عودة ثقافة كتابة المذكرات بين السعوديين من خلال مواقع «السبيس» في الإنترنت

بعد سنوات من اختفائها

TT

اعادت مواقع السبيس المجانية على شبكة الإنترنت ثقافة كتابة المذكرات التي كانت قد اختفت في المجتمع السعودي، وأصبح نادرا ان تجد شخصا يكتب مذكراته اليومية.

ولكن شركة مايكروسف أنشأت مواقع السبيس المجانية، بحيث يكون لكل شخص القدرة على إنشاء موقع في دقائق معدودة يكتب من خلاله مذكراته ويعرض صوره الشخصية وأيضاً معلومات عنه وأبرز المواقع التي يحبها، والقصائد والكلمات.

وحسب إحصائيات في مواقع الإنترنت فان في أول أسبوع من السماح بإنشاء السبيس أنشيء أكثر من 500 ألف سبيس، ويتوقع أن يصل عدد مواقع السبيس إلى أكثر من مليون خلال أشهر.

وقال عدد كثير من أصحاب هذه المساحات الصغيرة انهم يرون أن هذه المساحات التي وفرتها شركة مايسكروسف وبالمجان ساهمت كثيراً في حل مشكلة بناء مواقع شخصية خاصة قد تكلف كثيراً وتحتاج إلى مبرمجين مختصين وإستضافات غالية، لأن السبيس لا يحتاج لوقت ويأتي مبرمجاً جاهزاً دون أي تكلف وتعب.

هدى الخليفي صاحبة سبيس ويعتبر موقعها حسب الإحصائيات فيه من أكثر المساحات زيارة حيث يفوق زواره يومياً الـ 800 شخص، العدد يعتبر قليلا مقارنة بضعف الدعاية لها وعدم وجود متابعة كثيرة للمواقع الشخصية في العادة.

وأضافت: بدأت فكرة إنشاء السبيس من اللحظة التي قررت التحدي فيها مع صديقتي في بناء أجمل سبيس، وكنت أتكاسل في عمله لأني توقعت أنه يحتاج وقتا وجهدا كبيرين، وعندما شاهدت صديقتي أنجزت موقعها خلال يوم واحد فقط، لم أتوان في بنائه حيث لم يأخذ مني سوى ساعات قليلة، وأقوم بالتجديد فيه بشكل شبه يومي.

وعن تأثير السبيس على حياتها علقت: السبيس جعلني أكثر دقة في حياتي وأكثر حرصا لأني أحرص على ذكر تفاصيل حياتي في السبيس وأنتظر ردود الزوار وتعليقاتهم بلهفة شديدة فأنا أكتبها لهم، ولأني لا أكتب مذكراتي على الورق، للأسف أنا كسولة جداً في إمساك القلم.

وعن انتشار ثقافة السبيس تحدثت هدى عن أن أغلب صديقاتها والناس الذين تعرفهم قاموا بإنشاء مساحات خاصة لهم وتلقى انتشاراً كبيراً جداً.

على الجانب الآخر يقول خالد السعيد وهو شاب لا يفضل كثيراً دخول الإنترنت ويكتب مذكراته في دفتره الشخصي: لا أفضل الكتابة على الكومبيوتر فلولا بريدي الإلكتروني لما دخلت على شبكة الإنترنت.

ويضيف: مذكراتي لا أحب أن أنشرها أمام الملأ ليقرأها الجميع، ربما إن صادفتني مشكلة أعرضها على من هم أكبر مني سناً وأكثر مني خبرة في الحياة.

ويستغرب خالد كتابة المذكرات بهذه الطريقة، ويذكر أن المذكرات إن لم تكتب بالورقة والقلم في دفتر وإشارات وعلامات، تفقد حسها وجمالها وهذا ما جلعني لا أفضل الكتابة على الإنترنت ليس من خلال هذه المساحات فقط بل حتى المنتديات وغرفة الدردشة في المواقع.

ويعلق خالد ضاحكا: الكثير من أصدقائي ينعتني بـ«عدو التكنولوجيا» وليست في الحقيقة كذلك، فأنا أدخل إلى البريد الإلكتروني بشكل مستمر وأعتمد عليه كثيراً في أغلب مراسلاتي.