أسواق في جدة ترفع شعار .. «يمنع دخول الشباب»

في قرار يتنافى مع توجيهات إمارة منطقة مكة المكرمة

TT

منع عدد من الاسواق التجارية الكبرى الشباب من دخول تلك الأسواق مع بداية مهرجان جدة غير، في خطوة من ملاك بعض الاسواق تتنافى والتوجيهات الصادرة من إمارة منطقة مكة المكرمة في ابريل الماضي والتي تقضي بالسماح للشباب بدخول الاسواق من دون الحاجة لوجود عائلاتهم معهم.

وتفاجأ عدد من الشباب مساء الاربعاء أثناء دخولهم للتسوق بمنعهم من قبل حراس أمن تلك الاسواق من الدخول بحجة وجود تعليمات جديدة تقضي بالمنع من دون تقديم تفسيرات واضحة عن مصدر المنع أو وجود معلومات مكتوبة على أبواب تلك الاسواق تفسر أسباب المنع تفاديا لحدوث مشادات بين الحراس وبعض الشباب.

وقال دوحان ال سالم، وهو طالب جامعي، أنه تعرض لموقف محرج أمام بوابة احد الاسواق عندما رفض حراس الأمن دخوله ومن كانوا برفقته من أصدقائه المقبلين من مدينة الرياض لقضاء الاجازة في جدة، مشيرا إلى أن طريقة تعامل حراس الأمن معهم تعكس صورة سلبية لبداية مهرجان الصيف، خاصة ان الاسواق التجارية تعتبر أحد أهم العوامل التي تجتذب السياح إلى جدة.

فيما أشارعبد الهادي السلوم، وهو معلم في احدى المدارس الثانوية، أن تهيئة الجو المناسب للعائلات لا يكون بالحد من حرية الشباب في دخول الاماكن العامة بل بوضع اجراءات معينة بحق المخالفين لأنظمة البلد وتحسين مستوى تدريب الحراس في التعامل مع التجاوزات غير النظامية، والاستفادة من التقنية في مراقبة كل مرافق تلك الاسواق، مضيفا: «أعتقد أن المكوث في المنزل و مشاهدة القنوات الفضائية أفضل من هذا الحرج الذي نواجهه».

ومن جهته قال الدكتور سهيل صوان، نائب رئيس الدائرة الاقتصادية في امارة منطقة مكة المكرمة، أن اللجنة كانت بحثت عن وجود قرارات من أي جهة حكومية تسمح لملاك تلك الأسواق بمنع الشباب من الدخول غير أنه تبين عدم وجود أي منع سواء من الامارة أو الشرطة أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن أسباب المنع كانت بقرارات فردية من الملاك بزعم أن مثل هذه الاجراءات تقتضيها مصلحة السوق في الحفاظ على عملائهم من العائلات.

وأبان الدكتور صوان أن الامير عبد المجيد بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، وجه بالسماح للشباب بدخول الاسواق وتوضيح الامر للملاك بالتبعات السلبية لمثل هذه القرارات وتوضيح الامر أيضا للمستثمرين داخل تلك الاسواق بعدم وجود قرارات حكومية بالمنع، مع أهمية أن تتخذ الاسواق اجراءات تنظيمية للحد من المعاكسات عن طريق رفع سقف التدريب لدى حراس الأمن وزيادة أعدادهم وتزويد الاسواق بكاميرات للمراقبة من دون المساس بحق الجميع في ارتياد المرافق العامة وعدم تقييد حرية الشباب مما قد ينعكس على تصرفاتهم خارج تلك المراكز أو يجعلهم يلجأون لطرق غير سليمة من أجل دخول تلك الاسواق.

وأثنى نائب رئيس الدائرة الاقتصادية في امارة منطقة مكة المكرمة، على وعي بعض ملاك الاسواق الذين لم يتخذوا اجراءات تمنع الشباب من الدخول، مؤكدا أن التعامل مع مفاهيم الربحية يجب ألا يتعارض مع الاهداف الوطنية في إشعار أبناء البلد بمسؤولياتهم وعدم خلق شعور لدى شريحة (الشباب) بالرفض الاجتماعي، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية تجاه أنفسهم ومقدرات بلادهم.

كما أشار الى أن إصرار بعض الملاك على اجراءات المنع في أوقات معينة من السنة أو من الاسبوع منطلق حقهم الطبيعي في إدارة أملاكهم، وعدم اقتناعهم بفتح المجال أمام الشباب في معظم الاوقات هو أمر شخصي عائد لهم كونهم يديرون منشآتهم الخاصة بالطريقة التي يرونها مناسبة لهم فيما يبقى الحق قائما لدى المستثمرين من أصحاب المحال التجارية للتفاهم مع الملاك حول اجراءات المنع خاصة أن الشباب يمثلون شريحة مستهدفة في بعض الاستثمارات وهو ما يعني حرمان أصحاب تلك المحال من عملائهم بسبب المنع.