جامعيات سعوديات: وجود أمهاتنا معنا يكسر مشاعر الخوف والبيئة الجديدة ويشعرنا بالأمان

ظاهرة المرافقات في أيام التسجيل تثير حنق المسؤولات في الجامعة

TT

تعد ظاهرة الأم المرافقة أو الأخت المرافقة للطالبة التي ترغب في التسجيل للدراسة الجامعية إحدى أكثر الظواهر التي تثير حنق المسؤولات في إدارات التعليم خاصة المرحلة الجامعية. ومن النادر أن تحضر إحدى الطالبات وحدها بل لا بد من حضور والدتها معها وذلك لحضور إجراءات التسجيل ومساعدة ابنتها عند احتياجها لأي معلومة أو استشارة.

ابتسمت الدكتورة نورة المبارك عميدة كلية التربية للبنات الأقسام العلمية، وقالت معلقة على هذه الظاهرة: لقد أصبح الأمر عادة سنوية، حتى إننا أصبحنا نأخذها بعين الاعتبار، فهذه السنة خصصنا صالة للمرافقات وزودناها بكتيبات دينية وتثقيفية وجعلناها بجانب (الكافتيريا) مباشرة خدمة للأمهات، وأضافت أن أكثر ما يضايقها هو تحدث الأم مع المسؤولات باسم الطالبة رغم وجود ابنتها معها وهذا أمر خطأ، فالطالبة وصلت للمرحلة الجامعية ومرحلة المناقشة والتحدث بنفسها وهذا ما أحاول دائما القيام به وهو التحدث مع الطالبة مباشرة والإجابة عن استفساراتها.تقول الطالبة عائشة الشامي التي أحضرت معها أمها للتسجيل في كلية التربية: حضور أمي معي يشعرني بالأمان والاطمئنان، فأمي أكثر خبرة مني وأحتاج إلى استشارتها في بعض الأمور المتعلقة بالتسجيل وتعبئة الاستمارة كما أنها تنبهني لأمور قد اغفل عنها. من جانبها قالت الأم: حضرت مع ابنتي لأني اعرف مقدار التوتر الذي تشعر به كونها مقدمة على خطوة كبيرة في حياتها ولأتأكد من تعبئتها الاستمارة على أكمل وجه.

وتقول سارة سعيد وهي حاصلة على نسبة 86% وحضرت للتسجيل في جامعة الملك سعود في يوم غير مخصص لنسبتها ـ أحضرت أمي معي لأني ارغب في مساعدتها لي لإقناع موظفات التسجيل بقبولي في أي قسم فأمي تجيد أسلوب الإقناع واعرف أن الموظفات سيحترمن سنها ويأخذن أوراقي.

ومن جانبهن أبدت بعض الأمهات الرغبة في الحضور مع بناتهن لأسباب أخرى تتعدى الاطمئنان على بناتهن وتخفيف توترهن فتقول أم صالح حضرت مع ابنتي لأتأكد أنها كتبت القسم الذي اخترته أنا ووالدها فهي لا تريد دخول قسم الكيمياء وترغب في الفيزياء ولكننا نعرف مصلحتها أكثر ونعلم بالوظائف المتوفرة بعد التخرج.

وذلك ما أكدته أيضا أم احمد حيث تقول: ابنتي تحب الفنية وترغب في دخولها ولكني لن اسمح لها بذلك خاصة أنها من الطالبات المتفوقات علميا ولا يمكن أن اتركها تضيع جهدها سدى.

من جانبها تؤكد الأستاذة سهام المعمر مشرفة القبول والتسجيل في جامعة الإمام على حديث الدكتورة المبارك مبينة أن وجود الأم المرافقة يعطل دائما عملية التسجيل بدءاً بتضييق المكان، مرورا بتعطيل الإجراءات، وعزت ذلك لحرص الأم الزائد الذي يصل ببعضهن إلى طلب تعبئة الاستمارة لابنتها وهو غير مسموح به، أما بالنسبة لتقديمهن الاستشارة لبناتهن فتوجد موظفات مختصات في كل قسم تسجيل في أي جامعة او كلية مهمتهن إرشاد الطالبات ومساعدتهن في عملية التسجيل، بالإضافة الى أن الطالبة لا بد أن تتعود على القيام بجميع أعمالها بنفسها ولا بد أن تعرف أنها قد انتقلت إلى مرحلة جديدة من حياتها تبدأ فيها بالاعتماد على نفسها تماما فمن غير المعقول أن تكون طالبة جامعية ولا تعرف تعبئة استمارة لوحدها وإذا لم تستطع الاعتماد على نفسها فماذا نتوقع منها عند بدء الدراسة وبعد التخرج ومواجهة الحياة العامة. نعاني أيضاً من تدخل الأمهات في تخصص بناتهن والإشكاليات التابعة لذلك فيما بعد.

في المقابل كان هناك أمهات أخريات اشتركن في أكثر من سبب لمرافقة بناتهن مثل مشاهدة المكان الذي ستدرس فيه بناتهن والتعرف عليه وكذلك تنبيه بناتهن لأمور قد يغفلن عن السؤال عنها، حتى وان كان الوقت لازال مبكرا عليها بنظر بناتهن، مثل السؤال عن الزى والمكافآت والتسجيل في الحافلات، وهناك من جئن كمرافقات لبناتهن مع السائق للتعرف على طبيعة الطالبات اللاتي سيدرسن مع بناتهن، وهذا ما أكدته أم احمد التي لم تعجبها طالبات الأقسام الأدبية بجامعة الملك سعود فأصرت على دراسة ابنتها في الأقسام العلمية، رغم أنها تقع في حي آخر حتى تضمن تأثر ابنتها بالمتفوقات.