاجته، وإذا ضُمنت سلامته وسلامة بقية الأطفال يتم استلام الطفل من وزارة الصحة.

* تعملون على رعاية الأطفال اللقطاء منذ أيامهم الأولى ولكن متى تنتهي مهمتكم في رعاية نزلائكم؟ ـ الرعاية لدينا لا تنتهي مطلقا حتى وصولهم إلى بر الأمان، حيث يظل باب الدعم مفتوح لهم متى ما شعر الشاب أو الشابة بالحاجة إلينا وإلى دعمنا، فما عليهم إلا أن يطرقوا أبواب الوزارة ويجد كل الدعم.

* لكن البقاء في الدور الاجتماعية يتحدد بسن معين أليس كذلك؟ ـ البقاء في الدار له مراحل معينة، فالشاب مثلا عليه أن ينهي مراحله التعليمية وعندما يدخل إلى الجامعة فإنه إذا رغب بالبقاء يُسمح له بذلك وبعد تخرجه يتم دعمه وظيفيا ويدعم أيضا ليستقر أسريا، إذ أنه في النهاية سيتزوج ويستقل عن الدار وحينها نقدم الدعم المادي له فيحصل على مبلغ 30 ألف ريال عند زواجه وكذلك الفتاة عند زواجها، وبالنسبة للفتاة تبقى لدينا حتى تتزوج.

* وإذا لم تتزوج الفتاة؟ ـ تبقى في الدور لدينا.

* أليس لها الحرية إذا ما كبرت وأصبحت قادرة على إعالة نفسها وظيفيا أن تستقل عن الدار؟ ـ لها الحرية الكاملة في أن تختار تخصصها الجامعي وكذلك الوظيفة التي ترغب بها أما من حيث السكن فإن الوزارة تُشرف على ذلك احتياطا وحرصا عليهن لأنه لا عائل لها بما أنها لم تتزوج، ولذلك الوزارة توفر لها السكن وهي مستفيدة من ذلك كونها ستحتفظ براتبها أو مالها الخاص، كما أن المعيشة الاجتماعية غالية جدا وقد لا يكفي راتبها الشهري توفير متطلبات الحياة وبالتالي الوزارة توفر لها احتياجاتها من سكن ومواصلات هذا إلى جانب أننا نتعايش مع مجتمع له عاداته ومثله وقيمه وأي أي أسرة كبرت ابنتها وانتقلت لمرحلة جامعية وتوظفت لا يعني بالضرورة أن تسمح لها بأن تنتقل من بيت والدها وتسكن في بيت مستقل خاص بها، ونحن نمثل هذه الأسرة بالفعل، بالإضافة إلى أن الفتاة لدينا في الدور لا تعاني من الاحباطات التي تجعلها تفكر في الخروج منها، إذ يتاح لها أن تزور صديقاتها وهي تستقبلهن أيضا ولها الحق أن تقيم حفل مناسب لها، وما ترغب به من ممارسات شخصية داخل الدار ولكن فقط مع وجود مرجعية وضوابط شرعية لها، كما أن الوزارة الآن تسعى لايجاد سكن خاص للبنات تحت مظلة الوزارة ويندرج ضمن أنشطة الدور ليكون فيه نوع من الخصوصية المطلقة لهن.

* ماذا لو رغبت بصرف مالها في استقلالها من باب أنها إذا احتفظت بمالها فلمن سيكون؟ ـ البعض منهن لهن سكن مستقل لظروفهن الخاصة، ولكننا نتحدث بشكل عام عن نظامنا فأي أسرة لن ترضى بأن تستقل ابنتها عنها بعد حصولها على الوظيفة وهذه هي وجهة نظر المجتمع، فنحن في مجتمع شرقي وإسلامي بالدرجة الأولى، وليس ما يطبق في الغرب يكون لدينا، والفتيات يعشن بالدور كانتماء لأنهن في رضى كامل ويمكنك أن تسأليهن بنفسك فهن يمارسن أعمالهن ودراستهن خارج الدار ويعدن مرة أخرى إلى الدار بكل رضى.

* إن أرادت الفتاة داخل الدار أن تكمل تعليمها في الخارج هل يتاح لها؟ ـ أي تعليم متاح للطالب أو الطالبة سواء داخل المملكة أو خارجها ضمن الضوابط الشرعية فالوزارة لا تمنع ذلك.

* العقاب البدني والمعاملة السيئة

* عرفت أن الفتيات في بعض الدور الاجتماعية يعاملن معاملة نبذ وبشكل سيئ فما ردكم على ذلك؟ ـ هذا غير صحيح، وهناك فرق كأم أو مشرفة اجتماعية تقوم بواجبها في تعديل وتقويم السلوك أو أنك تسمحين بالتسيب والانحراف، وأي أسرة لن تسمح بالتسيب وانحراف أبنائها، ونحن نعودهم على الاحتشام في الملبس وحسن الألفاظ وعلى احترام الكبار وعلى معنى الحدود الاجتماعية وكل هذه الأشياء تتعلمها الفتاة لأنها مقيمة في الدار لكنها غدا ستكون سيدة مجتمع وزوجة فيجب أن تتعلم إدارة المنزل وأصول التعامل الاجتماعي اللبق وهذه الأمور تعلمناها جميعا من أسرنا وإذا ما أحدنا عنها كانت أسرنا تستخدم معنا نوع من التعنيف من أجل تقويم السلوك وتعديله، وأعتقد أن هناك من يضخم الأمور في مثل ذلك ويرى أن اليتيم يجب أن يكون في سرير هزاز وهذا غير واقعي فمسؤوليتنا أمام الله هي أن نوفر له التربية الصالحة والصحيحة وإلا خدعناه وخدعنا أنفسنا، وإذا كان لدينا تعنيف وعقاب فهو نوع من التقويم السلوكي يمارس إذا أخطأت الفتاة، فهل سترضى أي أم أن ترى ابنتها مبتذلة في اللبس مثلا، أو أن ترى ابنتها تدخن سجائر بالطبع لا، وهذا ما تقوم به المربية فهي أمور تقويمية تعتمد التوجيه والنصح والإرشاد لكن إذا ما كانت الفتاة تصر على القيام بالخطأ في سلوكها يقابل ذلك عقاب ليس بالضرب وإنما بالحرمان من رحلة أو مكافأة أو ميزة كانت لديها، وهو عقاب النفسي ولا يتجاوز إلى العقاب البدني.

