العبيكان يفتي بوجوب تعظيم وتحية العلم السعودي

TT

اصدر الشيخ عبد المحسن العبيكان، عضو مجلس الشورى، أمس الأربعاء، فتوى تفيد بوجوب طاعة ولي الأمر، وذلك حول النظام الصادر بأهمية تحية العلم السعودي. وجاءت هذه الفتوى، في ختام الندوة الأولى التي شهدتها قاعة عسير بفندق قصر أبها.

وأشار العبيكان، الى انه ينبغي على عامة الشعب طاعة ولاة الأمر في تعظيم العلم السعودي. مشددا على انه هناك اختلاف بين تعظيم العبادة وتعظيم العادة، التي يدخل ضمنها تحية العلم. وذهب العبيكان الى ان إباحية تحية العلم، لا شيء فيها، لأنها ليست عبادة، ولأنه لا احد يتعبد لله بتحية علم.

وكانت وزارة التربية والتعليم السعودية، قد اصدرت العام الماضي، قرارا يلزم المدارس السعودية بأداء واجب تحية العلم ورفع النشيد الوطني عبر الاذاعات المدرسية والوقوف امام العلم كل صباح، بعدما اثير عن مخاوف من تراجع الشعور الوطني لدى الطلاب، كنتيجة لدعاوى مارسها معلمون ومعلمات، استجابة لدعوات سابقة من تيار الصحوة السعودي ورموزه، الذين وقفوا ضد اداء تحية العلم والنشيد الوطني، معللين ذلك بما يسمونه بالنظرة الاممية للعالم الاسلامي، التي تتناقض مع الولاء للاوطان.

ويأتي هذا التوجه انسجاما مع قرار الحكومة السعودية، الذي اصدرته قبل سنوات، وأسّس بموجبه نظام العلم السعودي، الذي ألزم المدارس والمؤسسات الحكومية والشركات برفع العلم فوق مبانيها واعطائه حقه من الاحترام والتقدير.

وكانت المدارس السعودية وحتى منتصف الثمانينات الميلادية، تؤدي النشيد الوطني وتحية العلم كل صباح، الا ان فتاوى مرحلة ما يسمى بالصحوة، دفعت نحو تغييبها وإلغائها والتحريض ضدها.

وتأتي هذه الفتوى، منسجمة مع التوجه الجديد لبعض العلماء والفقهاء السعوديين، الذين يقومون حاليا بمراجعات لقضايا وأفكار ادخلها المتشددون في مناطق التحريم من دون وجه حق. واثار قرار وزارة المعارف ترحيبا واسعا لدى الاوساط التعليمية والمثقفة في السعودية، لانه يرسخ قيم المواطنة ويساعد في تحقيق الولاء الوطني.

وجاءت الندوة التي اطلق فيها العبيكان فتواه، التي ادارها الدكتور سعد عثمان، بمشاركة كل من عضو مجلس الشورى والكاتب الصحافي محمد رضا نصر الله، والكاتب الصحافي زياد الدريس، بعد ايام من المحاضرة التي ألقاهها الشيخ نفسه في محافظة سراة عبيدة، التي تبعد عن أبها حوالي 90 كيلومترا، واضطر فيها الشيخ لإيقاف محاضرته في جامع الملك خالد بالمحافظة، بعد ان تحدث في أمور تخص الدين، قبل ان يدخل عدد من الشباب المتدين وتسبّبوا بمداخلاتهم العنيفة في إيقاف المحاضرة أكثر من مرة، ملقين باللائمة على الشيخ العبيكان، بعد ان اجاز استخدام الطبول بحفلات الزواج. وبعد ذلك حاول الشيخ العبيكان امتصاص غضبهم، ولم ينجح في ذلك، ليعتذر عن إكمال المحاضرة، بعد إلقاء ألفاظ عليه جزافا بطريقة غير لائقة وغير حضارية!.