81 فنانا عربيا يحتشدون لعرض تجاربهم في الرياض

وسط تطلعات جادة من الفنانين بأن تكون نواة لتجمع عربي يضمهم سنويا مدعوما من القطاع الخاص

TT

انطلقت مؤخرا الأنشطة التثقيفية لملتقى الرياض للفن التشكيلي العربي المعاصر في صالة «شذا» في العاصمة الرياض، وسط اهتمام واسع بالقضايا التشكيلية والجمالية المعاصرة يشارك فيها عدد من النقاد والأكاديميين، شاملا معظم الجنسيات العربية، من بينها السعودية ولبنان ومصر والسودان والأردن وفلسطين وسورية والصومال، عبر مجموعة من الأسماء المعروفة تمثل تجارب كبيرة تتمازج خلال وحدة تشكيلية، ويظهر تقدم التجارب العربية في الفن التشكيلي والأعمال الإبداعية الأخرى كالنحت.

ويقول الناقد الفني سعد العبيد إن الفن التشكيلي يحتاج من الشريحة المهتمة به إلى وقفة جادة وتضحيات أكبر في جميع الدول العربية ليكون هذا المعرض نواة لتجمع عربي حقيقي يتواصل، مشيرا الى أن تحقق هذا المطلب مرتبط بالاعتناء بهذا المشروع الجديد وتطويره بشكل هادئ.

فيما يرى عبد الرحمن العليان أن المعرض جاء تتويجا للنشاط الفني التشكيلي والثقافي الذي بدأته مؤسسة «مقامات» للأعمال الفنية منذ عامين، التي اشترطت القيمة الجمالية والفنية والفكر الواعد والطليعي، مفيدا أن الإبداع الذي تجمع في الرياض هدفه التلاقي دون النظر لاختلاف المناهج الفنية. وشدد العليان أن اختيار الفنانين لأن يكون هذا الملتقى فكرة في المهد يمكن أن تنطلق وتتواصل لتصبح بعد ذلك معرضا يقام كل عام ومن الممكن تطويره وتنقيحه والتعديل في استراتيجيات عرضه.

وسعى الملتقى إلى توسيع دائرة الثقافة الفنية والتشكيلية، حيث يقدم عددا من الأنشطة المتخصصة في الفنون الجميلة، حيث شارك الدكتور معجب الزهراني في أمسية حول مفهوم الرسالة في العمل الفني، واختلاف هذا المفهوم وتطوره من مرحلة الحداثة إلى ما بعدها، أما الجزء الثاني من الأمسية فتحدث فيها الدكتور أحمد عبد الكريم عن مصطلح (السيموطيقا) أو علم الإشارات والعلامات.

في حين ستكون الأمسية اليوم حول خاصية المكان في الفن التشكيلي، وسوف يتحدث فيها الفنان عبد الجبار اليحيى مستشهداً ببعض الملامح المكانية في تجربته الشخصية، كما سيتحدث تحت نفس المحور الفنان عبود السلمان متناولاً تأثير المكان على خريطة المنجز التشكيلي. في حين يتحدث الفنان سعد العبيد، الذي يتناول واقع الحركة التشكيلية، ومراحل تطور المعارض والأنشطة الفنية التشكيلية.

ويمثل المعرض إضافة فعلية من جوانب عديدة أبرزها الالتقاء العربي الذي كشف عن مدى التجارب العربية واختلاف الأنماط والتصورات، وارتفاع الذوق العام للفنان والمبدع العربي، في حين بروز دور واضح للقطاع الخاص السعودي في دعم الحركة الفنية وتبني بعض المعارض خاصة خلال السنتين الماضيتين، حيث بدأت تشهد الصالات الخاصة، وصالونات الفنادق، نوافذ يمكن أن يطل الفنان العربي من خلالها على المجتمع. وكان البنك الأهلي قد تكفل بقيام ملتقى الرياض للفن التشكيلي المعاصر، مع مؤسسة مقامات للأعمال الفنية.