مشاركون في نجران: الدعوة لتحديد المصطلحات الدينية في التعامل والتعايش مع الآخر

ضمن ورش العمل التحضيرية للحوار الوطني الخامس

TT

دعا أمس مشاركون في نجران في ورشة عمل ضمن اللقاءات التحضيرية للقاء الوطني الخامس للحوار الفكري الذي سيعقد في منطقة عسير في ديسمبر المقبل الى الدعوة إلى تأصيل وتحديد المصطلحات الدينية ذات العلاقة بالتعامل والتعايش مع الآخر، وتضمين المناهج الدراسية مهارات تعلم الحوار وأسلوب العلاقة مع الآخر وتعزيز الحوار في الداخل بين المذاهب والأطياف الاجتماعية.

وأكد الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين رئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري على أن الهدف السامي لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني هو إشاعة ثقافة الحوار في المجتمع، وأن الحوار مرغوب لذاته وأمر أساسي في ديننا الإسلامي من خلال دوره في حياة المسلم وتواصله مع الآخرين من المسلمين أو غيرهم.

وقال الحصين إن المركز يعمل على نشر ثقافة الحوار لتكون عادة في المجتمع، وأن أسلافنا تمسكوا واهتموا بالحوار حتى جعلوه علماً من العلوم وصار يدرس في الحلقات كما تدرس العلوم الأخرى.

وأشار إلى أن التخلف العقلي والفكري الذي أصاب الأمة في القرون الأخيرة أدى إلى اختفاء وإلغاء عادات قيمة ومهمة في حياتنا ومنها ثقافة الحوار، كما أن المركز يهدف إلى إحياء هذه العادة ونشر ثقافتها للكبار والصغار والرجال والنساء، وتعويد الناس على التحاور والاهتمام بالقضايا الوطنية المهمة التي تشغل الفكر والأمة وهي موضع اهتمام في حياتنا ومن هذه القضايا علاقتنا مع الآخر وإيجاد رؤية وطنية واضحة.

كما حث الشيخ الحصين على الالتزام بالموضوعية في عملية الحوار وعدم التحيز وأن يبتعد المحاور عن سيئات الحوار، ولا بد أن نعرف أنفسنا وأولوياتنا وأركان وعناصر هويتنا قبل أن نعرف الآخر، وأن نعرف تصوراتنا عن هذا الآخر وتصوراته عنا، وأن نلتزم في نظرتنا إلى الآخر بالقاعدة الأساسية وهي احترام الآخر واللين معه وأن هذا أهم منطلق للحوار المتسامح، وأن الحد الأدنى لعلاقة المسلم بغيره إنما هي تقوم على العدل سواء كان الآخر عدواً أو صديقاً، محارباً أو مسالماً.

وطالب مثقفي نجران بفتح مجال الحوار مع الثقافات الأخرى عن طريق مؤتمرات عالمية تقام بيننا وبينهم لإبراز صورة الإسلام بالشكل الصحيح والتعامل مع الثقافات الأخرى ضمن استراتيجية علمية منظمة تبتعد عن الجهد الفردي والاستفادة من المناسبات العلمية والدينية كالحج والعمرة لفتح باب حوار الحضارات مع الآخر والتعايش معه تعايشا ثقافياً وحضارياً ثم تعزيز الصحوة الثقافية عن طريق المهرجانات والمعارض الثقافية مثل مهرجان الجنادرية ومعارض المملكة بين الأمس واليوم لتعطي صورة واضحة عن مستوانا الثقافي ونظرتنا للآخر عن طريق فتح الحوار معهم. كما دعا بعض المشاركين الدعوة إلى تنظيم لقاءات حوارية عالمية مع المثقفين والنخب العلمية، خاصة من أميركا.

وأكد محمد بن هادي آل هتيلة مدير مركز رعاية الموهوبين على المحافظة على الهوية الثقافية والإسلامية وإبرازها في ظل التعدد والتنوع الثقافي واختلاف الألوان والألسن والمذاهب والأديان، ودعا آل هتيلة إلى دعم حقوق الإنسان بيننا لدحض التطرف والإرهاب واحترام الاختلاف مع الآخرين أيا كان جنسهم ومذهبهم، ودعت زكية بنت مانع أبو ساق إلى القضاء على الخلافات بين أبناء المذاهب المختلفة بالمملكة، وإلى نشر ثقافة الحوار والتسامح والقضاء على الفساد الإداري في المصالح الحكومية.

وأشارت عالية بنت علي آل حارث مديرة وحدة البحوث التربوية بإدارة تعليم البنات إلى أن الهدف الأول من عملية الحوار هو الدعوة إلى الله بالقدوة الصالحة والحكمة والموعظة الحسنة، وكذلك إشاعة ثقافة الحوار والتسامح بين المذاهب والأطياف الفكرية المختلفة، وأكد كذلك الشيخ صالح بن إبراهيم الدسيماني مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف على أهمية هذا الأمر وعلى أهمية زرع المواطنة الصالحة والأخلاق الفاضلة في نفوس الشباب الناشيء لإبرازها أمام الآخرين داخل وخارجه الوطن وخارجه، وتعويدهم منذ المراحل الأولية على تقبل الآخر والحوار معه ودعوته أيضاً إلى الإسلام بالأخلاق والقدوة الصالحة.

وطرحت الآراء المشاركة في المحور السياسي والاقتصادي، حيث طالب المشاركين والمشاركات بدعم عمليات التخصيص وفرص الاستثمار الداخلية ومنح مزيد من التسهيلات، وتفعيل الاتفاقيات التجارية ودعم الصادرات الوطنية، وتطوير قطاع الخدمات التجارية والحرص على معايير الجودة والمقاييس، وتوجيه الاهتمام نحو الجامعات العلمية والكليات التقنية، وحفظ حقوق العمالة الأجنبية.