حفلات التخرج في مدارس البنات تتحول إلى مهرجانات للأكل

غياب للزفة ولعبة الصمت ملاذ لبعض الطالبات في يوم التخرج

TT

مع قرب الاختبارات النهائية في المدارس، تنظم بعض المدارس للبنات حفلات تخرج للخريجات على اختلاف المراحل التعليمية وأكثر تلك الحفلات تنظم في المدارس الثانوية لتخريج طالبات الثانوية العامة.

تختلف برامج الحفلة من مدرسة لأخرى وطريقة تنظيمها، فتتخللها الأناشيد الدينية بين فقرة وأخرى، وحوارات، وتكريم المتفوقات، واختيار أفضل الأنشطة اللاصفية، ومشاهد تمثيلية إلا أن الأخير هناك من يمنعه.

وهناك من يمنع أيضا فقرة المسيرة (يقصد بها زفة الخريجات) التي يلبسن خلالها بالطو التخرج مصحوبا بقبعته أو من دونها أو من دون الاثنين فيما يعود السبب في منع بعض المدارس من ارتداء القبعة كما يقول مصدر مسؤول في الرئاسة العامة لتعليم البنات بالطائف «انه تقليد للغرب وهو محرم حسبما ورد إلينا من فتاوى دينية».

وبسؤاله عن مصدر هذه الفتاوى قال: «لا أعرف ولكن سمعنا أو هذا ما نقل إلينا»، ويضيف: «ثم ليس هذا السبب الوحيد في منع ارتداء البالطو والقبعة فهناك أسر لا تستطيع شراء هذه الملابس كما أن الحفلة هدفها أسمى من بالطو وقبعة».

وهناك من يرى أن لفظ حفلة أيضا لا يجوز ويقول المصدر «هو برنامج ختامي للأنشطة المدرسية وليس حفلة فبرامجه متنوعة إلا أن هناك المسموح والممنوع فمثلا المشاهد التمثيلية ممنوعة وبديلها حوارات، ولإضافة جو البهجة يستمع إلى الأناشيد الدينية المؤداة بأصوات الطالبات أو الكاسيتات من دون استخدام الدفوف فهي للأفراح والأعياد وليست في المدارس وحفلاتها اضافة إلى عمل عروض بالبروجيكتر».

وتتفق مساعدة الشؤون المدرسية بالثانوية الأولى بجدة المعلمة سناء ناصر مع ما قيل سابقا وتستخدم لفظ برنامج ختامي للأنشطة المدرسية وتعلل ذلك قائلة: «انه يوم ترفيهي تقضي فيه الطالبة نهارها في إخراج ما لديها من طاقات متمثلة في مشاركتها لأنشطة اليوم أو في لعبها مع صديقاتها المهم هو شعورها بالفرحة».

وفضلت استخدام مصطلح «يوم ترفيهي للأنشطة المدرسية، فهي ليست باحتفال للخريجات إنما برنامج ختامي، وطالبات المدرسة يلبسون البالطو فقط من دون القبعة ويستبدلونها باكليل من الورد أو تاج».

حفلة التخرج للخريجات طالت مدارس تحفيظ القرآن أيضا، ينظمونها في حدود تقول مديرة الثانوية الرابعة للتحفيظ زكية حلواني: «ننظم الحفلة والتي هي عبارة عن برنامج نشاطي يتألف من فقرات ترفيهية وتربوية وتعليمية متمثلة في مشهد تمثيلي هادف، أناشيد دينية وباللغة الإنجليزية» وطالباتها لا يرتدون زى التخرج لما فيه من تقليد للغرب على حد قولها، بل فستانا موحدا فيما بينهم من حيث التصميم واللون.

الجدل في حفلات التخرج بين المسمى اللفظي وبين لبس الزي الرسمي للتخرج منع بعض المدارس من تنظيمها تماما فمعظم الثانويات بالطائف لا تنظمها وترى أنها إهدار للوقت فكل طالبة تحتفل بتخرجها في بيتها مع أهلها كما تقول المعلمة فضيلة مرزا: «اعرف أنها ممنوعة لكن لا أعلم السبب وراء ذلك».

من جهة أخرى تشعر الخريجات بفرحة غامرة مصحوبة بدموع وهن يودعن مدرستهن بما فيها من فصول ومقاعد وسبورة ومعلمات حتى أسوار المدرسة وساحتها ومقصفها كل جزء فيها تربطهن به ذكرى يودعنها وهن يتوجهن إلى مرحلة تعليمية جديدة، خاصة إذا كانت من مدرسة إلى جامعة، وينتظرن بكل شوق كلمات وداعية من المعلمات ومسؤولات المدرسة في اليوم الأخير من العام الدراسي.

تقول الطالبة أحلام عبد الله طالبة في الثانوية العامة بجدة: «أنا أتعجب منع بعض المدارس الاحتفال بهذه المناسبة بغض النظر عن المسمى المطلق حفلة أو برنامجا إن هذا اليوم بالنسبة لكل طالبة هو يومها الخاص مثل العروس وهي تحتفل بزواجها ويخلد كذكرى لا تنسى»، ولكنها غير راضية عن طريقة الاحتفال وتقول: «لا أدري لماذا تحول من حفلة إلى برنامج ثقافي أو تعليمي أو ديني ويمنع لبس زي التخرج وتحدد المسيرة بأناشيد معينة؟ رغم أنني أود على الأقل تنظيم الحفلة بطريقة متطورة أكثر».

الطالبات المحرومات من فرحة حفلة التخرج ينظمن يوما لمهرجان الأكل بمعنى أنهن ينظمن بوفيه فيه كل ما لذ وطاب، فربما لأنهن على يقين بأن ليس هناك جدلا حول الأكل المهم أنهن يأكلن بأيديهن اليمنى، وبعد تناول الطعام يلعبن مسابقات بريئة مثل لعبة (بدون كلام) المأخوذة من برنامج تلفزيوني وتعلق على ذلك الطالبة ميساء أبو شقير: «لأننا تعودنا على قوانين المدرسة التي تلزمنا الصمت». وهناك من تحاول جاهدة ان تحصل على توقيع معلمتها وكلمة شكر منها تكتبها في أتوغرافها ليبقيا ذكرى يوم تخرجها.