رعاية الموهوبين ونشر ثقافة التعامل مع التقنية استثمارات المملكة في المرحلة المقبلة

TT

شكلت السعودية في الأعوام الأخيرة مؤسسات مرتبطة بوزارة التربية والتعليم هدفها تتبع الموهوبين ورعايتهم كما أنشت مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين التي عقدت العديد من الاجتماعات لبحث سبل تطوير الموهوبين.

وتكمن إشكالية تحديد الموهوبين في الآلية المعرفة عليهم ولهذا عمدت بعض إدارات التعليم السعودية إلى إجراء أبحاث للوقوف على السمات المحددة للموهوبين ولكنها أشارت إلى أن هذه الصفات تحدد المتفوقين والتي منها ميل الطالب المتفوق إلى ممارسة أسلوب القيادة والريادة لزملائه في بعض المواقف والنشاطات المتعددة لشعوره بالثقة إضافة إلى أنه يعتمد على نفسه في القيام بأداء واجباته المدرسية دون الاستعانة بأحد. ويتمتع الطالب المتفوق بقدرته على الملاحظة والتحليل والاستنتاج بحيث يدرك الأشياء التي قد لا تكون واضحة بالنسبة للآخرين ويقوم باقتراح حلول للمشكلات المعقدة ولديه مرونة في التفكير والقدرة على طرح البدائل والاختيارات عند اشتراكه في حلول المشكلات الصعبة وان تتوفر لدى الطالب المتفوق غريزة حب الاستطلاع والتكيف الشخصي والاجتماعي في المواقف الجديدة وتكون لديه حصيلة لغوية جيدة وقدرة خيالية خصبة وميول ومواهب متعددة.

وعن أساليب رعاية المتفوقين ترى الأبحاث أنها تتركز في توجيه اهتمام إدارة المدرسة والمعلمين بهذه الفئة من الطلاب ورعايتهم لتحقيق طموحاتهم ومساعدتهم على استغلال مواهبهم وقدراتهم إضافة إلى تنمية دوافع حب الاستطلاع لدى المتفوقين بتشجيعهم على البحث والتنقيب في مجالات تفوقهم للوقوف على كل جديد بتكليفهم ببعض البحوث البسيطة وفق قدراتهم وإمكانياتهم وتسخير مكتبة المدرسة لهم وتشجيعهم لارتياد المكتبات العامة لخدمة أغراضهم العلمية مع وضع الحوافز المعنوية والمادية الممكنة وتهيئة المختبرات والمعامل وغيرها لإجراء التجارب العلمية وإتاحة الفرصة لهم لاستغلال واستخدام قدراتهم الابتكارية وتنميتها إيجابيا إلى جانب إتاحة الفرص التربوية الأخرى مثل منح المتفوقين. أما الدراسات العالمية التي تناولت الموهوبين فحددت خصائصهم التعليمية في أنهم يتعلمون القراءة مبكرا ولديهم ثروة مفردات كبيرة كما يتعلمون المهارات الأساسية أفضل من غيرهم إضافة إلى أنهم أفضل من أقرانهم في بناء الفكر والتعبير التجريدي واستيعابه وأقدر على تفسير التلميح والإشارات من أقرانهم. إلى جانب أن لديهم القدرة على العمل معتمدين على أنفسهم عند سن مبكرة ولفترة زمنية أطول. كما أن لديهم القدرة على التركيز والانتباه لمدة طويلة. أما الخصائص الإبداعية فتتركز في أنهم مفكرون سلسون وفصحاء قادرون على التصور لعدد من الاحتمالات والنتائج والأفكار التي لها علاقة بالموضوع المطروح للنقاش إضافة إلى أنهم مرنون قادرون على طرح بدائل واختيارات واقتراحات عند اشتراكهم في حلول المشاكل. ولديهم القدرة والإبداع والربط بين المعلومات والأشياء والأفكار والحقائق التي تبدو وكأن ليس لها علاقة ببعضها. ومن صفاتهم الإبداعية أنهم جادون في البحث عن الجديد من الخطوات والأفكار والحلول. ولديهم الرغبة وعدم التردد في مواجهة المواقف الصعبة والمعقدة ويبدون نجاحا في إيجاد الحلول للمواقف الصعبة. ويتمتعون بقدرة على التخمين الجيد وبناء الفرضيات. والموهوبون لديهم العديد من الخصائص السلوكية مثل الرغبة لفحص الأشياء الغريبة كما أن تصرفاتهم منظمة ذات هدف وفعالية وخاصة عندما تواجههم بعض المشاكل إلى جانب أنهم يستمتعون بتعلم كل جديد وعمل الأشياء بطريقة جديدة وهم أكثر استقلالية واقل استجابة للضغط من زملائهم. ويتميز الموهوبون بأخلاقهم العالية وتذوقهم للجمال والإحساس به. وتحاول المملكة في الفترة المقبلة الاستثمار في الموهوبين من خلال تهيئة الظروف المناسبة لدعمهم في المجالات التي يتميزون بها كما أنها تحاول الدفع بالمجتمع نحو الإفادة من التقنيات الحديثة حيث تم اعتماد برنامج وطني يهدف إلى إدخال جهاز الكومبيوتر في كل منزل وذلك من أجل نشر ثقافة التعامل مع التقنية خصوصا وأن البلاد تريد الدخول في تطبيقات الحكومة الإلكترونية.