مطالب بتغيير لون «المريول» المدرسي إلى «الأخضر» لون الوطن

صامد أمام رياح التغيير والعولمة

TT

مع بداية كل عام دراسي جديد تكرر طالبات المدارس الحكومية لسؤال ظل متواتراً لعقود من الزمان: هل حان وقت تغيير المريول المدرسي؟ إلا أن الإجابة بالنفي تبقى صامدة في وجه جميع الشائعات من مشارق السعودية ومغاربها.

هذا العام أطلت تلك الأقاويل بقوة خاصة مع الدخول في حقبة جديدة وانقضاء فترة المهلة المعطاة للتجار المعترضين منذ أكثر من عامين على مبدأ تغيير ألوان الزي والتي ستكبلهم خسارة فادحة ـ حسب ادعاءاتهم وبدأت العديد من الطالبات بنسج أحلامهن حول مرايل مشعة بألوان الربيع من اخضر واصفر وزهري إلا أن جدران محلات المرايل ومحلات الخياطة التي اكتسحت بالألوان الداكنة الرمادية والكحلية مرة أخرى بددت أحلام التغيير وأعلنت انتصار تلك الألوان على مر عصور التعليم في السعودية.

ولم تخف أكثر من 50 طالبة شملها استطلاع للرأي اجرته «الشرق الاوسط» حول الزي المدرسي كراهيتهن للألوان الكئيبة للزي المدرسي واندهاشهن من محبة المسؤولين في وزارة التعليم للون الرمادي مما حدا بهم إلى تكراره في مرحلتين دراسيتين مختلفتين.

واتفق الجميع على المطالبة بتغيير لون الزي الحالي إلى اللون الأخضر الذي يمثل اللون الوطني السعودي وتغيير الموديل كذلك بدلا من القطعة الواحدة ليشمل قطعتين كما هو معمول به في المدارس الأهلية، وشددن على مطالبتهن بتوحيد لون الزي المدرسي في جميع مناطق المملكة.وتعتمد المنطقة الوسطى وعدد من المناطق اللون الرمادي للابتدائي واللون الكحلي للمتوسط واللون الرمادي مرة أخرى للثانوي مع أن بعض المدارس لا تزال تعتمد اللون البني للثانوي كما هو معمول به منذ أكثر من 20 سنة حين كان اللون الكحلي للابتدائي والرمادي للمتوسط. وتستثنى من تلك الألوان الداكنة المنطقة الغربية مراعاة للأحوال الجوية هناك فتلونت المرايل بالألوان الزاهية فاللون السماوي للابتدائي واللون الزهري للمتوسط والأصفر للثانوي. والطريف في الأمر أن لون الزي ليس محل الاختلاف الوحيد بين مدارس المناطق التعليمية المتحدة في كل شيء خاصة تطبيق قرارات وزارة التربية والتعليم المعتدلة. بل تتفاوت كذلك فيما يتعلق بتصميم أو موديل الزي المدرسي ما بين التشديد الذي يمنع الفتحات الأمامية ويحرم الألوان المغايرة حتى لو كانت مجرد ألوان خيوط «مكرة» الخياطة ويعرض من تقوم بذلك لكتابة التعهد ولفت للنظر، وما بين التساهل الكلي وتقبل كل شيء في الزي المدرسي مما حول بعض المرايل الى فساتين مناسبات مزركشة ولكن بلون واحد. ورغم كل صيحات الموضة على مر العصور والتي طالت كل شيء إلا أن الزي المدرسي الذي يتم توزيعه على الطالبات حال تسجيلهن في مرحلة جديدة ظل صامدا في وجه التغيير. خاصة مع إصدار العديد من التعاميم والقرارات بحق من تحاول تغيير الموديل المعمول به منذ بدايات التعليم في السعودية. وذلك ما جعل من ذلك الموديل موضعاً دائما لتهكم الطالبات وانتقاد من تلتزم به حيث تصفه العديد منهن بالموديل الأثري أو مريول العصر الماضي.