* إذا لا يتم استخدام العقاب البدني أبدا؟ ـ العقاب البدني له ضوابط وتوجد له لائحة موزعة من قبل الوزارة على الدور الاجتماعية والجمعيات الخيرية الإيوائية بأنواع العقاب المطبقة داخل الدور.

* حضانة الأطفال لدى الأسر الراغبة

* عملية الاحتضان للأطفال كيف تتم؟ ـ هذه العملية تعمد الرغبة الجموحة في النفس وتعتمد على عنصرين الأول الرغبة في عمل الخير، والعنصر الثاني الرغبة في وجود طفل داخل الأسرة بدافع الأمومة او الأبوة ومتى ما توفرت هذه الشروط تتم استضافة الطفل في الأسرة مبدئيا كبرنامج استضافة لقياس مدى رغبة الأسرة في الطفل واستمراره معهم فإذا استقرت رغبتها باحتضان الطفل يتم إسناد الحضانة بشكل نهائي للأسرة مع متابعتنا المستمرة ونحن نركز في شروطنا بهذا البرنامج على الوضع السلوكي والأخلاقي السليم للأسرة أما الناحية المادية فلا نركز عليها بالشكل الكبير، هذا إلى جانب أنه لدينا برنامج استضافة آخر يتمثل في رغبة بعض الأسر لاستضافة بعض الأطفال دون احتضانهم نهائيا ويتاح هذا البرنامج لمدة يوم أو يومين وفق رغبة الأسرة ومن ثم يعود الطفل إلى الدار، كما لدينا برنامج الأسر الصديقة ويتم فيه تصادق أطفال الأسر مع أطفال الدار وفيه يقومون بتبادل الزيارات في المناسبات وخلال الحفلات التي تقيمها الدور الاجتماعية للأطفال.

* الرضاعة شرط

* ماذا لو تمت عملية احتضان طفل أو طفلة داخل أسرة لديها أطفال بنين وبنات ومع مرور الزمن تكتشف الأسرة أنه عليها أن تلتزم بالحدود الشرعية بين هذا الطفل وبناتها أو العكس وتقرر إرجاعه إلى الدار الاجتماعية؟

ـ لتجنب ذلك نحرص و نفضل أن تكون حالة الاحتضان بها شرط ارضاع الطفل.

* ماذا لو لم يتوفر في الأسرة الحاضنة هذا الشرط؟ ـ في الغالب يتم توفير الإرضاع ولكن إذا لم تتوفر نحرص على أن تقوم الأسرة بواجبها في الحرص على الفتاة بحيث أننا لا نريد تغيير الجو الأسري الذي اعتادت عليه الفتاة أو الشاب، ولكن للأسف هناك بعض الأسر ترجع من قامت باحتضانهم بسبب هذه الأمور، ولهذا الأمر ردة فعل نفسية سيئة جدا تنعكس على الفتاة أو الشاب ولذلك نحن نصر على عملية الإرضاع ليكون شرط أساسي في علمية الاحتضان وقد فتحنا باب الاجتهاد في هذه المسألة نحو جواز الإرضاع في أكثر من سنتين إذا ما أجازت ذلك بعض المذاهب ذلك.

* عرفت أن البنيين يتنقلون بشكل مستمر من دار إلى أخرى في مراحل عمرية معينة بدء من وقت انفصالهم عن الفتيات.. فما مدى صحة ذلك؟ ـ كان ذلك نظاما سابقا، فالوزارة تسعى لاستقرار النزلاء قدر الإمكان، وبالنسبة للبنيين فنحن نلتزم بالضوابط الشرعية، ولا يحق للصبى، عند وصوله لمرحلة البلوغ أن يبقى مع الفتيات، وعندما يصل إلى هذه المرحلة ينتقل إلى قسم التأهيل للبنين وبه مربيات ومشرفات يهيأ فيها لمرحلة الانتقال إلى الدور الاجتماعية الخاصة بالبنين ويصل اختلاطه في القسم التأهيلي بالعنصر الرجالي إلى 70% حيث يخرجون إلى صلاة الجمع معهم ويتسوقون وغير ذلك بمعنى أننا ندفعه لعالم الرجال بدءا من 10 سنوات وعند سن 11 ينتقل إلى دار التربية للبنين.

أما البنات فلديهن استقرار تام ولا يتعرضن للانتقال، كما أن الوزارة طبقت برنامج الأسر الممتدة داخل الدور الاجتماعية وحتى الجمعيات الخيرية، وبعض الجمعيات تسعى إلى بقاء أبناءها الذكور بها مع تهيئة أقسام خاصة بهم مثل جمعية البر، ونحن نسعى دائما إلى توفير الاستقرار النفسي والمكاني والاجتماعي قدر الامكان.