دبلوماسيون ومقيمون غربيون يتوقعون مزيدا من الأمان

بعد مداهمات الخميس وسقوط أخطر المطلوبين

TT

أبدى دبلوماسيون ومقيمون غربيون في السعودية، تفاؤلهم بالمرحلة المقبلة من تولي الملك عبد الله بن عبد العزيز الحُكم في السعودية، متوقعين مزيدا من الأمان ومواصلة العمل في اجتثاث الإرهاب.

وكان لكلمات الملك عبد الله، عندما كان وليا للعهد، أثراً كبيراً في إرساء الإحساس بالأمن في قلوب الاجانب في السعودية، حيث كان يردد في المجالس الشعبية التي يستقبل فيها المواطنين كلمة «سنضرب الإرهاب بيد من حديد»، التي اشتهرت وتصدرت عناوين الصحف، وأصبح المواطنون يرددونها بعد ذلك.

وأثبت الملك عبد الله على أرض الواقع، بعد عمليات الخميس الماضي، التي شهدت إنجازاً أمنياً فريداً، بضربات متزأمنة للإرهابيين لمنزلين في المدينة المنورة والرياض، وقتل فيها أحد أخطر المطلوبين صالح العوفي، وماجد الحاسري الذي ظهر اسمه في القائمة الأخيرة، والذي أثبتت معلومات أنه الساعد الأيمن للعوفي.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، أوضح القائم بأعمال السفارة البريطانية في السعودية، بيري لوين، في حديث خص به «الشرق الأوسط»، أن مسالة الأمن تعتبر أكبر تحد يواجه السعودية في الوقت الحاضر، وهو ما وصفه بالتحدي للسعودية واصدقائها من دول العالم.

وأشاد بالنجاح الذي أنجزته أجهزة الأمن السعودية ضد الإرهاب طوال السنوات الماضية، وذلك بمتابعة متواصلة من الملك عبد الله، وأضاف «أن بريطانيا ستستمر بالعمل جنبا إلى جنب مع السعودية في المستقبل لمواجهة التحديات في عالم التغير السريع».

وأوضح أن الزيارة التي قام بها الأمير أندرو، أمير ويلز، ورئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، في بداية شهر أغسطس (آب)، لأداء واجب العزاء للملك عبد الله وعائلة الملك فهد، مثّلت حقيقة العلاقة الرائعة التي تجمع المملكتين.

وبين «أن السعودية وبريطانيا تتعاونان في مجالات عدة، خصوصا في مواجهة الإرهاب وتعزيز الأمن في المنطقة، وفي تنمية روابطهما الاقتصادية والتعليمية»، مشيرا إلى أن أكثر من 3000 طالب سعودي يدرسون في بريطانيا حاليا.

وذهب إلى أنه «سعيد بنسبة الطلب من قبل السعوديين على تأشيرات السفر لبريطانيا، التي ارتفعت بواقع 25 في المائة.. وسنستمر بتقديم المزيد منها بشكل أسرع».

وفي ما يتعلق برؤيته الشخصية حول التغييرات المستقبلية في فترة حكم الملك عبد الله في المرحلة المقبلة، قال: «لا استطيع تحديد كيفية أو هوية التغيير أو التطور في أي بلد، نريد العمل بشكل وثيق مع السعودية والدول الأخرى في المنطقة لدعم عملية الإصلاح الذي يتوافق مع الأهداف التي يرسمونها ويطمحون إليها».

من جهته، وصف سفير استراليا، أيان بيكس، بأنها فرصة رائعة بالنسبة له أن يكون ممثلا لأستراليا في هذه المرحلة التي يتولى فيها الملك عبد الله الحكم في السعودية، وأن يقف إلى جانب السعوديين ليتذكر معهم حياة الملك الراحل.

وأضاف: «أتمنى أن تستمر السعودية بالاستقرار والقضاء على الإرهاب، وأن تكمل مسيرة النماء والازدهار الاقتصادي»، مشيرا إلى «أن السعودية واستراليا لديهما العديد من الأمور المشتركة، ما يجعل كلا البلدين يتعاطفان مع بعضهما، كونهما دولتين حديثتين تأسستا في أوائل القرن الماضي، كما أنهما تتمتعان بميزات جغرافية مشتركة كالاتساع والطبيعة الصحراوية التي تحفها سياحل طويلة، إلى جانب طبيعة نشأة السكان خارج إطار المدينة، واقتصاد البلدين المعتمد على مواردهما الطبيعية».

ويؤكد على أن هذا التقارب عمّق من وجود العديد من السياح السعوديين في استراليا، إلى جانب الزيارات المتواصلة من قِبل رجال الأعمال السعوديين وإقبال العديد من الطلاب السعوديين على الدراسة في الجامعات الاسترالية، يقابل ذلك وجود الموظفين الاستراليين وعائلاتهم يعملون في قطاعات طبية وهندسية وغيرها في السعودية، كما يتوجه مئات الآلاف من المسلمين الاستراليين إلى قِبلتهم السعودية خمس مرات في اليوم لأداء الصلاة، كما يتوجهون اليها سنويا لأداء فرائض الحج.

ويضيف: «استراليا تفخر بالعمل مع السعودية في ظل حكم الملك عبد الله وفي دعم مسائل مشتركة كالسلام في العراق، ومكافحة الإرهاب، وزيادة التنوع الاقتصادي».

على صعيد آخر، تركزت تطلعات الجاليات الغربية في السعودية في المرحلة المقبلة على إمكانية مشاركة إخوانهم السعوديين الأمان في أرض الأمان، فيما تمنى آخرون أن يصبح السعوديون أكثر صداقة مع بيئتهم. ويذكر مارك فيشر، أنه قرأ العديد من الأعمال التي قدمها الملك عبد الله كدعوته للمشاركة السياسية والحوار الوطني، وتركيزه على مواصلة مكافحة الإرهاب.

ويقول: «اعتقد أن ذلك أمر يبعث على التفاؤل، أتطلع الى أن تستمر السعودية بالنمو الاقتصادي وأن تصبح الرياض مثل نيويورك أو أن تصبح مركز التجارة العالمي يوما ما».