من النادر أن يجتمع نقيضان للتعامل بغلاف المشاعر في نشاط تجاري واحد. محلات تأجير مستلزمات الأفراح هي المكان الذي يجتمع في نشاطها ذلك المزيج من الفرح والحزن الذي يكسو ملامح المتعاملين مع تلك المحلات أثناء طلبهم لخدمات تأجير لوازم الأفراح وسرادق العزاء.
ويعد جبارة الحميدي صاحب أحد محلات تأجير الأواني أن تأجير اللوازم في حالات الحزن ينعكس بدوره على نفسيات العاملين، خاصة وأن أيام العزاء أطول من أيام الفرح التي لا تزيد عن ساعات يعود بعدها العامل في المحل ليجمع أغراضه ويمضي قبل أن يبني علاقة انسانية مع أحد. ويضيف بان فترة الانتخابات كانت من أفضل الفترات التي شهدتها المحلات في هذا العام نظرا للمشهد الاحتفالي الذي دام أكثر من 10 أيام وحقق عوائد جيدة لهم كما تأتي مواسم الصيف والأفراح كأفضل المواسم إلا أن المشاكل الوحيدة التي تؤرق أصحاب المحلات كما يحكي هو ما يتعرضون له أحياناً من خداع من بعض الزبائن مثل قيام البعض باستئجار أثاث وأوان لمدة يوم أو يومين ليعود بعدها مدعياً أنها سرقت من سيارته، واستشهد بقضية مطالبة مماثلة لذلك لها أكثر من عامين دون جدوى.
ويختار الزبون خلال زيارته للمحل من بين مئات القطع المتنوعة التي تتوزع على أطقم المقاعد الوثيرة والكراسي والطاولات والسجاد مرورا بالتكايات وعقود اللمبات واسطوانات الغاز وفناجين الشاي والقهوة وبرادات الماء وطاولات البوفية المفتوح وصولاً الى مولدات الكهرباء وتتراوح فترة التأجير بين يوم واحد وعدة أيام وفي أيام العزاء يقوم المحل بتوفير شاحنة بجوار الموقع يتم تجميع الأدوات داخلها طيلة أيام العزاء.
وتتفاوت الأسعار بحسب الموسم وكمية الأدوات والتي يعد أعلاها جهاز مضخم الصوت للحفلات والذي يبلغ سعره 700 ريال في اليوم وباقي القطع تتراوح ما بين عشرة ريالات إلى خمسة ريالات، أما العزاء فإن كامل السرادق يكون بالمقاولة لأيام العزاء كاملة شاملة تقديم القهوة والشاي وتوزيع الماء البارد أو بحسب ما يطلب الزبون ويتعرض بعض أصحاب المحلات للغرامة في حال التعدي والسطو على التيار الكهربائي من المرافق العامة.
أما أحمد الأسكوبي فيقول إن الإقبال من البعض على التأجير من المحلات يكون لدواعي كثرة أفراد الأسرة الواحدة أو المدعوين للمناسبة والذين يفضلون في الغالب اقامة مناسباتهم في مختلف الأوقات خارج منازلهم خاصة أن قيمة ما يستأجرونه من أدوات أحيانا لا يمثل نسبة الربع من تكاليف طعام الوليمة وأقل بكثير من استئجار استراحة مجهزة. ويقع ممارسو هذا النشاط تحت قائمة من الاشتراطات الصحية والسلامة منها توفير مكان مناسب داخل المحل لغسيل الأواني ويتوفر به مصدر للمياه وصرف مناسب مشتمل على حوض غسيل، وضرورة استخراج شهادات صحية للعاملين في لوازم الأفراح مع الحرص على استخدام أوان مناسبة وغير قابلة للصدأ مع عدم استخدام الأرصفة والشوارع في تنظيف ورص المفروشات، توفير مفروشات وأواني جيدة والمحافظة على جودتها والتخلص من التالف أولاً بأول ورفعها على قواعد حديدية مع ضرورة تواجد فني كهربائي مع الالتزام بتوفير تمديدات سليمة وبحالة جيدة ومراعاة كافة وسائل السلامة المناسبة.