بعد سلسلة اتهامات داخلية وعالمية: الجمعيات الخيرية في السعودية تسعى لتحسين صورتها

TT

تبذل الجمعيات الخيرية في السعودية أو ما تسمى بجمعيات النفع العام الكثير من الجهود لتحسين صورتها، بعد أن أتهمت بتمويل الإرهاب والمساهمة في بث الافكار الإرهابية التي كان لها دور في تنمية الجماعات الإسلامية المسلحة وكذلك الجماعات الفكرية المتطرفة.

الجمعيات الخيرية في السعودية انشئت منذ زمن بعيد وتقدم الكثير من الخدمات في السعودية وخارجها للمحتاجين وكذلك تدعم الراغبين في الزواج، وكان لها دور بارز في حملات محاربة الفكر التي تقوم بها البلاد، فضلاً عن دورها الرئيسي في تحديد معدلات الفقر وأسبابه نتيجة احتكاكها المباشر بالفقراء وجودها الدائم والمستمر في الأحياء الفقيرة. وعمد عدد من جمعيات النفع العام في الرياض على أن تضع لها مكاتب في الأحياء الراقية وفي المجمعات التجارية تجمع عبرها التبرعات النقدية والعينية.

وتنفذ العديد من النشاطات التطوعية في المجتمع، مثل برامج التعليم والتدريب والتأهيل وتشمل إعداد مربيات الأطفال واستعمال الحاسب الآلي والنسخ على الآلة الكاتبة وتعليم التفصيل والخياطة وتعليم اللغات وتحسين الخط والتعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي ومكافحة الأمية والسكرتارية والفنون التشكيلية والتطريز وتدريب بعض أفراد الأسر التي ترعاها الجمعية على صياغة الذهب والمجوهرات وتشغيلهم بالفرع النسائي لمصانع الذهب المقامة بالتعاون مع بعض الجمعيات النسائية ومصانع الذهب، إضافة إلى برامج الرعاية الصحية المتمثلة في توفير المستوصفات والعيادات الطبية وإجراء عمليات القلب المفتوح وعيادات مكافحة التدخين والصيدليات ومراكز العلاج الطبيعي ودورات الإسعاف الأولي وخدمة نزلاء المستشفيات ودعم لجان أصدقاء المرضى وتأمين السكن الصحي للمرضى ومرافقيهم، إلى جانب التوعية الصحية والمشاركة في أسبوع النظافة والمناسبات الصحية الأخرى.

وتعتبر رعاية المعاقين وكبار السن من ضمن اهتمامات الجمعيات الخيرية حيث توفر مراكز ودورا إيوائية وأخرى للتعليم الخاص ولتعليم التفصيل والخياطة إلى جانب إنشاء مشاغل خاصة لتأهيل المعاقات بالإضافة إلى تأمين الأجهزة الطبية لبعض المعاقين. وتشمل برامج الجمعيات الخيرية الأنشطة الثقافية مثل تحفيظ القرآن الكريم وإقامة المكتبات العامة والندوات والمحاضرات والأمسيات الدينية والثقافية بالإضافة إلى نشر وطبع الكتب ونشرات التوعية واللوحات الإرشادية. وفي ما يختص برعاية المرافق والخدمات العامة فيولي عدد من الجمعيات الخيرية اهتماماً بإنشاء المساجد وترميمها، إضافة إلى العناية بالمقابر ومغاسل الموتى، ومن الخدمات الجديدة التي طرأت تنظيم حملات التبرع بالدم وتأمين الماء وشبكاته وتوفير نقل المرضى والمصابين والطالبات.

وتشمل نشاطات العمل الخيري والتطوعي تقديم أنواع من المساعدات النقدية والعينية والطارئة والموسمية ومساعدة المرضى والمعسرين وراغبي الزواج وأسر السجناء والمعاقين وغير ذلك، هذا بالإضافة إلى مشروع كافل اليتيم وخدمات الأربطة ودور الضيافة لإيواء الحالات الطارئة الناجمة عن حوادث الطرق وغيرها، فمن خلال مواقع الإنترنت التي أنشأتها كل جمعية باسمها، أخذت تشرح تفاصيل أهدافها والتعريف بها وما تقوم به من أعمال تنموية.

وتعد الرقابة على الجمعيات الخيرية من أشد أنوع المراقبة وأحرصها مواكبة لحرص الدولة على اجتثاث الإرهاب وإغلاق مؤسسة الحرمين الخيرية كان إثباتا لذلك، وخاصة بعد الأحداث الأخيرة في السعودية واستغلال بعض الجمعيات للصلاحيات المتاحة لها.

ويبلغ عدد الجمعيات الخيرية أكثر من 215 جمعية منها 23 جمعية نسائية ووصل عدد أعضائها الى نحو 30 ألف عضو 2500 منهم من النساء في حين يبلغ عدد العاملين والعاملات بها أكثر من 6 آلاف موظف وتزيد مصروفاتها عن 685 مليون ريال.