الوافدون يقبلون على حافلات النقل العام «المهترئة» في الرياض

وسط إحجام من السعوديين

TT

الرحلة في حافلة النقل العامة المعروفة بخط «البلدة» مغامرة لا تخلو من مخالفات تبدأ بالتدخين وتنتهي بالسرعة الزائدة والقيادة الخطرة للحافلة من بعض سائقي تلك المركبات. الحافلات التي تتخذ من البطحاء مركزا لتجمعها تغطي بعض احياء مدينة الرياض فقط كالعليا والملز والروضة والسليمانية والناصرية وتشهد اقبالا «ضعيفا» من السعوديين وجيدا من المقيمين رغم حالتها السيئة من اهتراء المقاعد وتشوه هيكلها الخارجي.

والخدمة التي تقدمها هذه الحافلات تعد ضرورية لشريحة كبيرة من الناس ويمكن تطويرها وتعميمها لتشمل جميع الاحياء نظرا لتكلفتها البسيطة وتخفيفها للازدحام المروري في كثير من الشوارع الرئيسية كما في كثير من مدن العالم التي تعتمد على هذه الخدمة العامة.

ويتاح للراكب في هذه الحافلات الاستماع لمنوعات غنائية خليجية وعربية و لقصص وحكايات مختلفة يرويها الركاب بلغات عربية واجنبية تدور حول تفاصيل تتعلق بالعمل وصعوباته او هموم الاسرة ومتطلبات المعيشة الى جانب اخبار الرياضة.

ويؤكد خضر بشير وهو فني كومبيوتر سوداني انه يستخدم الحافلة كل يوم نظرا لوجود عمله في محلات الكومبيوتر بالعليا حيث لا داعي لشراء سيارة والتنقل بها خاصة وانه عازب وعائلته ليست معه ويرى ان استخدام هذه الحافلة امر جيد وغير مكلف ابدا وان كانت فيها بعض المخاطر جراء السرعة وتهور بعض السائقين خاصة الشباب.

من جانبه طالب حسني عبد الحميد وهو محاسب مصري بضرورة تشديد الرقابة على هذه الحافلات والزامها بالتقيد بمسارات الاحياء التي تعمل بها بشكل منتظم بدلا «من تركيزها على حي معين مما يخلق ازدحاما» لا مبرر له.

ويقترح محمد السيد فني الجوالات تنظيم هذه الخدمة والتوسع فيها عن طريق تحديث الحافلات الحالية واستبدالها باخرى جديدة ذات مواصفات جيدة ولا يرى مانعا من رفع قيمة التذكرة مقابل هذا التحديث الذي يجب ان يتم ليشمل باقي احياء الرياض بانتظار البدء بمشروع القطار الكهربائي الذي سمع عنه كما يقول.

ويرى حميد الحسين وهو سائق ان الحافلات العامة مجال ناجح للسعودة حيث يقود جميع الحافلات العاملة على مختلف الخطوط مواطنون يطمحون لاستبدال حافلاتهم القديمة بأخرى حديثة تساعدهم على اداء الخدمة بشكل افضل ويشاطره الرأي خالد غنام ويطالب بمنح قروض للمواطنين تتيح لهم شراء حافلات جديدة بشروط ميسرة اسوة بسيارات الليموزين خاصة ان خدمة الليموزين تعثرت سعودتها اكثر من مرة لاسباب مختلفة. ويلف الانتباه المواقف الانسانية التي يبديها كثير من سائقي هذه الحافلات حين يجمعون الحساب او يتوقفون لانزال راكب ويروي فؤاد الصفدي كيف امتنع احد السائقين عن اخذ الاجرة المقررة من عامل افغاني كانت قدمه في الجبس، ورغم الحاح العامل لم يقبل السائق بأخذ اجرته بل ساعده اثناء نزوله من الحافلة، ويرى جاويد اقبال الخطاط الباكستاني ان الركوب بالحافلة جيد لولا قيام البعض بالتدخين، خاصة اثناء الحر الشديد مما يؤدي الى ازعاج الركاب ويطالب بمنع التدخين باعتبارها حافلات عامة ينطبق عليها قرار المنع كما في حافلات النقل الجماعي.