و«جدان» قتيلة انفجار الوشم .. والدتها تشتري لها لوازم مدرسية بالخطأ

TT

سنة وخمسة أشهر ومدرسة الابناء التابعة لوزارة الدفاع بالرياض تكون قد ودعت المقعد الدراسي للطفلة وجدان ناصر الكندري، ذات الـ12 ربيعا بالصف الخامس الابتدائي، ذلك المقعد الخشبي الذي كانت تتسابق لحصوله بالأمس قد جلست عليه اليوم طالبة أخرى تصغرها سنة لا تعرف من وجدان الا اسمها. وجدان الطفلة الشهيدة التي ودعت روحها الحياة اثر الانفجار الدامي الذي حصل بالوشم ظهر يوم الأربعاء21 أبريل (نيسان) 2004م التي كانت تقطن سكنا يقع خلف مبنى الأمن العام بمدينة الرياض مباشرة، تركت ذكرياتها في كل ركن من أركان بيتها ومدرستها، ما زالت دميتها وألعابها الأخرى كالأونو والمكعبات محتفظة بمكانها في خزانة والدتها لتنشط ذاكرتها التي بدأت تضعف. صباح كل يوم تفتح والدتها وهي أم لعشرة من الأبناء خزانة ملا بسها لتضم مريول صغيرتها وجدان ولتشتم رائحتها التي بدأت تختفي شيئا فشيئا تقول «ما زلت محتفظة بحذائها وحقيبتها الرمادية التي كانت تعلقها على ظهرها وأدواتها المدرسية وعباءتها السوداء». لا تستطيع أن ترمي حاجاتها الصغيرة تلك لأنها كما تقول «عندما القي بها في سلة المهملات أكون قد ألقيت بوجدان حبيبتي». اليوم وكل طلاب المدرسة يستعدون لها بشراء لوازمهم وأغراضهم المدرسية ويزورون القرطاسيات المدرسية كل يوم، تشاركهم وجدان هي الأخرى وتشتري لوازمها دون أن يحق لها الاختيار، تقول والدتها «بالخطأ اشتريت لها لوازم مدرسية فهي ما زالت حية بذاكرتي، تصغرها أختها روان بسنة، وهما متشابهتان كثيرا خاصة في حجميهما، لذلك كما تقول والدتهما» بينما كنت اشتري مريول الصغرى اخترت مريولا آخر لوجدان حتى أذكر أنني قلت للبائع أنها تكبرها بقليل وأشرت إليه بيدي مقدار هكذا شبرا، ولكنها أفاقت فجأة وهي تسمع صراخ وضحكات الصغار بالسوق. أفاقت إلى الواقع المرير وعيناها تبحثان عن فلذة كبدها وجدان التي اختطفها الإرهاب بينما كانت تداعب حمامتها مع أخيها عبد العزيز أو كما كانت تناديه «عزوزي» ذي السنتين والنصف. تتنهد ثم تقول بصوت تخنقه دموع أم رءوم «فسحتها من عصير وساندويتش كانت توزعه لصديقاتها، كانت تجمع مصروفها الدراسي اليومي لتقيم حفلة نهاية الأسبوع وتشتري الحلويات والهدايا وتغلفها بطريقتها الخاصة لتوزعه لأطفال العائلة» وتتابع وكلها ألم «كلما أرى صديقاتها أقول كانت ستكون بطولهن وبعمرهن» وتضيف وهي تبكي «الجميع افتقدها.. الجميع».