«السمبوسك» تدخل باب الغزل العاطفي وتحافظ على صدارة السفرة الرمضانية

عن طريق رسائل الجوال

TT

تشبعت الثقافة الغذائية في رمضان بمجموعة من أسماء الأكلات الشعبية التي تقفز في زيت الذاكرة بمجرد سماع خبر رؤية هلال الشهر الكريم، لتبدأ المطاعم والبوفيهات والمنازل في تغيير قوائمها حسب طبيعة كل منطقة ومدينة سعودية.

وتعتبر «السمبوسك» هي الوجبة الأكثر تصالحا مع مختلف شرائح المجتمع، إذ يبدو المشهد مثيرا لالتقاط صور مشهد الزحام الكبير حول محلات بيع (المقليات) قبل دقائق من سماع مدفع الإفطار، وهو أكثر الأمكنة التي تسمع فيها العبارة الشهيرة (اللهم إني صائم)، عطفا على ما يحدث من خلافات طبيعية نتيجة عدم التقيد بالطابور أو الاستعجال في الحصول على الطلب.

وتلعب «السمبوسك» دورا كبيرا في الثقافة المحكية لدى السعوديين، حتى أنها تسللت بشيء من الطرافة أخيرا عبر رسائل الجوال، التي اعتاد الناس التهنئة من خلالها لأحبائهم وأقربائهم لتجد نفسك تستقبل رسالة تقول: «كل رمضان وأنت سمبوسة قلبي» أو «ليتني سمبوسة على إفطار الغالي».

ويقول عبد الرحمن العلياني، وهو يقف للشراء من أحد محلات «المقليات» في جدة: «رغم أن السمبوسك متوفرة في جدة طوال السنة عكس المناطق الاخرى، غير أن لها طعما آخر اليوم، ثم انها في رمضان تصبح وجبة قومية يأكلها الغني والفقير.. هي بدون شك عروس السفرة الرمضانية».

في المقابل يعتقد محمد الذكير، وهو طالب جامعي أن السمبوسك هي الحل الأمثل لمن يعيش وحده بعيدا عن عائلته «أكمل دراستي الجامعية في جدة، ليس لدي وقت لإعداد وجبة الافطار.. السمبوسك هي عائلتي التي تقاسمني لحظة الافطار. غير أن السمبوسك التي تصنعها والدتي، لا تشبه إطلاقا ما اشتريه من السوق.. سمبوسة أمي غير».

ويظهر جليا تأثير السمبوسك حتى على مصممي الاعلانات الترويجية للمنتجات الاستهلاكية، إذ تتصدر بشكلها (الهرمي) ولونها الذهبي، واجهة الملصقات الورقية والدعائية، وهو ما يعكس رؤية المسوقين حول تأثير السمبوسك على اتخاذ القرارات الشرائية لدى المستهلكين.

فيما تحرص من جهة أخرى السلطات الصحية على التحذير من زيادة الوزن نتيجة الدهون العالية التي تحتويها الوجبات الشعبية، ومنها السمبوسك، التي تتنوع حسب رغبة الناس، فمنها ما هو بالخضار وما هو بالجبن وما هو باللحم أو الدجاج، لكنها تشترك جميعا في نسبة الاشباع العالية من الزيوت عند القلي، لذا شجعت مراكز الحمية وبعض المواقع المتخصصة في التغذية فكرة (الدايت) أو الحمية، بحيث تقدم بدائل تراها منطقية مثل وجبة (السمبوسك الدايت)، وهي وجبة تعتمد على نفس المكونات مع اختلافات في طريقة الطهي بدلا من الزيت توضع في الفرن وهو ما يقلل من عدد السعرات الحرارية في القطعة الواحدة الى حوالي 60 في المائة.

وفي رمضان تتجه بعض مطاعم الوجبات السريعة (الأميركية)، لإدخال السمبوسك كوجبة رئيسية ضمن قائمة أصنافها، بهدف الحفاظ على شرائح معينة من عملائها والتفاعل مع الجو الرمضاني الذي تعيشه المدن السعودية. فيما تتصدر السمبوسك قائمة الوجبات المخصصة لمشروع (إفطار صائم)، الذي تقدمه بعض الجمعيات الخيرية والموسرين في البلاد في المساجد العامة، وهو ما يراه البعض وحدة غذائية بين الشرق والغرب تحت مظلة الهرم الصغير «السمبوسك».