طالبة سياسة تعمل في مستشفى.. وخريج ثانوية يوصل طلبات المطاعم

عندما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن

TT

«تجري الرياح بما لا تشتهي السفن» هذا هو حال بعض الخريجين فبعد مشوار طويل من سنوات الجهد وسهر الليالي الطوال والحصول على المؤهل الدراسي تبدأ رحلة البحث عن عمل.

وتحدث المفاجأة «الحصول على وظيفة ليس لها علاقة بذلك المؤهل الدراسي الذي افنى ايامه وهو يجاهد لا جله صباح مساء».

ولأن شيئاً افضل من لا شي فإن القبول بالمتوفر امر طبيعي لدى الاغلبية، ومواصلة رحلة كفاح جديدة في اتجاه لم يكن مخططا له من قبل، بانتظار فرج ياتي ذات يوم، حاملا معه وظيفة تناسب المؤهل.

وتقول نهادي العبدلي التي تخرجت في قسم اللغة الانجليزية منذ اربع سنوات وتعمل رئيسة لقسم السلامة في احدى المستشفيات منذ عامين «لم اكن انوي العمل بالتدريس بحكم العادة والتخصص ولكنني كنت اريد العمل ليل نهار لأتمكن من بناء نفسي واكتساب الخبرة لا سيما وانا لا اريد الاعتماد على الغير». واضافت نهادي: بعد عامين من الجهد والمثابرة وصلت الى منصب رئيسة قسم السلامة.

وفي السياق نفسه تقول رانية احمد هي الأخرى «تخرجت في قسم العلوم السياسية وبدأت العمل في سن مبكرة بعد وفاة والدي لا تمكن من إعالة أسرتي وعلى مدى أربع سنوات تمكنت من التوفيق بين عملي في المستشفى بقسم خدمات المرضى إلى جانب إكمال دراستي في إحدى الجامعات العربية عن طريق الانتساب وكنت خلال تلك الفترة الصعبة أعاني من ظروف العمل ومواعيد اداء الاختبار خاصة كوني أدرس بجامعة عربية».

وتضيف «حتى عندما كنت اوفق في الحصول على اجازة لاداء الاختبار فإنها كانت تحسم من راتبي». وعن التخصص الذي درسته ومدى إمكانية عملها في نفس المجال قالت رانية «درست العلوم السياسية ورغم علمي الاكيد ان هذا المجال قد لا يفيدني في الوقت الراهن الا انني على علم بأن الأمور قابلة للتطوير و التغيير، فما كان غير مسموح به قبل عشر سنوات أمسى أمرا اعتياديا اليوم».

أما شاكر الحاصل على الثانوية العامة والذي بدأ بتوصيل الطلبات في أحد المطاعم المعتمدة لخدمة الوجبات السريعة منذ عامين فاختصر الطريق ودخل معترك الحياة العملية، ويقول «بدأت العمل بعد تخرجي مباشرة حيث لم أتمكن من إكمال دراستي الجامعية بسبب ظروفي العائلية والمادية الصعبة حيث عملت في أحد محلات صيانة أجهزة الكومبيوتر لمدة تسعة أشهر والتحقت بعدها بهذا المطعم».

ويضيف شاكر «أنا طموح جدا وأتمنى أن تتاح لي الفرصة حينما تستقر الأوضاع العائلية والمادية أن أكمل دراستي الجامعية، أما الآن فأنا أفكر في الاستفادة من الفرصة التي اتيحت لدعم المشاريع الصغيرة لذلك افكر جديا في مشروع ابدأ به مشوار الألف ميل».

وليس ثمة فارق كبير بين شاكر وحسن فارسي إلا أن ظروف الاخير العائلية ربما تكون قد خدمته قليلا في أن يلتحق بكلية الاتصالات ليكمل تخصصه في الدعم الفني كومبيوتر الآلي الذي يستهويه منذ زمن ويريد أن يحقق من خلاله طموحه الكبير وكما يقول الفارسي «فكرت بعد الثانوية العامة في أن أكسب بعض الخبرات في المجال الذي أريد التخصص فيه لذلك بدأت التدريب في بعض محلات الحاسب الآلي».

ويضيف «بعد التحاقي بالكلية عملت فيها بنظام الساعات التي وصلت إلى ثماني ساعات يوميا إلا أنها لم تكن تتناسب مع وضعي المادي حينها، ففكرت في الالتحاق بعمل آخر خصوصا بعد ان اشتريت سيارة ولدي التزامات لتسديد أقساطها، واضاف: أحب أن يكون ثمن ما امتلكه من كدي وعرقي لذلك أعمل الآن في بيع الملابس الجاهزة في احد المحلات التجارية خلال فترة ما بعد الظهر».