«الكوفي شوب» ثقافة نسائية باختلاف مذاق القهوة

المقاهي.. الكلاسيكية للمثقفات والملون للتشكيليات والصاخب لسن المراهقة

TT

مذاق القهوة في الـ «كوفي شوب» على تنوعه بين الاسبريسو، والكابيتشينو، والنسكافيه، وقهوة الكراميل والتوفي والبندق، استطاع أن يضم النساء على اختلاف توجهاتهن الفكرية والثقافية والمهنية والتعليمية على حد سواء، فالمقهى هو المكان الوحيد الذي أتاح حوارات مختلفة لكنها مصحوبة برائحة ومذاق القهوة التي تختلف هي الأخرى من مقهى لآخر.

الدكتورة فاطمة إلياس وهي ناشطة في المجال الثقافي وأستاذ الأدب الإنجليزي كلما شعرت بأنها في حاجة إلى التحدث مع نفسها وتوطيد صداقتها معها تذهب إلى مقهى وتقول بخصوص هذا «في الصباح عندما أريد أن أنجز عملا لي في جو هادئ وموسيقى تريحني وتساعدني على الكتابة فإنني أذهب إلى مقهى وأجلس مع نفسي وابدأ عملي الذي أنجزه بإتقان حينها».

وتذهب إلياس مع صديقاتها المثقفات والأديبات إلى مقهى بارنيز أو كاسبر آند غامبينز وتقول«أفضل المقاهي ذات الطابع الكلاسيكي الهادئ وأكثر ما يشدني إليها هي تلك المساحات الواسعة التي توفرها كمناظر طبيعية تمتع أعيننا بجمالها».

وتضيف «المقهى بالنسبة لي هو ملتقى يجمعني بالأصدقاء والأقرباء لتبادل الحوارات الثقافية كانت أو أي لون يطغى عليها، وللمتعة والترويح عن النفس أيضاً»، وإلياس ترى على اختلاف المقاهي وتباهيها بديكوراتها وخدماتها أن ما يميزها هو مذاق القهوة وتقول «بالرغم من أنني اشتريت كل ماكينات القهوة في بيتي إلا أن مذاق القهوة يبقى مميزا في الكوفي شوب».

وتختلف معها ابنتها لمى عصام 18 عاما في المقهى الذي يرتادونه وتقول «أمي تحب الطابع الكلاسيكي الأنيق بينما أنا أحب الجو الصاخب المليء بالمتعة ويناسب طبعي ومزاجي لذلك أفضل مقهى فيرتيجو».

وعن سبب اختيارها لفيرتيجو تقول وهي تضمن المصطلحات الإنجليزية حديثها «الديكور والمكتبة الموسيقية وقهوتهم هي أكثر ما شدني إليها» ولمى تذهب مع صديقاتها المراهقات إلى المقهى على حد قولها «كي نقضي وقت فراغنا بالدردشة في كل شيء وهذا لا يمنع أن نناقش كتابا اقتنته إحدانا».

وتشاركها في الاختيار الفنانة التشكيلية دينا البايض وتقول «ديكورات المقهى توحي بموضة العصر السبعيني فالألوان الصاخبة تضفي روحا للمكان، واللوحات التشكيلية كلوحات الفنان عبد الله إدريس تزيد من شغفي وجنوني في عالم الألوان». وتقول ذلك وهي تحتسي قهوتها وتكمل حديثها مشيرة بإصبعها إلى الآلات الموسيقية التي تملأ المقهى «المكان يلهمني بان أبدع حتى أنني أتمنى لو أنني احمل عدتي وارسم وقتها».

بينما مصممة الأزياء حياة خشيم تفضل على حد قولها «أن اجتمع مع صديقاتي في مقاه ومطاعم في آن واحد وذات طابع أثري قديم»، وهي تحن لذكريات الماضي وتجد من يشاركها تلك المقاهي، وتقول «مطعم حارة كان يا مكان إضافة إلى قائمة طعامه وقهوته فانه يقدم صورة جميلة للماضي مما يجعلني على ارتباط دائم بتراثنا»، والمصممة خشيم تحب تصميم الثوب الخليجي للنساء بطابع تراثي وتحب تطوير الملابس القديمة بأفكار عصرية.

وفيما يتعلق بالمقاهي العصرية المنتشرة في جدة تقول «لا أفضلها فسلبياتها أكثر من إيجابياتها.. صارت مكانا مضرا بالصحة ففتيات يدخن السجائر والنرجيلة ورائحة تلك السموم ألغت مذاق القهوة وهذا يضايقني كثيرا».

الصحافية بجريدة عرب نيوز لولوة شلهوب تناولت الصحيفة وأخذت تقرأها وهي جالسة في مقهى كاسبر اند غامبينز وعلقت قائلة «ليس لدي مقهى مفضل فهذا يعتمد على مزاجي في ذلك اليوم ولكن أفضل لا كافيه وكاسبر اند غامبينز»، وتضيف وهي تقلب قهوتها الساخنة «الكوفي شوب هو من أجل اللقاءات الاجتماعية وهذا لا يمنع من ملاحقة الشغل معنا نحن الصحافيات إلى المقاهي» وتكمل حديثها «في المقاهي يجد الصحافي تفاصيل من الممكن أن ينسج منها قصته الصحافية ولكن ليس اي صحافي يستطيع أن يكون دقيقا في تأملاته».

لينا بخاري هي الأخرى من رواد المقاهي وهي موظفة في مستشفى الألماني السعودي كانت تمشي متجهة إلى مقهى ستار بكس وهي مرتدية بالطو أبيض خاصا بعملها وحذاء رياضيا ممسكة في يدها جهازها المحمول، وما أن دخلت إلى المقهى إلا وتقدم أحد العاملين إليها وهو يشير إلى مكانها المخصص لتقول «قهوتي المفضلة يا أحمد» وبعد جلوسها علقت قائلة «أحب الخدمات الأمريكية العملية ثم ستار بكس وفر لنا خدمة الانترنت» وبسؤالها ألا تفضلين المقاهي الكلاسيكية؟ قالت «لا، فتلك الأماكن تساعدني على النوم وأنا أريد أن أعمل حتى في وقت راحتي».

ورغم أن هناك من تجد المقهى مكانا للقاءات الاجتماعية وتبادل الثقافات والحوارات على اختلافها إلا أن هناك من لا يفضلها ويرى أنها مكانا مخلا بالآداب كما أشارت المعلمة شريفة أبو بكر، وقالت «لا أسمح لنفسي ولا لبناتي أن يرتادوا هذه الأماكن فقهوة البيت أفضل قهوة»، وتضيف «ثم ان هذه الأماكن مليئة بالمنكرات كالأغاني والموسيقى والنرجيلة وعدم وجود الحواجز وهذا لا يناسبني ابدا».