طلاب يصرفون مكافآتهم على شراء الجوالات وتناول وجبات (الفاست فوود)

يرون أنها تغنيهم عن طلب المصروف من الوالدين

TT

لم يكن المعلم خالد الذي يعمل في إحدى مدارس تحفيظ القرآن الكريم في حائل، يعلم أن المكافأة الشهرية لطلاب مدرسته يمكن أن يستفيد منها الطلاب في تسديد فواتير الهاتف الجوال، أو المساعدة في مصاريف الأسرة، أو حتى المساعدة في بناء منزل الأسرة.

لذلك خصص المعلم خالد جزءا من وقت الحصة التي يدرس فيها الطلاب، للسؤال عن كيفية صرف مكافأة الطلاب الشهرية والبالغة 250 ريالا لطلاب المرحلة الابتدائية و500 ريال للمرحلة المتوسطة و600 ريال للمرحلة الثانوية والتي تصرف أحيانا مجتمعة لشهور عديدة، فكانت إجابات الطلاب على غير ما توقع المعلم، فهناك طالب ينتظرها لإعادة الحرارة لهاتف جواله الذي انقطع منذ أسابيع، وآخر يرى أنها قد تساهم في مصاريف الأسرة، خاصة (مقاضي رمضان) وفواتير الكهرباء وغيرهما.

وتخصص وزارة التربية والتعليم جزءا من ميزانيتها لمكافآت طلاب وطالبات تحفيظ القرآن الكريم (كحافز وترغيب في الالتحاق في هذه المدارس)، ويزداد عدد الطلاب الملتحقين في هذه المدارس عاما بعد عام، جلهم من الأسر المتوسطة والفقيرة، والذين يرغبون في تعويد أبنائهم الطلاب على كيفية إدارة مصروفهم الذي يتقاضونه من المدرسة، والبعض الآخر وجد مكافأة هذه المدارس معينا لهم على تكاليف الحياة المعيشية.

ويرى الطالب محمد الشمري أن المكافأة تمثل له حافزا للاعتماد على نفسه والاستقلال عن (ِمنة) والده كما يعتقد، فهو يشتري منها ما يناسبه من الكماليات، خاصة أنه يوفر منها بعض المبالغ ليشتري أحدث الهواتف الجوالة، فيما يرى طالب آخر للمكافأة أنها فرصة جيدة للذهاب مع أصدقائه أيام الخميس والجمعة إلى مطاعم الوجبات السريعة التي بدأت تغزو أحياء حائل بشكل سريع. إلا أن الطالب محمود في الأول الثانوي آثر إلا أن «يعشي أهله ذبيحة»، كنوع من الوفاء لوالديه وأهله.

فيما كان غالبية من الطلاب، خصوصا في المرحلة المتوسطة مهتمين بتأمين أكبر عدد من أشرطة البلايستيشن ولا مانع من شراء واحدة جديدة. إلا أن هناك بعض الطلاب يرى أنه يجب استثمار المكافأة في أمور نافعة كالطالب عبد الإله المذهان الذي بين أنه اشترى نظارة طبية بقيمة 250 ريالاً عوضا عن نظارته القديمة، وهذا حسب رأيه أفضل من شراء الألعاب، وكذلك الطالب سلطان العقيلي في الصف الثاني متوسط لا يحبذ الاهتمام بالألعاب والأمور غير النافعة أيضا فهو يقول إن أمه هذه الأيام تبني بيتا لهم وهو يريد بهذا المبلغ أن يساعدها وان تكون هذه المساعدة على سبيل المفاجأة فهو متأكد أنها ستفرح كثيرا بشعوري تجاهها وليس من أجل المبلغ فقط لأنه مبلغ بسيط.

ووجد بعض المعلمين الذين يعملون في مدارس تحفيظ القرآن فرصة جيدة للمكافأة، لذلك ألحق بعضهم أبناءه في نفس المدرسة التي يدرس فيها، بهدف الاستفادة من المكافأة من جهة وزيادة تحصيل ابنه من العلوم الدينية من جهة أخرى.