حراس المدن الترفيهية والأسواق «شياطين تحرس الجنة»

من وجهة نظر العزاب

TT

يقوم حراس الأمن في بعض المجمعات التجارية ومدن الالعاب بمواجهة جيوش من العزاب الذين يرغبون في الدخول إلى هذه المجمعات والمدن رغبة منهم في ممارسة حياتهم العادية والحصول على نفس القدر من الترفيه والمتعة التي تحصل عليها العائلات التي تكون هذه الأماكن حكراً عليها في أغلب الأوقات هؤلاء الشباب لا يمنعهم من الوقوف مع العائلات على نفس الخط سوى حارس أمن يقف عند البوابة عندما يرى الشاب وليس برفقته امرأة يقول له: ممنوع.

هذه الممنوع تتحول إلى جدل بيزنطي بين الحارس وبين الشاب فالحارس لديه أوامر صريحة من إدارة المجمع أو المدينة الترفيهية بمنع العزاب من الدخول والشاب يحاول الدخول بأي شكل من الأشكال وقد يتطور الامر إلى شخصنة الحوار ونسيان الثقافة السائدة التي ترى في الشاب منفرداً خطراً على العائلة وعلى راحتها بحيث ينحصر الجدل حول شخصية الحارس الذي لا يستجيب لتوسلات الشاب.

محمد الدوسري يعمل حارس أمن في أحد المدن الترفيهية التي تمنع دخول العزاب يقول «أحياناً يصل الأمر إلى التلفظ بألفاظ قبيحة تصل إلى سب الوالدين أو الاستهزاء بي وبعملي وأنني مجرد حارس أمن فاشل».

هذه النوعية من الشباب نعرف أنهم يدخلون المجمع لإزعاج العائلات وليس هدفهم التسوق كما يقول الدوسري الذي يضيف «ما دمت أقف أمام البوابة فأعرف أنني سأواجه الكثير منهم وسأتحمل ما أتعرض له لكن عندما تزيد الأمور عن حدها ويحاول الاعتداء علي بالضرب أتصل بمكتب الأمن بالمجمع أو أتصل بالشرطة». ويضيف ضاحكاً «لولا الشرطة لما استطعنا الاستمرار في العمل».

صالح الحقوي ومحمد منصور يقفان عند البوابة الرئيسية لأحد المجمعات التي تمنع دخول العزاب في عطلة نهاية الأسبوع البارحة، وذلك لصد الشباب من دخول المجمع ويقولان «بعض الشباب يتفهمون عملنا عندما نقول لهم ممنوع ينصرفون أو يقفون بعيداً عن البوابة وبعضهم يقولون لنا سندخل غصباً عنكم وان كانوا قلة لكنهم يسببون لنا قلقاً كبيرا». ويضيف صالح الحقوي «عندما تتأزم الأمور مع بعض الشباب نستنجد بزملائنا لإنقاذ الموقف».

وبين صالح الحقوي حقيقة الأمر بقوله «بعضهم يكون في سيارة فخمة أو يدل وضعه على مكانة اجتماعية مما يزيد من صعوبة التعامل معه كما يزيد من حدة سخريته بنا لكن ماذا أقول هذا عملي وهذه الأوامر؟».

علي الشهراني حارس أمن يعمل في احدى المجمعات الخاصة بالتسوق النسائي يقول «نتلقى كل المضايقات التي يمكن تصورها والتي لا يمكن تصورها وتصل الأمور في بعض الأحيان إلى الضرب تخيل ذلك مع العلم أنني أعمل في موقع لا يدخله إلا النساء فقط».

ويضيف «بعض أرباب العائلات يعتبرون وقوفنا أمام البوابة فقط للمعاكسة مع أننا نمنع دخول الشباب أو وقوفهم أمام البوابة كما أننا ننظم الحركة بحيث لا يقف أحد أمام البوابة ويعرقل حركة السير».

زميله في نفسا لموقع علي العامري يقول «لا أدري كيف يفكر بعض الشباب الذين يعتقدون أننا نحرمهم من الجنة وكأننا نحن السبب في منعهم من الاختلاط بالعائلات لذا تجدهم ينتقمون منا بالضرب أو بالسخرية».

محمد الجويد يعمل في إدارة أحد المجمعات التجارية بالخبر يقول «نمنع دخول العزاب في بعض أيام الأسبوع عندما تكون هناك كثافة من العائلات والسبب أن كثيرا منهم خصوصاً المراهقين يسببون فوضى في المجمع سواء بالصراخ أو إزعاج العائلات بالغزل أو بمضايقتهم في الألعاب التي توجد داخل المجمع».

ويضيف الجويد «من خلال ملاحظتي للمشاكل التي يسببها الشباب داخل المجمعات أنها تزيد في فترة الصيف وخصوصاً من القادمين من خارج المنطقة ففي هذه الفترة نتلقى بلاغات من حراس الأمن في المجمع سواء اعتدوا على رجال الأمن أو سببوا فوضى داخل المجمع بشكل يومي».