تزايد الأسلاك الكهربائية الهوائية في السعودية

وسط تحذيرات طبية من علاقتها بالسرطان

TT

أكدت دراسة بريطانية صحة وجود علاقة بين الأبراج الكهربائية وإصابة الأطفال بمرض السرطان. أوضحت أن الأطفال الذين يقيمون على بعد 200 متر من أبراج الخطوط الهوائية ذات الجهد العالي معرضون لخطورة الإصابة بسرطان الدم «اللوكيميا» بنسبة 70 في المائة ممن يقطنون على بعد 600 متر من الخطوط الهوائية.

ولفت العلماء في دراسة أعدتها جامعة أكسفورد إلى عدم وجود أية أسباب بيولوجية قد تتسبب في مرض السرطان مشيرين إلى أن نتائج الدراسة يمكن ربطها بعوامل بيئية منها وجود أبراج الأسلاك الكهربائية الهوائية، كما أكدت شريحة ممن اعتمدت الدراسة على آرائهم أن مزارعهم ومنتجاتهم أيضا لحقتها أضرار عديدة مختلفة.

يأتي ذلك، وسط انتشار الأبراج الكهربائية في مدن وأحياء السعودية بشكل لافت للنظر، إذ توقعت أرقام الشركة السعودية للكهرباء أن حجمها يفوق 33.6 ألف كيلومتر دائري خلال العام الماضي 2004، تمثل زيادة عن العام 2003 بنحو 7.1 في المائة.

وأوضحت الشركة السعودية للكهرباء أنها ولمواجهة النمو في الأحمال الكهربائية قامت بتعزيز شبكة النقل الوطنية حسب مستوى الجهد بإضافة 149 كيلومترا دائريا لشبكات النقل ذات الجهد الفائق و425 دائريا لشبكات النقل ذات الجهد العالي خلال عام 2004.

وأوضح نائب رئيس أول للشؤون العامة وعلاقات المساهمين عبد السلام اليمني أنه نتيجة لزيادة الأحمال فقد بلغت أطوال دوائر شبكات النقل (الخطوط الهوائية 110) ك.ف خلال الفترة من 2000 إلى 2004، إذ تم تمديد 4721 كم دائريا من شبكات النقل بجهد 110 فولت فما فوق.

ويلحظ المواطن والمقيم وجود عدة أبراج كهربائية لخطوط هوائية في مناطق تتوسط الأحياء السكنية تتوزع في كافة أرجاء السعودية والتي لا تبعد عن المنازل السكنية سوى عشرة أمتار كما الأبراج المنصوبة على سبيل المثال في أحياء الرياض المكتظة بالمنازل والأسواق التجارية والتي منها الروضة والسلام في شرق الرياض وحي السويدي في جنوب العاصمة إضافة إلى حي الربيع في أقصى الشمال.

وردا على استفسار«الشرق الأوسط» عن مدى أضرار الخطوط الهوائية، أوضح اليمني حرص الشركة على متابعة الأبحاث والوقوف على الدراسات العلمية التي تتناول تأثير خطوط الضغط العالي على الإنسان، مؤكدا أن البحث الذي نشرته مجلة طبية بريطانية لم يثبت وجود أي تأثير سلبي لخطوط الكهرباء ذات التردد العالي على صحة الإنسان.

و ما حذر به مختص الأمراض الوبائية الدكتور ريتشارد دول عضو المجلس الدولي للحماية الإشعاعية الذي اكتشف في وقت سابق العلاقة ما بين التدخين و سرطان الرئة في عام 1960، أن الأطفال الذين يقطنون بالقرب من أبراج الكهرباء هم حتما في خطر محدق وذلك باحتمالية الإصابة بسرطان الدم، متوقعا أن يثبت مستقبلا صلتها أيضا بإصابة البالغين بالسرطان. وبهذه الدراسة، وافقت رسميا ولأول مرة إدارة حكومية بريطانية على مدى التأثير السلبي لخطوط الضغط على صحة الإنسان.

تجدر الإشارة إلى أن أول دراسة للربط بين الإصابة بالسرطان والأبراج الكهربائية كانت في الولايات المتحدة عام 1979، والتي أعقبتها دراسات بريطانية مستقلة متعددة في عام 1990 تأكد فيها مدى التأثير السلبي للحقول المغناطيسية على صحة السكان.