حائل: امرؤ القيس قال فيها شعرا وآل سعود بنوا فيها نهضة

منطقة ومدينة وواد.. وجبلاها قصة عشق قديمة

TT

قال عنها امرؤ القيس: تبيت لبوني بالقُرية أمنا...وأسرحها غباً بأكناف حائل، وقيل عنها شعبياً: «حايل..والعقال مايل»..عن طريقة لبس سكان منطقة حائل للعقال، إلا أن الحائلي عبد الله الشمري، المطلوب الأخير في قائمة المطلوبين داخلياً، ظهر في صورة حاسر الرأس، من دون مبالاة بمنطقته ومدينته حائل، التي تقع في منطقة جبل شمر غرب وادي (حائل) الأديرع، وتمتد المدينة على شكل قوس حول جبل سمراء ويحدها جبل أجا من الغرب وجبل أم الرقاب من الشمال وجبل شمر من الشرق، بينما يحد منطقة حائل إدارياً من الشمال منطقة الحدود الشمالية ومنطقة الجوف، ومن الجنوب منطقة القصيم وتشترك في الحدود الإدارية الشرقية مع منطقة الرياض، ومن الغرب مع منطقة تبوك ومنطقة المدينة المنورة.

ويروى في أمهات الكتب العربية أن حائل كانت سكناً لعدد من القبائل العربية البائدة، مثل عاد وثمود، ولذلك تحمل بعض أسماء الجبال والبلدان في المنطقة أسماء يقال إنها أسماء لأعلام من الأقوام القديمة كأجا وسلمى وفيد وفَدَك وسميراء وزرود، وممَّا يحكى أيضاً أن أجا إنَّما هو اسم لفتى من العماليق البائدين كان يهوى فتاة اسمها سلمى وإنهما هربا ومعهما عجوز يقال لها العوجاء إلى أرض الجبلين فأدركهما قومهما فصلبوا الفتى أجا على الجبل الذي عرف باسم أجا وصلبوا سلمى على الجبل الذي عُرف باسم سلمى.

وأطلق على حائل اسم مفتاح الصحراء نظرا لكونها المعبر الرئيسي للمتجهين شمالاً أو جنوباً في شبه الجزيرة العربية، ولذلك كانت مهوى أفئدة الرحالة الغربيين قديماً، ولأنها من أغنى مناطق المملكة بالآثار العثمانية والثمودية والأمهرية، وتعد حائل من مراكز الحضارات القديمة في شبه جزيرة العرب.

وكانت حائل أرض أشهر الكرماء في العرب، حاتم الطائي، وقديماً عرفت المنطقة عدداً من شعراء العرب من طئ وأسد وغيرهما ومنهم زيد الخيل الطائي وعلقمة الفحل التميمي وعبيد بن الأبرص الأسدي، وزار حائل علي بن أبي طالب وأبو عبيدة بن الجراح وعكاشة بن محصن.

ويبلغ ارتفاع منطقة حائل عن سطح البحر كيلومترا تقريباً، ويمتد وادي حائل في اتجاه الشمال الشرقي عبر ممر ضيق يصل المدينة بجبل شمرة، فإذا فاض الوادي بماء المطر حال بين سكان الجبلين فسمي الوادي حائلاً، ثم اكتسبت المدينة فالمنطقة الاسم ذاته، وتشكل صحراء النفوذ الكبير الجزء الشمالي من المنطقة، وتزيد مساحتها عن 118 ألف كيلومتر مربع، ويعتبر مناخ حائل قاريا ترتفع فيه الحرارة صيفا وتنخفض شتاء.

وتعد البساتين والأشجار والنخيل سمة بارزة في تكوين مدينة حائل، وتتنوع تضاريس المنطقة بين جبال وسهول زراعية، وكثبان رملية، وتتخللها شعاب كثيرة، وفي داخلها بعض القرى الصغيرة والنخيل والمياه، كما يوجد بها بعض السدود المائية.

وعرفت منذ زمن بعيد بالحرف المتقنة التي كان يقوم عليها متخصصون مهرة، مثل صناعة السيوف والحلي، وإصلاح البنادق، وصناعة الدلال (أواني القهوة) وخرازة الأحذية، والقرب، ونجارة الأبواب، وغيرها من الحرف.

أما حائل اليوم، فقد اهتمت بالعلم والمدارس النظامية والثقافة، كما اهتمت بالمنشآت الرياضية والاجتماعية والطبية، إضافة إلى مدن صناعية وتجارية، وتشتهر كثيراً بالزراعة، لا سيما القمح والشعير والفواكه، إلى جانب إنتاج الدجاج اللاحم والأعلاف وتربية وتسمين الأغنام، كما تعد حائل منجماً لمعدن مغنـزيت والجرانيت والبوكسايت.

وترتبط المنطقة بطريق يصلها بالقصيم فالرياض بطول (300)كم وطريق ثان يصلها بالعلا وتبوك بطول (400) كم وطريق ثالث يربطها بالمدينة بطول (319) كم وطريق رابع يربطها بالقصيم عن طريق الشنان سميراء البتراء بطول (222)كم.

وتتشكل إمارة منطقة حائل حالياً وعاصمتها مدينة حائل وفقاً لنظام المناطق من ثلاث محافظات منها واحدة في الفئة (أ) وهي بقعاء ومحافظتان في الفئة (ب) وهما الغزالة والشنان بالإضافة إلى 76 مركزاً من الفئة (أ) و47 مركزاً من الفئة (ب) ومن بين هذه المراكز يوجد بعض المدن مثل الروضة والخطة وموقق والسليمي والكهفة والشملي والحائط وسميراء، وبلغ عدد سكان منطقة حائل في العام الماضي أكثر من نصف مليون نسمة.