متسولو السعودية يجبرون على تغيير أساليبهم من طلب المساعده إلى بيع الأغراض

بعد اكتشاف خططهم واتخاذ إجراءات مشددة لمكافحتهم

TT

غير عدد كبير من المتسولين بعد الحملات والاجراءات المشددة التي نفذتها الجهات المختصة في البلاد، من الأساليب التي كانوا يستخدموها لاستدرار عطف الناس والتي كانت تعتمد على الخداع الظاهر باستخدام الجبائر والبكاء وسرد القصص المأسوية أو الادعاء بالمرض والحاجة لمبلغ كبير لاجراء عملية بتكلفة طائلة وغيرها، وهناك سبب آخر وهو عدم تجاوب كثير من المواطنين والمقيمين معهم.

واتجه غالبية المتسولين من فئات الأطفال من الجنسين والنساء الى التسول عن طريق بيع الحاجيات البسيطة التي تتناسب مع أجواء الصيف مثل الماء والمناديل الورقية ومظلات السيارات وغيرها من السلع عند الاشارات الضوئية أو بيع الحاجيات للمارة بالحاح شديد أقرب ما يكون للتسول منه للبيع، مستغلين ارتفاع حرارة الشمس في موسم الصيف، مما جعل البعض يتعاطف معهم نظرا لقساوة الظروف المناخية خاصة وأن غالبية هؤلاء المتسولين من الاطفال الاناث.

ويستهدف معظم المتسولين بالدرجة الأولى المواطنين السعوديين الذين جبلوا على حب الخير ومساعدة الاخرين، حيث يدور في الغالب حوار بسيط بين المواطن والمتسول يركز على الحالة الاجتماعية والاقتصادية التي جعلته يمتهن هذا العمل ووضع الأسرة وعددها وغيرها من الأسئلة. وفي هذا السياق قالت احدى المتسولات لـ «الشرق الأوسط» أنها بدأت تجد صعوبة في جلب احتياجات اسرتها المادية من خلال مد الأكف لطلب الاحسان من الغير حيث تحاول استدرار عطف الكثيرين لساعات طويلة دون جدوى، لذلك اتجهت لعرض سلع بعينها لبيعها عند الاشارات الضوئية حيث لا حظت تجاوبا أكثر من السابق، مشيرة الى أن اغلب الاشخاص يساعدونها بمبالغ تتراوح بين ريال وعشرة ريالات دون مقابل للسلع التي تقوم ببيعها. فيما أشارت الى أن هناك بعض الأشخاص يقوم بتزويدها ببعض النصائح العامة.

ويلاحظ أن كثير من المتسولين بدأوا يجدول صعوبة لممارسة هذه الظاهرة، وذلك نظرا للجهود المضاعفة التي تبذلها وزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة في ادارة مكافحة التسول بالتنسيق والتعاون مع وزارة الداخلية خاصة في فترة الصيف لمكافحة هذه الظاهرة من خلال تكثيف الحملات الميدانية التي تستهدف الاماكن التي يكثر فيها المصطافون من المواطنين والمقيمين وزوار المنطقة. وينبع تشدد الجهات المختصة في البلاد لمكافحة هذه الظاهرة منطلق أن تجربة وزارة الشؤون الاجتماعية أثبتت أن التسول يمثل ستارا لكثير من الجرائم مثل ترويج المخدرات وبعض القضايا الاخلاقية التي تخل بأمن واستقرار البلد، ولهذا تسعى الوزارة في نفس الوقت الى شرح الوعي بين كافة المجتمع بأضرار تلك الظاهرة وما تفرزه من سلبيات تنعكس على الفرد والمجتمع.

ومما يذكر أن عدد المتسولين في السعودية بلغ العام الماضي 24655 متسول بينهم 21146 متسول من الأجانب بنسبة 86 في المائة، مقابل 3509 متسولا من المواطنين السعوديين. وقدر خبراء أقتصاديون ومراقبون معنيون في سلطات مكافحة التسول في السعوديةحجم الانفاق السنوي على المتسولين بنحو 7 مليون ريال ترتفع نسبيا في مواسم الأعياد والاجازات. ومن المعروف أنه يتم في مكاتب التسول والمتابعة الاجتماعية بحث حالة المواطنين الذين يمارسون هذه الظاهرة للوقوف على الدوافع التي أدت الى لتسولهم وتوجيههم لجهات الخدمات التي توفرها الدولة لهم بعيدا عن التسول على ضوء ما يسفر عنه البحث الاجتماعي من نتائج. وتنحصر مسؤولية وزارة الشؤون الاجتماعية في معالجة أوضاع المتسول السعودي أما الاجانب فيتم ترحيلهم لخارج البلاد عن طريق وزارة الداخلية.