فاتن السويلم: تكلفة تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة مرتفعة ونعاني من ضعف الدعم

مخاوف من تسرب العاملات إلى القطاع الحكومي

TT

اكدت مديرة أحد المراكز المتخصصة في مجال تأهيل وتدريب المعاقين، عن معاناة العديد من المراكز العاملة في هذا المجال في ايجاد مصادر دعم لها لتغطية التكلفة العالية لتأهيل مثل هذه الحالات الخاصة، علما بأنها لا تمنح أي مساعدات مالية من الجهات ذات الاختصاص، مما يؤثر سلبا على ميزانيتها.

وعزت فاتن بنت عبد العزيز السويلم مديرة مركز المئوية لذوي الاحتياجات الخاصة لـ«الشرق الأوسط»، ارتفاع تكلفة التأهيل لمثل هذا النوع من الحالات لكون أن تأهيل الطفل الخاص يحتاج إلى فريق عمل متكامل (أخصائية نفسية، وأخصائية نطق وتخاطب، وأخصائية علاج طبيعي، وأخصائية علاج وظيفي، وأخصائية تغذية، ومعلمة تربية خاصة، ومساعدة معلمة تربية خاصة، ومشرفة تربوية، وطبيبة، وممرضة) بالإضافة إلى الأجهزة والأدوات الطبية المساعدة لبعض حالات الإعاقات الحركية، إلى جانب احتياجاتهم إلى عدد كبير من عاملات النظافة والحاضنات للحرص على نظافة المبنى ومرافقه منطلق الحرص على سلامة وصحة الأطفال.

وأبدت السويلم قلقها لبعض المشاكل التي تواجهها في المركز مثل تسرب الموظفات للقطاع الحكومي، حيث لا يوجد استقرار لديهن لكونهن يعتبرن القطاع الخاص محطة انتظار، وعدم وجود دعم مادي من الجهات ذات الاختصاص أسوة بالمدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم، اضافة الى عدم وجود مبان مهيأة لذوي الإعاقات، حيث يقع على عاتق صاحب المركز عبء تهيئة المبنى المستأجر ليفي باحتياجات هؤلاء الأطفال.

وأكدت السويلم على أن نجاح مثل هذه المراكز المتخصصة وبرامجها، يعتمد بدرجة كبيرة على مدى تعاون أولياء الأمور، منوهة إلى أن الأسرة هي الوعاء الذي يحتوي الطفل فإذا لم يكن هذا الوعاء دافئا مهتما يعمل معنا في نفس الخط حتما لن يجدي التدريب وسيضيع هباء كل ما يبذل من أجل هذا الطفل.

وتابعت السويلم قائلة: «لذلك وضعنا على عاتقنا احتواء أولياء الأمور وبحث مشاكلهم والوصول معهم إلى نقطة التقاء خاصة أن ابتلاءهم عظيم جدا ومن واجبنا تجاههم مواساتهم أولا ثم حثهم على العمل مع أطفالهم ثانيا». مضيفة أن هناك عددا من الأسر كانت في مرحلة الصدمة وعدم تقبل حالات أطفالها، وأنه عند التحاقهم بالمركز وعقد اجتماعات متكررة مع المختصات بالمركز أصبحوا بعون الله أسراً داعمة لأبنائها متفهمة لاحتياجاتهم.

وأشارت فاتن السويلم إلى أن المركز يطبق عدة برامج يتم تقويمها باستمرار وتطويرها لمواكبة أحدث ما يطبق في العالم وفق عاداتنا وتقاليدنا وتتمثل في برنامج التواصل والنطق والتخاطب، وبرنامج الاستثارة الحسية، والبرنامج التدريبي لمهارات الحياة اليومية والعناية بالذات، وبرنامج تعديل السلوك، وبرنامج ما قبل الأكاديمي، وبرنامج العلاج الطبيعي والوظيفي، والبرنامج التدريبي للإعاقات المزدوجة، وبرنامج التدريب المنزلي (الزيارات المنزلية ـ الأم الزائرة)، وبرنامج التعليم المنظم (خاص بالتوحد)، والأنشطة التربوية (الرحلات والأيام المفتوحة. منوهة إلى أن المركز يستقبل عدة حالات هي: التوحد، ومتلازمات الإعاقة العقلية، والإعاقة الحركية، وحالات الشلل الدماغي، والإعاقات المزدوجة (سمعي وعقلي، حركي وعقلي)، وفرط النشاط الحركي وضعف التركيز والانتباه، والإعاقة السمعية. بينما يعتذر المركز عن قبول الأطفال ذوي القدرات العقلية الطبيعية والذين يعانون في نفس الوقت من ضعف سمع أو مشكلة حركية لأن من حق هؤلاء الأطفال الانضمام إلى المدارس العادية.

وتشير فاتن بنت عبد العزيز السويلم مديرة مركز المئوية لذوي الاحتياجات الخاصة، الى أن تجربتها في تأسيس هذا المركز الذي بدأ بعدد محدود من الأطفال (17طفلا) يعانون من حالات التوحد والإعاقة العقلية، لم تكن سهلة، حيث تمثلت أهم المشكلات التي واجهتها في توفير الكوادر السعودية المدربة لتأهيل الحالات المختلفة من الإعاقة، وإيجاد المبنى المناسب لهذا المشروع، إضافة إلى مشكلة كسب ثقة أولياء الأمور لتسجيل أبنائهم بالمركز نظرا لكونه حديث التأسيس. مؤكدة أنها استطاعت بالتصميم والإرادة والحنكة ومساعدة الفريق التربوي الذي بدأ العمل معها من تخطي العقبات والصعاب والتغلب على جميع المشكلات التي واجهتها في بداية هذا المشوار. حيث بدأ عدد الملتحقين بالمركز يتزايد عاما بعد عام حتى بلغ حاليا 68 طفلا بينهم 25 طفلا في قسم التوحد و43 طفلا في قسم الإعاقة العقلية.

وبينت أن ما بذل من جهد في هذا الجانب جاء من خلال دقة البرامج المعدة والمهارة في تنفيذها، بالإضافة إلى الحب والرعاية والحنان والاهتمام الذي يجده الطفل من جميع العاملين بالمركز.