مذكرات البنات.. تتجاوز الخطوط الحمراء اجتماعيا

فتاة تكتب خواطرها ومغامراتها الصغيرة

TT

مذكراتنا هل نكتبها أم تكتبنا؟ هذا ما تحاول هند محسن الإجابة عليه كل يوم وهي تدون يومياتها وما تتضمنه من انفعالات وأوقات تتغير بحسب ما تمر به من ظروف، وقد بدأت منذ ثلاثة أعوام كتابة اليوميات لربما حسب رأيها أن تصبح واحدة من أهم المشاهير وعندئذ سيكون لها تلك القيمة العالية وتعلق حولها «أعلم أنها ليست ذات بال، ماذا يعني الآخرين ذكرياتي نحو ما قدمه لي والدي في حفل تخرجي؟».

ولأن المذكرات ربما تكون وسيلة يمكن من خلالها تعدي الخطوط الحمراء اجتماعيا فإن روان الغامدي تراها المتنفس الوحيد الذي من خلاله تستطيع التعبير عن احتياجاتها العاطفية لتتخلص من تلك الشحنات المؤلمة وتقول «أستطيع الكتابة عن كل ما تجيش به نفسي تجاه أهلي والطريقة التي يعاملونني بها، إضافة لتلك القصص التي تعرفينها» وتضيف مؤكدة «أعني مغامراتي الصغيرة». وتدخل المذكرات اليومية من بوابة الأدب عند بعض الذين يعتبرونها جواز مرورهم نحو الشهرة حتى لو لم يمتلك أدوات الكتابة الأدبية فصفاء تعتبر نفسها كاتبة لا تقل في أسلوب كتابتها عن غادة السمان التي ترى أنها حققت شهرتها لكونها صحفية ومعروفة أما هي فحسب كلامها «لا يعرفني أحد ولم أجد الدعم أو المساندة». وتكمل «الآن ومن خلال فضاءات النت ربما أستطيع تحقيق ما أتمناه». وبعكس نادية عمر التي تجاوزت في يومياتها الأحداث العادية وأصبحت بعد خبرة وتمرس لا تكتب إلا تلك المهمة وبالأخص قصصها العاطفية التي لا تتجاوز أحلام الوسادة الخالية وأحلامها وكما تحكي قائلة «دفتر مذكراتي هو حامل أسراري وكم بكيت وأنا أكتب فيه بعض مشاكلي الأسرية».وبين موسيقى عبد الوهاب وصوت فيروز تحلو الكتابة عند هناء سعيد في الثلاثين من عمرها والتي لم تحظ بالكثير من تجربتي زواج سوى ثلاثة أبناء وابنة، وكما أشارت الى أنها لم تتمكن من إكمال تعليمها إلا أن ما حظيت به كان مناسبا ليجعل منها كاتبة مذكرات فوق الجيدة وتقول «ليس تاريخ حياتي ما أقوم بتدوينه، إنما تلك اللحظات المهمة فيها ولا أسجلها بحذافيرها بل أكتبها شعرا أو نثرا» وتتابع «أحب كتابة التواريخ والساعات التي أسجل فيها».وتكمل هناء حديثها قائلة «افرغ شعوري بالاختناق والضيق مما أنا فيه من خلال هذه المذكرات ولا أعود لقراءتها مرة أخرى مطلقا» وهذا ما تفعله سميرة العمري التي تنتابها بشكل شبه دائم مشاعر الغضب والاستياء من كل التصرفات التي تصنفها إنسانا من الدرجة الثانية في أسرتها والمحيطين بها كونه لا يتم قبول رأي لها أو فكر ولا تملك حتى حقها في اتخاذ قرارها وكما تقول «كتابة المذكرات فن قائم بذاته وإن كان مرهونا بفترة زمنية معينة ليتطور في بعض الأحيان ويصبح شكلا من الأشكال الأدبية تمثلها السيرة الذاتية التي يسعى كثير من الكتاب والأدباء والشخصيات المهمة على المستوى العالمي اليها ربما تلبية لرغبة أو احتياج نفسي ما لكن عن نفسي فأنا أتخذها نوعا من الفضفضة التي تريحني نفسيا خاصة أني لا أفصح عن أسراري لأحد سوى نفسي ودفتري هذا».