قصيدة شعرية لسجينة خميس مشيط تجسد آلامها تتمنى أن تصل إلى ولاة الأمر

مطالبات لأهل القتيل بالاقتداء بالملك عبد الله بعد عفوه عمن حاول اغتياله

TT

ينتظر المجتمع السعودي هذه الأيام بآمال كبيرة العفو من القصاص والذي تنتظره سجينة خميس مشيط والتي شغلت الرأي العام خلال الفترة الماضية، فمع كل يوم تكبر الأماني بإطلاق سراح هذه السجينة لا سيما وان المراقبين لهذا الحدث متأكدون تماما من ان أهل القتيل سيجعلون من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قدوة لهم بعد أن أعلن عن عفوه على من حاول اغتياله في فترة سابقة.

هذا الامر الذي اعلنه الملك عبد الله جعل كثيرا من الناس يحدوه الأمل بان ينطق اهل القتيل بكلمة العفو على الرغم من ان هذه الحادثة وصفت بأعقد قضية مرت على المجتمعات السعودية منذ تأسيس الملك عبد العزيز لهذه البلاد. في هذه الأثناء أطلقت السجينة قصيدة حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها تمنت ان تصل لولاة الأمر للنظر في قضيتها لا سيما وانها تعيش على امل تدخل كبير وقوي من الأسماء الكبيرة والتي عرفت بالإصلاح. بدأت الفتاة القصيدة بالدعاء أن يفرج الله عليها مشبهة حالها باليتيم الذي لا يوجد له بيت يؤويه، حيث أشارت من خلال هذه الأبيات الحزينة بأنها لا تنام الليل ولا النهار متمنية في سياق القصيدة ان تعود لها الفرحة برجوعها الى البيت. وقالت السجينة في القصيدة ان لها 6 سنين تخللها 12عيدا وهي بين جدران أربعة تعاني الآلام وتتكبد الهم والغم.وذهبت الفتاة في قصيدتها الى انها عاشت اياما في السجن ابان حكم الملك فهد وهي يحدوها الامل في اطلاق سراحها، مؤكدة بانها لن تفقد الامل مع بداية حكم الملك عبد الله بن عبد العزيز. وما زالت قضية سجينة خميس مشيط تحتوي على الكثير من الاهتمام والمتابعه الجماهيرية والتعاطف من كل الأطياف داخليا وخارجيا، حيث بلغ زوار الموقع المخصص لدعم القضية (www.freethegirl.com) اكثر من 300 الف زائر من أكثر من 75 دولة في حين وصل عدد الأعضاء المسجلين أكثر من 3 آلاف عضو.

أقارب الفتاة أكدوا في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الأمل يحدو الجميع نحو عفو قادم خاصة بعد تدخل يد الخير والعفو من لدن ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز لدى اسرة القتيل أخيرا في الوقت الذي لقيت هذه المبادرة ترحيبا كبيرا وأشارت مصادر مقربة من عائلة الفتاة إلى أن الجميع في انتظار الخبر المنتظر والسار خلال الايام القليلة القادمة خصوصا أن هذه الأسرة عرفت بالتسامح وعزة النفس ومكارم الأخلاق. واشارت مصادر قريبة من الحدث بأن الجانب الاعلامي للمأساة التي تمر بها السجينة لقي صدى واضحا في كافة أنحاء العالم حيث تم تقديم عدة عروض عن موقع السجينة على الإنترنت لأهل القتيل عبارة عن بناء عشرة مساجد وحفر ثلاثين بئرا وانشاء مقبرة خيرية باسم القتيل بمبلغ لا يقل عن ثلاثة ملايين ريال سعودي وانشاء موقع إلكتروني اسلامي باسمه. وكانت تلك الفتاة السعودية التي تعيش في عقدها الثالث قد ناشدت أهالي الرجل الذي قتلته أن يصفحوا عنها. يشار الى انه هذه القصة التي هزت منطقة عسير كانت مطاردة بالتهديد والوعيد وإفشاء سر ماضيها من شاب جمعته معها علاقة حب. وتوسلت تلك السيدة لذلك الشاب أن يتركها تعيش حياتها ولكن دون جدوى، ففكرت بالتخلص من هذا الكابوس الجاثم على حياتها فقامت باستدراجه الى بيتها ومن ثم قتلته واخفت معالم الجريمة الا ان امرها كشف في اليوم التالي فاعترفت بما قامت به. والآن تدفع السيدة الجنوبية ثمن الحياة الجميلة التي اكتشفتها بعد زواجها وهي تنتظر لحظة «القصاص» لكنها مؤمنة جدا. وشهادات كل من تعامل معها داخل السجن تؤكد أنها حفظت القرآن وتعلمه للسجينات وتعلم أن هناك من يعفو ويصفح ابتغاء مرضاة الله.