عمليات احتيال على خليجيين بـ15 مليون دولار سنويا مقابل إرجاع المقاتلين من العراق

TT

تعرض سعوديون يوجد ابناؤهم في العراقية لعمليات نصب واحتيال من قبل عراقيين مقيمين في الأردن وسورية بحجة إعطائهم معلومات عن أبنائهم الموجودين هناك.

وقدرت مصادر أمنية حجم الأموال المكتسبة عن طريق الاحتيال على الخليجيين تجاوزت الـ15 مليون دولار سنويا. وكشف شقيق أحد المطلوبين على قائمة 36 أنه تعرض لعمليات نصب واحتيال من قبل مجموعة من العراقيين الذين يترددون على سورية، مبينا أنهم اتصلوا به بعد اختفاء أخيه بنحو أسبوعين وأبلغوه أنه موجود في العراق بغرض القتال، مضيفين أنه في حال جدت معلومات سيتصلون به.وأضاف أنهم بعد نحو 10 أيام من اتصالهم الأول طلبوا منه أن يقابلهم في سورية وبادر شقيق المطلوب بإبلاغ السلطات الأمنية المحلية بالتطورات التي أعلمته كما يذكر بأن المعلومات المتوفرة لديها تشير إلى أن المطلوب لا يزال في السعودية لكنهم لم يمانعوا من مقابلة العراقيين المدعين على أن يخبرهم بفحوى حديثه معهم.وبين شقيق المطلوب أنه التقى ثلاثة عراقيين في إحدى ضواحي الشام بعد أن تغير مكان وزمان اللقاء أكثر من مرة، مفيدا أنهم ابلغوه بتفاصيل دقيقة عن شقيقه المطلوب من الناحية الشكلية والعائلية ما جعله يثق في كلامهم وأخبروه أن أخاه في حاجة للمال لكنه رفض إعطاءهم شيئا محملا إياهم رسالة مفادها أن المال سيكون مقابل عودته ليطلب العراقيون منه مهلة لايصال الرسالة.

وبعد نحو أسبوع أبلغوه أن أخاه في طور مراجعة نفسه بشأن العودة ليخبروه بعدها بأيام أنه قرر العودة لكنه في حاجة إلى مبلغ يزيد عن 10 آلاف دولار لدفع مستحقات مالية مترتبة عليه من إقامته هناك، وبعد جدل دفع شقيق المطلوب نحو ألفي دولار مقابل تسهيل عودة أخيه إلى سورية ومنها إلى السعودية.

وتفاجأ شقيق المطلوب لاحقا أن المعلومات التي كانت تعطى له كاذبة حيث اتضح أن أخاه لا يزال موجودا في السعودية ولم يغادرها وأنه أحد قتلى المواجهات الأخيرة مستغربا في الوقت ذاته دقة المعلومات التي كانت لدى الجماعة المحتالة.

ويضيف أن العراقيين ابلغوه أن سعوديين وخليجيين دفعوا أموالا مقابل محاولة إقناع الذاهبين إلى العراق بالعودة إلى بلدانهم، مؤكدا أنهم في سياق محاولاتهم إقناعه بدفع المبلغ المالي السابق وأطلعوه على العديد من العملات المالية الخليجية التي دفعها ذوو المقاتلين.

ويفيد أن عراقيا في مجموعة الاحتيال عرض عليه أن يرفع المبلغ المالي مقابل تنفيذ عملية يختطف على أثرها أخيه ويسلم إليه وأن يكون تسليم المال مقابل تسليمهم شقيقه لكنه توجس من نواياهم.

وبحسب مصادر أمنية فإن بلاغات عن مفقودين يتوقع ذهابهم إلى العراق اعلم اسرهم من جانب عراقيين أنهم موجودون في العراق بقصد القتال وأن هناك ضرورة للقاء ذويهم في الأردن أو سورية.

وزادت أن الغالب في مثل هذه الحالات ممارسة نوع من الاحتيال على ذوي المتوجهين إلى العراق حيث يتم الاتصال بهم بشكل مستمر وممارسة نوع من الضغط عليهم بحجة أن ابنهم يرغب بالعودة ولا مال لديه أو أنه مقبوض عليه في أحد السجون وأنهم بحاجة إلى المال لدفع رشوة لإخراجه ثم إعادته أو أنه في يد مليشيا مسلحة تهدد بقتله ما لم تدفع أسرته فدية لإنقاذه وغيرها من أساليب الاحتيال التي لم يتعود عليها المجتمع السعودي أو الخليجي مبينة أن هذه الأعمال تدار بشكل محترف من قبل عصابات منظمة لها صلة بالجماعات الإرهابية في العراق والسعودية وأن المقصد النهائي توفير الأموال للإرهابيين ومن يتصل بهم.