فاتن بندقجي: نريد أن نضع كتابا كدليل مزود بخبراتنا التي حصلنا عليها من تجربتنا

مسابقة «جائزة الإبداع» تجذب النساء العاملات من بيوتهن وتنسى ذوي الاحتياجات الخاصة

TT

امتلأ المعرض الذي يقع في الدور الـ11 من مبنى الغرفة التجارية بجدة لمنتجات يدوية وصلت إلى 300 منتج، قدمتها 130 سيدة وفتاة صنعنها من بيوتهن للاشتراك في مسابقة «جائزة الإبداع» التي نظمها مركز السيدة خديجة بنت خويلد التابع للغرفة التجارية، وتشرف على تقييمها لجنة التحكيم التي يبلغ عددها 11 عضوة متطوعات ومنهن أكاديميات متخصصات في الاقتصاد المنزلي وفنانات تشكيليات وسيدات أعمال يدرن أعمالهن من بيوتهن، ومعظمهن يعملن طوال اليوم من الساعة 8 صباحا حتى الـ9 مساء، كله بهدف نجاح المشروع. ومن بين تلك السيدات السيدة حنان المرشد «أم إبراهيم» في عقدها الرابع جاءت من مدينة الرياض إلى مدينة جدة حاملة في حقيبتها مشغولاتها اليدوية الخمسة لتشارك بها في المسابقة، واعتمدت في عملها كالأخريات على العمل اليدوي، مستخدمة الخامات البسيطة لخياطة سجادات الصلاة ومناديلها «شراشف الصلاة» وتقول عن تجربتها في المسابقة «قرأت عنها في الصحف فسألت الغرفة التجارية في الرياض فأحالوني الى الغرفة التجارية بجدة واشتركت». وتتابع حديثها «لدي مشغل بسيط جدا اسمه فاشن 4 فاشن أخيط بنفسي المشغولات اليدوية وأبيعها" وشجعها زوجها وأولادها بأن تخوض هذه التجربة فهي كالأخريات تحلم بالفوز وأن تحقق حلمها وتقول "أتمنى أن أغمض عيني وأفتحهما وأرى اسمي ضمن الفائزات». و«أم عبد الرحمن» هي الأخرى جاءت من الرياض لتشارك في المسابقة وعرضت منتجاتها الخمسة المتنوعة بين شنط لحفظ ترامس الشاي والقهوة، مصنوعة من القماش ومبطنة بطبقتين من البلاستيك الأبيض والشفاف لتحفظ الحرارة تقول بكل فرحة غامرة «ربنا ما يضيع جهدنا، عملت من بيتي منذ 8 سنوات بتشجيع من زوجي وصديقاتي ثم توسع سوقي حتى صرت اضطر أن ألبي طلباتهن بالتوصيل إلى بيوتهن مجانا» أما عن تجربتها في الاشتراك بالمسابقة تقول «كغيري أتمنى الفوز ولكن المهم أنني تعلمت في تجربتي هذه أن أحترم الوقت كثيرا وأن أتدرب على طلب الزبون».

وتقول فاتن بندقجي مديرة إدارة تمكين المرأة والأبحاث بالغرفة التجارية الصناعية بمركز السيدة خديجة بنت خويلد بجدة «يوم السبت القادم ستنتهي اللجنة من التقييم وبعدها سنصدر كتالوجا يتضمن كل تلك المنتجات المعروضة في المعرض». وتضيف متحدثة بكل حماس عن أهداف المسابقة التي ستتكرر سنويا «نريد أن نضع كتابا كدليل مزود بخبراتنا من خلال هذه التجربة التي خضناها، ونحن مستعدات على أن نكون كمستشارات في أي جهة أو قطاع تجاري كان حكوميا أم خاصا لتزويدهم بخبرتنا كلها من اجل تشجيع عمل المرأة في البيت» وتتمنى أن تتحرك بقية الغرف التجارية في أنحاء المملكة لتخوض هذه التجربة وأن يكون هناك تعاون بين القطاع الحكومي متمثلا بوزارة التجارة والصناعة والقطاع الخاص وبين هؤلاء السيدات العاملات من بيوتهن. وترى بندقجي انه من الضروري على المتسابقات الوعي الجيد بمرحلة ما بعد الفوز، وهو أن تكون «مستعدة لطلبات المشتري كانت شركة أم مؤسسة أو غيرهما فلا تتعجب إذا طلب منها في أسبوعين مثلا 100 عدد لمنتج ما». وتتابع حديثها «لذلك ستنظم الغرفة التجارية دورة تأهيلية تدرب المشتركات والفائزات بكيفية العمل في السوق بشكل مواكب للعصر الذي نعيشه ومتطلبات سوقه».

وسيتم إعلان النتائج بعد شهر رمضان وسيتم دعوة جميع المؤسسات التجارية المحلية والعالمية والقنصليات وشخصيات تجارية لتقديم فرص عمل للمشاركات. ومن بين جميع المشاركات من بيوتهن اللاتي تتراوح أعمارهن بين الـ20 إلى الـ50، تبقى فئة واحدة ترددت في الاشتراك خوفا من أنها لا تطابق الشروط مثل الكثير من المسابقات وهي فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ومن تعاني من مرض ألزمها الفراش أو المقعدة مثل مديحة عبد العزيز فتاة في الـ26 من عمرها تجلس على كرسي متحرك لأنها أصيبت بشلل الأطفال تقول «ابنة جارتي اشتركت في المسابقة وكانت مسرورة جدا خفت أن أسألها، هل يحق لي الاشتراك ثم تحسبني أنني أحسدها» ومديحة تحب صناعة الأعمال الفنية وخياطة المخدات. وتعلق بندقجي بقولها «شروط المسابقة كانت تتحدث عن المنتج وليس عن المتسابق، حتى لجنة التحكيم تقيم العمل بالرقم الموضوع عليه وليس باسم المتسابقة». وتضيف «من خلال جريدتكم أدعو تلك الفئة للاشتراك في المسابقة في دورتها القادمة».