في أول يوم من الأسبوع الثاني للتقديم في جامعة الملك سعود لخريجي الثانوية العامة، فوجئ الطلاب اليوم بإعلان الجامعة إغلاق غالبية التخصصات نتيجة الاكتفاء. يشار إلى أن أمس كان موعد تقديم الطلاب الحاصلين على 82 في المائة فأكثر كنسبة مكافئة.
وبعد مرور أسبوع من تقديم طلبات القبول أغلقت الكليات الصحية والهندسة والحاسب واللغات والترجمة بكافة أقسامها والكليات الإدارية وكل تخصصاتها مثل السياسة والقانون، بالاضافة إلى اللغة العربية والتربية الخاصة، لم يتبق سوى الكليات التي لا تمت لسوق العمل بصلة ولا يمكن للطالب الاستفادة منها في وظائف مهمة بعد التخرج، ويعتبر أغلب الخريجين منها عاطلين عن العمل، نتيجة عدم توفر وظائف إلا في مجالات تعليمية.
وقال خالد الأحمري متقدم للجامعة: لم أتوقع أن آتي في أول يوم من الأسبوع الثاني وأجد أن أغلب التخصصات أغلقت، فهذه صدمة كبيرة لي، وأضاف: كان السبب في ذلك هو اختبار القياس والقدرات، فأنا حاصل على 88 في المائة، لكن بعد الموازنة حصلت على 82 في المائة، مشيراً إلى أنه لم يقبل في أي كلية خارج جامعة الملك سعود، وأنه اختار ضمن الاختيارات الثمانية المتاحة له، الأول رياضيات، والثاني كيمياء، والثالث الزراعة، رغبة منه في الحصول على معدل فوق الثلاثة والنصف من خمسة ليتمكن في التحويل لكلية الهندسة أو أي كلية أخرى قد يكون لها مستقبل جيد.
وشهد يوم أمس زحاما شديدا ودهشة من جميع الطلاب وأولياء أمورهم، الذين حضروا كمرافقين مع أبنائهم، وبدا على الجميع الأسف الشديد والحيرة، خاصة أن الموضوع يعني مستقبل الشخص ووظيفته التي قد تلازمة حتى آخر يوم في حياته.
أبو عبد الملك جاء مع ابنه عبد الملك الحاصل أيضاً على 82 في المائة وقال: استغرب كيف يمكن أن تغلق التخصصات في الجامعة بهذه السرعة، فلم يمر على بداية التسجيل سوى خمسة أيام فقط، فكيف تغلق أكثر تخصصات الجامعة وأهمها.
أبو عبد الملك أكد أنه لن يجبر ابنه على أي تخصص، بل سيعطيه كامل الحرية في التخصص المناسب، الذي يرى أنه يمكن أن يبدع ويتألق فيه.
عبد الملك بدوره انتظر والده حتى انتهى من كلامه وقال: أنا كنت حريصا على أن يأتي معي والدي فهو يشكل لي دافعا كبيرا، وأيضاً أستفيد من خبرته ووجهة نظره في اختياري للتخصص، كذلك كان له دور كبير في تخفيف وقع الصدمة عليّ، وأنا لست كغيري ممن يخجلون من حضور آبائهم معهم فالوالد له الحق تماماً في إبداء وجهة نظره.
وتعتبر المفاجأة الكبرى هي إعلان الجامعة الاكتفاء في تخصص العلوم السياسية، فكل عام لا تكتفي الجامعة إلا في أواخر الأيام وتقبل في العلوم السياسية حتى أيام متأخرة، كذلك كلية الإعلام التي اعلن الاكتفاء فيها، فكل سنة لا تعلن الجامعة الاكتفاء في الإعلام بهذه السرعة وبعد مرور خمسة أيام على التسجيل.
ومن جانبه قال الدكتور صالح الخثلان، أستاذ السياسة في جامعة الملك سعود: استغرب الاكتفاء في السياسة، فكل سنة يكتفي القانون، والسياسة لا يتم فيها الاكتفاء، مشيراً إلى احتمالية أن يكون عدد المقاعد هذه السنة أقل من السنوات الماضية.