وزيرة الثقافة اليابانية: السعوديات نشيطات ويملكن إرادة قوية ورغبة لتوظيف طاقاتهن في العمل

TT

«النساء السعوديات نشيطات جدا ويملكن إرادة قوية ورغبة لتوظيف طاقاتهن في العمل»، هذا ما صرحت به لـ«الشرق الأوسط» الدكتورة اتسوكوتوياما وزيرة التربية والثقافة والعلوم في اليابان سابقا ورئيسة المسرح الوطني الجديد باليابان حاليا. واضافت الدكتورة توياما: انها ترى مستقبلا باهرا للمرأة السعودية خاصة وان الحكومة السعودية تفكر في مستقبل الشعب.

جرى ذلك في إطار ندوة «تحديث المجتمع مع المحافظة على العادات والتقاليد الاجتماعية التجربة اليابانية»، والتي نظمتها جمعية النهضة النسائية الخيرية بالتعاون مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والسفارة اليابانية بالرياض بمناسبة مرور أكثر من 50 عاما على العلاقات الرسمية بين السعودية واليابان وافتتحتها الأميرة موضي بنت خالد بن عبد العزيز الأمينة العامة لجمعية النهضة النسائية الخيرية فيما تولت الدكتورة سعاد المانع أستاذة الأدب العربي بجامعة الملك سعود التعقيب والتقديم.

وحول سبب إقامة هذه الندوة واختيار هذا الموضوع تحديدا أوضحت الدكتورة توياما لـ«الشرق الأوسط» انه من خلال إلمامها البسيط بالسعودية وجدت الكثير من أوجه التشابه والاختلاف بين المرأة السعودية واليابانية، ونظرا لوجود اتفاقات بين الحكومتين حول التبادل الثقافي والتجاري وإرسال وفود ثقافية للتعرف على الثقافات والحضارات المختلفة وفهمها وفهم الاختلافات بينها ولكون اليابان تملك تاريخا عريقا من العادات والتقاليد والذي لم يتعارض مع الاستفادة من الحضارة الحديثة، فقد رأت الحكومة اليابانية انه من المهم عمل حوارات مع البلدان الأخرى وتقاليدها وكيفية محافظتها على تراثها وثقافتها، ذلك بالإضافة إلى السعي لتطوير المجتمع.

وكان هذا هو محور الندوة الأساسي: تحديث المجتمع مع المحافظة على العادات والتقاليد الاجتماعية، حيث أردنا إطلاع السعوديين على تجربة اليابان والنساء اليابانيات على مدار التاريخ وكيف تغلبنا على الصعوبات بعد الحرب العالمية الثانية، وكذلك إطلاع النساء السعوديات على تجربة اليابان في تحديث المجتمع مع المحافظة على العادات والتقاليد الاجتماعية لعلهن يجدن في تجربتنا الانسجام والفائدة.

واضافت د. توياما أن السعودية تمثل رمز الإسلام، وهذا أعطاها تاريخا طويلا وتراثا مميزا بالغ الأهمية لتعريف العالم بالإسلام وكذلك طريقة الحياة السعودية خاصة وأنها تعد احد الدول الغنية والمهمة لوجود البترول أيضا وذلك ما جعلها محط أنظار الكثيرين واليابان ممتنة جدا للسعوديين والحكومة السعودية لاعطائها فرصة التبادل التجاري كمصدر مهم. وبالإضافة لذلك فمهمتنا هي فهم بعضنا البعض وأوجه التشابه والاختلاف واحترام ثقافة وتقاليد الآخر وإيجاد فرص التعاون مع بعضنا بعضا وتعميق معرفتنا ببعضنا. وهذه هي الزيارة الثالثة لبعثة التبادل الثقافي والحوار بين اليابان والشرق الاوسط التي تعنى بهذا الشأن.

وفي الإطار نفسه للندوة قدمت د. توياما رسالة للمرأة السعودية من خلال طرح الندوة لمحورين أساسين حياة المرأة في الماضي والحاضر مستعرضة العصور التي مرت بها المرأة اليابانية وكيفية تكيفها معها لتتحول بعدها إلى ما حدث لليابان بعد الحرب العالمية الثانية وانطلاقة النهضة اليابانية الحديثة وفتح الآفاق للمرأة اليابانية متناولة التغيرات التي طرأت في المجتمع. والمحور الآخر تجربتها الشخصية كإحدى النساء الأُول الملتحقات بالجامعة والمتقلدات المناصب العليا في التعليم، وأول سفيرة يابانية كسفيرة لليابان لدى تركيا.