أوصت دراسة سعودية بضرورة الكشف الطبي قبل الزواج، خاصة للفتاة، تفادياً لنقل أمراض معدية إلى أطفالها أثناء فترة الحمل والولادة مثل أمراض: الحصبة الألمانية، الهربس سمبلكس، الزهري، السيلان، وغيرها من الأمراض المعدية التي يمكن منعها أو تجنبها.
وأوضح المتخصص في قسم النساء والولادة في مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي في جدة الدكتور عبد الله حسين عبد الله آل سلامة، في دراسته التي أجراها بعنوان «الأمراض المعدية أثناء الحمل»، أنه تم بحث إمكانية التعرف على العوامل المسببة للأمراض التي تصيب الأطفال أثناء فترة الحمل، وتوضيح طرق الوقاية منها وعلاجها، نظراً لما تمثله الأمراض التي يصاب بها الجنين أثناء الحمل والولادة من ارتفاع في نسبة الوفيات للأطفال حديثي الولادة في المملكة.
وقال الدكتور عبد الله آل سلامة في دراسته التي دعمتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بمبلغ 948000 ألف ريال، وشاركه فيها كل من: الدكتور ايمانويل فرانك سيربور، الدكتور سمير محمد علي عباس، الدكتور ريمنغتون ريمنغتن والدكتور بنات والا، والدكتور م دانكن، أنه تم الاعتماد في هذه الدراسة على تقدير«الجلوبين المناعي المتخصص» الذي يتم تشييده عن طريق الجهاز المناعي للجنين نتيجة الإصابة بالعدوى في داخل رحم الأم، وذلك للتعرف على الميكروب المسبب للعدوى، واستخدمت طريقة الانتشار المناعي لتقدير الجلوبين المناعي الكلي للتعرف على عينات دم الحبل السري المواليد التي يوجد بها تركيز مرتفع للجلوبين المناعي الكلي.
وأضاف الدكتور آل سلامه، أن نتائج الدراسة أشارت إلى أنه بالرغم من أن التعرض «للتوكسيبلازموزيس جونداي» عال في المملكة، إلا أن العدوى بين حديثي الولادة منخفضة، وأتضح أن نسبة الحصبة الألمانية ليست عالية بين الأطفال، معربا عن اعتقاده أن الأمهات قد يكن مستقبلاً عرضة لهذا المرض، لذا يجب تطعيم الفتيات ضد هذا المرض قبل الزواج.
كما لوحظ من الدراسة تفشي فيروس (هربيس سمبلكس) بدرجة عالية بين الأطفال حديثي الولادة في المملكة، بسبب العدوى من الأمهات، فيما وجد أن نسبة عالية من الأمهات معرضة للإصابة بفيروس (سيتومجالو فيروس)، أما الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي (أ) فهي قليلة جداً حيث توجد مناعة شبه كاملة بين البالغين، ولم تلاحظ أي عدوى بين المواليد، كذلك وجد أن العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي (ب) بين السيدات كانت نادرة جدة.
وبالنسبة للإصابة بمرضي (الزهري) و(السيلان) بين النساء السعوديات، فقد بينت الدراسة أنها كانت منخفضة جداً، أما الإصابة بـ(الكلاميديا) فقد وجد أن الجلوبين المناعي كان عالياً في الفتيات ذات الجلوبين المناعي الكلي العالي، وقد يكون السبب وجود وسيلة أخرى لانتقال العدوى غير الطريق التناسلي.
وأظهرت نتائج مستوى الجلوبين المناعي الكلي ارتفاعاً ملحوظاً في 17.8 في المائة بين الأطفال حديثي الولادة، إلا أن الجلوبين المناعي المتخصص للميكروبات الذي يمكن أن يسبب العدوى للجنين في رحم الأم كان منخفضاً، مشددا على أهمية التركيز الطبيعي للجلوبين المناعي الكلي من 20 ـ 30 مجم/100مل.