اختصاصية تؤكد: تلك السلع تسبب أمراضا جلدية خطيرة

«أبو ريالين» تستنسخ الأدوات المدرسية

TT

استعدت أرصفة شوارع المدن لاستقبال المدرسة على طريقتها، بسطات كالقرطاسية مفروشة على الأرض لبيع جميع لوازم المدرسة وبأسعار لا تتجاوز الـ 10 ريالات. شبان يبيعون بين صفوف السيارات المنتظرة أمام إحدى الإشارات المرورية الضوئية مقلمية بمحتواها من أقلام ومبراة وممحاة. ويسبق صوت البائعين في الأكشاك أو تلك البسطات صوت محلات «أبو ريالين» الذي يصدح معلنا بدء موسم الدراسة ويصرخ البائع بالسماعات المكبرة «هنا كل شيء بريالين»، «على عشرة» «على خمسة»، ويتزاحم الناس على هذه المحلات التي تملأ شوارع جدة ويشتري كل طالب ما يريده بسعر لا يتجاوز الـ 50 ريالا بدءاً من قلم الرصاص حتى الحقيبة. الأدوات المدرسية ولوازمها في محلات «أبو ريالين» صناعتها صينية أو تايوانية مقلدة لماركات عالمية، فقد تشتري حقيبة للشخصية الكرتونية المفضلة لدى ابنك بـ 180 ريالا من القرطاسيات المعروفة لكن يمكن أن تجدها هنا بـ 10 ريالات!!. يعلق محمد بنّه صاحب محلات «جديد في جديد» بالبوادي «محلاتنا جاءت لتحل مشكلة قديمة كانت تتردد كثيرا وهي (لا أذهب إلى المدرسة لأني لا أستطيع شراء متطلباتها)»، ويضيف «وإذا كانت أدواتنا مقلدة هناك من يقتنيها ويتفوق، وعلى النقيض هناك من يشتري أفضل الماركات العالمية والأوروبية ولكنه يفشل في دراسته». وإذا حسبها البنّه من جهة أن المهم هو التحصيل الدراسي فهناك من يرى أن البضائع الرخيصة قد تسبب أضرارا صحية لأنها تصنع من مخلفات ومواد بدائية وأولية جدا وهذا سبب تدني أسعارها بشكل كبير، هذا الاتجاه تؤكده البروفيسور الدكتورة أحلام عبد اللطيف فهمي أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم بمستشفى بخش، وتضيف موضحة أهمية الجلد لارتباطه بطريقة مباشرة بتلك اللوازم المدرسية «انه يمثل جهاز المناعة الأول والحماية للجسم فبتعرضه لأدوات كيماوية ضارة ستسبب له التهابات وحساسية وبقعاً وتشققات قد تتطور على المدى البعيد الى سرطان الجلد، كل ذلك بسبب المواد الأولية التي تصنع منها تلك الأدوات والتي عادة ما تكون مجهولة»، وتتابع فهمي «والضرر يتضاعف للأشخاص المصابين بالأكزيما أو من لديهم حساسية مزمنة، فبسبب السعر الزهيد قد يعالج الشخص نفسه من مرض طوال حياته». ويتذمر صبري كثيري المدير التنفيذي في الشرق الأوسط لشركة «نيو بوي» من السلع المقلدة لماركتهم، خاصة من تلك التي تصل نسبة التقليد بها من حيث الشكل والتصميم إلى 90%، ويقول الكثيري للشرق الأوسط «نأسف لوجود مثل هذا الاستنساخ الصيني المقلد لبضائعنا، من قبل ذوي النفوس الضعيفة، لغشهم للأطفال الصغار ببيعهم السلع المقلدة على أساس أنها الأصلية». ويضيف «قمنا من خلال وزارة التجارة بعدة حملات ومداهمات لمن يبيعون المنتجات المستنسخة وأحلناهم للقانون»، ويتابع حديثه «لذلك كثيرا ما نذكر صغارنا بالعلامة التجارية نيو بوي حرصا على سلامتهم». ويؤكد الدكتور عبد العالي إبراهيم مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الغش التجاري بوزارة التجارة والصناعة بالرياض حرص الوزارة على صحة وسلامة المستهلك، ومن باب الحرص تم تعديل مسمى (الإدارة العامة للجودة والنوعية والرقابة) إلى مسمى (الإدارة العامة لمكافحة الغش التجاري) في عام 1421هـ. ويقول عبد العالي «يقوم اعضاء هيئة ضبط الغش التجاري بجولات ميدانية لمراقبة تلك السلع المقلدة لماركات مشهورة والتي تتزايد كل يوم حتى وصلت إلى أكثر من 2000 سلعة مقلدة، ويتم التنسيق مع الجمارك لمنع دخول تلك السلع المغشوشة والمقلدة». ويضيف «السلع المغشوشة تؤخذ عينات منها الى المختبرات لإخضاعها للفحص والتأكد من توفر شروط المواصفات القياسية العالمية وإذا تم التأكد من غشها يحول صاحبها الى القانون لاتخاذ الإجراءات اللازمة من دفع غرامة تصل الى 100 ألف ريال مع السجن والتشهير».