حالة طوارئ في المنازل استعدادا لنهاية العام الدراسي في السعودية

تدوين الوصفة المناسبة لتركيز الطلاب أثناء المذاكرة قبل الامتحانات

TT

اقترب امتحان آخر العام وأعلنت حالة الطوارئ في البيوت وانحصرت الأحاديث بين الآباء والأبناء حول ضرورة المذاكرة والتركيز والبعد عن السرحان، ولكن كيف يتخلص الطلاب من السرحان؟

وفيما يأتي هذا السؤال ليطرح نفسه هذه الأيام، فإن السلوك الطبيعي للطالب المفترض أن يسلكه هو الجلوس على المكتب ومذاكرة الدروس السابقة للاستعداد للاختبار النهائي، ويعتبر ذلك الخطوة الأولى للوصول الى النجاح، وهذا ما تسعى إليه أغلب الأسر لكنها تجد صعوبة بالغة في إقناع الأبناء بضرورة التركيز عن طريق النوم المبكر والتغذية السليمة والجلوس بشكل صحي وفي هدوء للاستذكار.

ولكن تطبيق ذلك أصعب ما يكون، فمعظم الطلاب والطالبات لديهم عادات غريبة يصرون عليها ومنهم سمر الحصي طالبة في الصف الثاني الثانوي. وقالت سمر «أقوم بالاستذكار على الأرض وبوضع كل الأوراق والكتب مفتوحة امامي بشكل واسع، وهذا ما يصعب وضعه على المكتب الخاص بي، وأفضل سماع الموسيقى والأغاني باستخدام سماعة أذن، وهي عادة قديمة لازمتني في حياتي الدراسية وهي تساعدني على التركيز والتخلص من السرحان لان سماع الموسيقي يخلصني من التفكير في رهبة الامتحان».

أما أشواق يوسف طالبة بنفس الصف تقول: «إن فترة الامتحانات تصيبني بالقلق والأرق وهذا ما يجعلني أصاب بالسرحان لذلك أفضل جلوس أمي بجانبي أثناء وقت الاستذكار حتي ما يظهر علي بداية نوبة سرحان. أمي تنبهني بعدم السرحان».

ومن جهة أخرى تؤكد نادية طالبة بالصف الثاني الثانوي أنها لا تستطيع المذاكرة بدون استخدام الكومبيوتر، فجميع المواد التي تدرسها يتم تلخيصها وحفظها على الكومبيوتر، كما تحرص على تبادل وتلخيص المواد مع زملائها عن طريق البريد الالكتروني، مما يشعر أسرتها بأنها طريقة غير سليمة في الاستذكار.

أما علي الحمصي الطالب بالصف الثاني الثانوي فيقول «أحب أن أذاكر بشكل جماعي مع زملائي وليس بمفردي خلال اجتماعنا في منزلي أو منزل أحد زملائي، حيث نقوم بمراجعة الدروس ويقوم كل شخص متميز في مادة بشرحها لباقي الزملاء بصوت عال ومفهوم، وتفيد المذاكرة الجماعية في عدم تعرضي للسرحان أكثر من أن أكون بمفردي».

وعلى نفس النهج يوضح سالم بقوله «أنا وزملائي نفضل الجلوس في البر حيث الهواء المفتوح حيث يمكنا فعل ما نريد دون إزعاج من هم في البيت، خاصة اننا نجتمع في الليل ونظل حتى الساعات الأولى من الصباح مما يجعلنا أكثر نشاطا وتركيزا ولا يصبنا السرحان مطلقا».

وتوضح الدكتورة لبنى صالح أستاذة الطب النفسي بمستشفي الملك فيصل التخصصي: «ان السرحان هو خلل بسيط ينتاب وظيفة الانتباه فينشغل الطالب بأمر من أمور الحياة بعيدا عن المذاكرة، وقد يكون ذلك الأمر وقع في الماضي أو سوف يقع في المستقبل أو ربما يحدث بالفعل، مثل أن يجلس الطالب في حجرته يذاكر دروسه ويصل الى مسامعة أشخاص يتحدثون بصوت عال أو صوت تلفاز يثير اهتمامه مما يشتت ذهن الطالب ويوقعه في دائرة السرحان. أما عن علاج السرحان فيكون بتفادي الأسباب السابقة وبتحفيز الطالب على المذاكرة وتقوية رغبته فيها بالتشجيع وليس بالترهيب وترك الطالب يختار أسلوبه الخاص به في المذاكرة مما يجعله أكثر ثقة بنفسه لتحمل مسؤولية نجاحه».