55 مليون دفتر تضخ في السوق السعودي.. و276 مليون دولار حجم الإنفاق على الأدوات المدرسية سنويا

TT

جاء موعد التزاحم عند المكتبات وموسم الاقبال الكبير على شراء اللوازم المدرسية، وكالمعتاد انتظر اغلبية المتسوقين حتى قبل موعد الدراسة بأيام قليلة ثم اقبل التراكض على المكتبات، والاسواق عامة، لكي يشتروا الادوات المدرسية.

ومع اقتراب انضمام ما يقارب 5 ملايين طالب وطالبة للمدارس للعام الدراسي الجديد، شهدت المطارات حركة سفر عودة المسافرين بعد قضاء اجازاتهم في الخارج، وشهدت الطرق كذلك حركة تنقل بين مدن السعودية، ثم بدأ التبضع وجاء التزاحم مع اقتراب موعد الدراسة.. يقول محمد الحارثي: لقد استمررت في تأجيل عملية الذهاب للتسوق مع ابنائي لشراء اغراض المدارس، لان الجو حار وانا اكره زحام السيارات، واعود من العمل مجهدا ويلح ابنائي عليّ كي آخذهم الى السوق، لكن كنت اعتذر دائما بأني مجهد واحتاج للراحة.. ويضيف: اما الآن فلم يعد هناك مجال للتأخير، فلم اجد بدا من التسوق، واخترت ان اكون في السوق بعد صلاة العشاء لأن الجو الطف في المساء، غير ان تزاحم السيارات يجهدني كثيرا، لذلك افضل ان اذهب للتسوق مع ابنائي والتنقل بين الاسواق بسيارة اجرة من ان اقود سيارتي في الزحام.

أما سالم الحارثي، فإنه انتظر حتى قبل موعد الدراسة بأيام للتسوق لاعتقاده ان افضل ما يعرض لدى المكتبات يكون في هذا الوقت، وقال: انا لا احب الزحام، لكني متعود عليه كل عام، والابناء لا يترددون في اخذي من مكتبة لمكتبة ومن سوق لسوق، خاصة البنات، فهن لا يشترين كل ما يرغبن من سوق واحد او من مكتبة واحدة. والتسوق في اول السنة لا يكفي، فخلال الشهر الاول من بدء الدراسة تتوالى طلبات المدرسين والمدرسات، وهكذا اواصل رحلة الذهاب من مكتبة الى اخرى ومن سوق الى آخر، لاستيفاء طلبات الابناء.

ونشط البيع لدى المكتبات بعد ان شهدت فترة كساد خلال فترة الاجازة الصيفية، وبدأ التنافس المعتاد في عرض المستلزمات المدرسية في ما بين المكتبات، وبين المكتبات والمراكز التجارية، التي دخلت معهم السوق وأخذت في منافستهم.

وتمثل الأسواق الشعبية منافسا جيدا للمكاتب الكبيرة، مثل مكتبتي جرير و مرزا، وذلك لعرضها نفس المتطلبات المدرسية وبأسعار معقولة، لكن ليس بالضرورة بأن تكون جميعها بنفس الجودة، الا انها تفي باحتياجات ذوي الدخل البسيط، لا سيما ان بعض الأسر لديها عدة ابناء.

وتسوق كذلك المراكز الشعبية، والسوبرماركتات وارصفة بعض المساجد جانبا من مستلزمات المدارس، مثل الدفاتر،الحقائب المدرسية، والمستلزمات الخفيفة، مثل الاقلام والمساطر وعلب الهندسة وبأسعار منافسة، مما دفع بعض المكتبات الكبيرة على ان تقدم تخفيضات لزبائنها.

يقول عبد الله العتيبي، مستثمر في سوق القرطاسية والادوات المدرسية: ان المحلات التجارية الشعبية تعتبر منافسا للمكتبات وتستعرض لوازم مدرسية رخيصة وبعضها من النوع الرديء ولا تدوم طويلا عند الطلبة، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، ادوات الهندسة، والدباسات، واقلام التلاوين والاقلام الجافة، واقلام الرصاص، وبعض الاصماغ، وانواع مختلفة من «البرايات».

وتلقى تجارة المستلزمات المدرسية اقبالا كبيرا ونموا واسعا عاما بعد عام، فتعددت انواعها واصنافها، ودخلت في صناعتها، الصناعة الجيدة المكلفة، والرخيصة المنافسة، واهتم بها كثير من المستثمرين.

ويبين العتيبي، ان بعض المكتبات الكبيرة لديها مصانع خاصة بالأدوات المدرسية تعمل خارج السعودية. واغلب ما تكون تلك المصانع في الصين واندونيسيا.. مضيفا: انه ربما تعلل اسباب الاستثمار في المستلزمات المدرسية خارج السعودية الى قلة تكلفة انشاء مصانع لهذا النوع من الصناعة في جنوب شرق آسيا، رخص الأيدي العاملة، وتوفر المواد الخام. وقدر العتيبي نسبة ما يصنع من المواد المدرسية في السعودية بأقل من 10 في المائة، وما تبقى يعتبر مستوردا.

من ناحية اخرى. أوضح عبد العزيز ميرزا، رئيس قطاع المكتبات والقرطاسيات بالسعودية، أن عدد الدفاتر التي تم ضخها على منافذ البيع في هذا الموسم، تتجاوز 55 مليون دفتر، جلبت من بعض دول آسيا، وبخاصة الصين واندونيسيا وبعض دول اوروبا، كما طالب ميرزا وزارة التربية والتعليم، بضرورة تعميم أقلام الخط لتساعد الطلاب على تحسين خطوطهم.

وتعتبر اللوازم المدرسية مكلفة، لكنها تبقى مستلزمات لا بد منها، لا سيما ما يعرف بتوحيد لون مراييل الطالبات، ومع تباين الارقام حول انفاق الطلبة كل عام على الادوات المدرسية، الا ان العتيبي قدر ان متوسط انفاق الطالب كل عام لاحتياجات الفصلين الدراسيين يصل الى 200 ريال سعودي، فيكون حجم الانفاق المدرسي على المستلزمات المدرسية، ما يقارب مليار ريال سعودي سنويا 276 مليون دولار.