السعوديون يستعيدون موروثهم الشعبي في يومهم الوطني

TT

تستعيد ذاكرة السعوديين في يومهم الوطني موروثاتهم الشعبية في خطوة لاستعادة شيء من ماضيهم العريق، بالاضافة إلى مفرداته ورموزه الشعبية، بدءا من: الموقع الجغرافي، تاريخ النشأة، السكان الأصليين، الحياة العامة، التجارة، المواصلات، المهن، الملابس التقليدية، طراز البيوت الشعبية، طقوس الاحتفال بالزواج والمواليد والمأكولات الشعبية والأمثال، وتراث أصيل وماض عريق وإن انتهى زمنه في حكم التاريخ إلا أن ذكرى ميلاد الوطن تأتي لتحييه شامخا في وجه الحاضر المشرق وباعثا للمستقبل بكل أمل واعد. وتزخر المنطقة الغربية يتنوع هائل من العادات والتقاليد ومزيج من الثقافات نظرا لمكانتها الدينية، حيث تضم الحرمين الشريفين ويزورها سنويا آلاف القاصدين بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم، ويمتد تاريخها لمئات السنين، وكانت المواصلات فيها تعتمد على الخيل والجمال والكرو (الفيتون والصهاريج ومن أشهرها صهاريج المشاط و أبو درج في مكة المكرمة) وكانت مدن الغربية تضاء بالفوانيس والأتاريك والقمريات.

ويعمل أهلها في أنشطة متنوعة فمنهم البناءون والسبحة الذين يصنعون السبح من المرجان الأسود والطوافة، والعطارون والصاغة والقماشون وغيرهم، وقد اهتموا بالتعليم في الكتاتيب.

وكانوا يسكنون في مساكن شعبية تتميز بالرواشين وتنقسم إلى الدهليز والمقعد والديوان والجلا والمجلس، وكانوا يهتمون بالعروس في تجهيز أثاثها بالدبش والاحتفال بها في ليلة الدخلة. أما ملابسهم فهي متشابهة بين سكان المنطقة حيث يرتدي الرجال الملابس ا لداخلية التي تتكون من (العراقية) وهي البديل للفانيلة والسروال المصنوع من قماش البفتة البيضاء، وملابس السيدات تتكون من الزبون والكرته والمحرمة والمدورة والصديرية والسروال والجاما ولهم من الفلكلور والألعاب الشعبية المزمار ولعبة ا لبربر والقال.

ومن أشهر أمثالهم الشعبية (أنا راضي وأنت راضي إيش لك يا قاضي) (إذا صفيت النية لقمة تكفي المية) (الحر من غمزة والحمار من رفسة) المأكولات الشعبية المشهورة في الغربية الدبيازة وتتكون من قمر الدين والسمن والتمر المجفف والخولجان واللوز الحجازي والزبيب والمشمش والسكروكذلك المشبك والسقدانة والصيادية نظرا لوقع مدنها (جدة – ينبع ) على ساحل البحر الأحمر وأرز الزربيان والألماسية والهريسة والبليلة والسليق وغيرها. أما المنطقة الوسطى عاصمة المملكة الرياض فهي من أقدم المناطق التي ارتادها الانسان ليس في الجزيرة فقط وإنما في القارة الآسيوية وتعد تسميتها بالرياض تسمية حديثة لا ذكر لها في كتب التراث الجغرافي وقد قامت على أنقاض مدينة حجر التي كانت تضم قصورا تتخللها حدائق النخيل على ضفاف وادي البطحاء وأطلق عليها اسم الرياض في القرن الثاني عشر وزارها الكثير من الرحالة الانجليز ومنهم وليام بلجريف وحفيدة الشاعر الانجليزي اللورد بايرون.

وقد رسم بلجريف صورة كاملة لمدينة الرياض وحكومتها وسكانها وكل مظاهر الحياة فيها من علمية وسياسية واقتصادية وعمرانية وتخطيطية وسجل ذلك في كتابه ومنه: «يمتد أمامنا واد مقفر واسع ونحن نطل عليه من قمة مرتفع صخري ينساب تدريجيا باتجاهه، هناك تقع العاصمة الكبيرة متوجة بأبراج عالية ومحاطة بأسوار قوية للدفاع ولا يقارن ما شاهدته هنا من جمال بما شاهدته في بلدان سابقة وما تحمله من معادن تاريخية تغني العين والعقل معا». ولأهل الرياض آداب وتقاليد عند تقديم الطعام والشراب في ا لولائم يحترمها الجميع ويتقيد بها ومنها عند تقديم الطعام لا يتقدم الضيوف المدعوون إلى الوليمة حتى يؤذن لهم وبعد الفراغ يقدم للكبار طشت لغسل اليد وعند النهوض من المائدة يقول بعد الحمد لله «أنعم الله عليكم» أو «كثر الله خيركم» ثم يرد الداعي «الله يحييكم، هذه الساعة المباركة». وقد تختلف هذه الألفاظ من منطقة إلى أخرى ومن الأكلات الشعبية الجريش، المرقوق أو الحليج، المطازيز أو مراصيغ غالي، عصيدة المثلوث، القشد، القرصان والمخامير. ومن أمثالهم الشعبية «الرجال مخابر ما هم مناظر» و«الجود من الموجود».

وتأتي حائل عروس الشمال وكان اسمها قبل الاسلام (القرية) حيث ورد في بيوت الشعر القديم وتتميز بالنقوش والرسوم الأثرية التي تعود إلى سبعة آلاف سنة قبل الميلاد الممتدة على واجهات الجبال في مواقع متفرقة وكانت تسكنها قبائل عاد وثمود كما عاش فيها حاتم الطائي والفارس عنترة بن شداد ومن موروثاتها الشعبية في الملابس الثوب العقبة والثوب المخمل واشتهرت حائل بالفلكلور الشعبي الممثل في الدحة والهجيني. ومن أكلاتهم الشعبية كبيبة حائل ومراصيع مالح ومن أمثلتهم «القلب دكان، كل له مكان» و«صقر على مركباته، لا خابت أم جابته».

وتزهو عسير في جنوب المملكة بمدنها أبها البهية، خميس مشيط، محائل، رجال ألمع، وغيرها وتتربع أبها على أعلى قمة وبها العديد من المنتزهات السياحية والصناعات البيئية مثل: تقطير ماء الورد، صناعة الأصواف وبيوت النحل وانتاج العسل والفضيات.

وتتميز عسير بعادات خاصة في الاحتفال بالزواج تبدأـ بالمحاكة والتقدم بطلب يد الفتاة ثم الموافقة والصلح وإقامة مراسيم الزواج بالتشروفة والملكة وتلبس العروس ثوبات أخضر وزرة حول الخصر ومسفع على الرأس ومن أكلاتها التصابيع وفتة تهامة رجال ألمع والرواني ومن أمثالهم الشعبية «من حبني مزعفرة فيحبني مدعفرة» و«إذا كثرت همومك فانسدح». وإلى الشرقية ومن مدنها الاحساء والقطيف والخبر والدمام ومن أبرز مظاهر الحياة الاجتماعية التعاطف والكرم وصلة الأرحام وتتميز ملابسهم الشعبية بالدراعة والثوب المفحح والبخنق والملفع والبريسم ومن ألعابهم لعبة الهول ولعبة طوير الهندي عندك ما عندي والدوامة والفلكلور الشعبي العرضة البحرية والليوة والطنبورة والقريقعان ومن مأكولاتهم الشعبية الأرز الحساوي والأرز المشخول ومن أمثالهم «اللي ما له أول ما له تالي» و«جاك يا مهنا ما تتمنى».