إرهابيو السعودية يعودون إلى الساحة الإعلامية بتقرير منقول عن الصحافة والمنتديات

محمد السويلمي يؤكد ما ذكرته وزارة الداخلية السعودية

TT

عاد تنظيم «القاعدة» في السعودية إلى الظهور الإعلامي مجددا بعد انقطاع استمر لعدة أشهر، وجاءت عودة التنظيم من خلال مجموعة من البيانات المكتوبة والصوتية التي بثها موقع متشدد على الانترنت.

وحوت البيانات تسجيلا صوتيا للمطلوب على قائمة 36 محمد السويلمي، حيث نفى مقتله في مواجهة الدمام، التي دارت في الخامس من الشهر الجاري، وهو الأمر الذي كانت سبقته إليه وزارة الداخلية السعودية، حين أعلنت أن القتيل في المواجهة أحمد السويلمي، وليس المطلوب محمد السويلمي، موضحة أن القتيل شقيق للمطلوب الذي لا يزال البحث عنه جاريا.

ومن خلال سير بيان محمد السويلمي ـ الذي أكد مقربون منه أنه عائد إليه ـ فإنه يشير إلى أنه سجل بعد إعلان وزارة الداخلية عن القتلى، الذي جاء بعد انتهاء المواجهات بيوم، لكن البيان تأخر في الصدور ما فوّت على مسجل البيان أن يشير إلى إيضاح وزارة الداخلية، التي أكدت استنادا إلى تحليل الحمض النووي للقتيل، أنه أحمد السويلمي شقيق محمد الذي كانت الأنباء تتحدث عن وجوده في العراق. وأشار بيان «القاعدة» الأخير، إلى أنها تتحفظ على اسم القتيل الثالث مع وجود إشارة في بيان السويلمي إلى أن القتيل في المواجهة شقيقه أحمد، حين وجه رسالة إلى والديه يدعوهما فيها إلى الصبر.

ولم يجد التنظيم الإرهابي في السعودية مَن يثني عليه بسبب تدني شعبيته، ولهذا وجه ثناء على قائد تنظيم «القاعدة» في العراق أبو مصعب الزرقاوي، حيث أشاد الأخير بالإرهابيين المحاصرين في الدمام في بيان نشر بعد بداية المواجهة بيوم واحد. ويبدو أن تنسيقا متفقا عليه تم بين الإرهابيين في السعودية وأبو مصعب الزرقاوي، حيث أن الأخير أعلن في يوليو (تموز) الماضي، عن مقتل المطلوب على قائمة 26 عبد الله الرشود في العراق، ناعيا إياه، ما جعل مراقبي حركة الإرهاب يرجحون أنها محاولة لتضليل الجهات الأمنية أو أنها محاولة لمداراة التصفيات التي عمد إليها التنظيم الإرهابي في السعودية، إضافة إلى أن العديد من المطلوبين في السعودية جرى إبلاغ ذويهم من قِبل مجهولين في دول مجاورة للعراق بأنهم يقاتلون في العراق أو قتلوا هناك.

وبالعودة لبيان الإرهابيين والبيان الخاص بالسويلمي، فيرجح أن الذي تولى موضوع نشر البيان هو المطلوب محمد السويلمي، لما لديه من دراية في استخدام الحاسب الآلي، إلى جانب أن الموقع الذي نشر البيانات هو الموقع ذاته الذي دأب منذ فترة على نشر بيانات الإرهابيين في العراق، ما يلمح إلى إمكانية أن يكون مصدر بث الشريط تم من خارج السعودية، بحكم التضييق الأمني الذي تمارسه سلطات الأمن السعودية على نشر المواد المتعلقة بالإرهاب، ما أدى إلى سقوط عدد من مسؤولي النشر التابعين للتنظيم الإرهابي. والبيان الأخير الذي حمل اسم «التقرير الإخباري الحادي والعشرون بشأن أحداث الدمام»، فإنه لم يأت بجديد، حيث نقل ما نشرته وسائل الإعلام والمنتديات الالكترونية، لكنه حاول التأكيد على أن الإرهابيين المحاصرين لم يكن معهم سلاح أو متفجرات في محاولة لإيهام الرأي العام بقوة التنظيم الإرهابي مقارنة بعدد رجال الأمن والعتاد الذي استخدموه في مواجهة الإرهابيين.

ووسعت البيانات دائرة المواجهات الإرهابية لتطال دولا عربية أخرى، ما يوحي أن هناك اتجاها لتفعيل الأعمال الإرهابية، حيث تمت الإشارة بالاسم إلى كل من سورية ومصر، اللتين شهدتا في الفترة الأخيرة مواجهات مع عناصر إرهابية مرتبطة بتنظيم «القاعدة».