موقع عربي بخمس لغات يواجه شح المعلومات المائية باللغة العربية على شبكة الإنترنت

انطلاقا من الإعجاز العلمي للقرآن والسنة

TT

عند البحث عن معلومة، فإن أول ما يتبادر للذهن هو اللجوء الى شبكة الانترنت، كوسيلة حديثة وسريعة، ومنها ما يتعلق بالمعلومات المائية.

المتلقي العربي عندما يبحر عبر الشبكة فإنه يجد شحا في تلك المعلومات، التي ترسم من دون قصد واقعنا المتمثل بقلة مصادرنا المائية، كذلك يصطدم بأن المعلومات المائية المتوفرة بلغة الضاد على الشبكة تتبع نمطا تقليديا جامدا، يفتقد للبساطة والجاذبية، وغير قابل للتجديد والتطوير.

وأمام هذا الوضع، فإن هناك من ينشط من الشباب العربي لإيجاد حلول عملية بالمساهمة في تقديم معلومات مائية جذابة ومفيدة.

نسلط الضوء هذا الاسبوع على قضية ندرة المعلومات المائية المفيدة باللغة العربية، فالتقت فراس نور الحق مدير موقع موسوعة الإعجاز العلمي بالقرآن والسنة، الذي تحدث هاتفيا مع «الشرق الأوسط» من مقر إقامته بدمشق عن أهم المواضيع المائية التي يحويها موقعهم، ومعايير النشر، وأسباب شح المعلومات المائية على الانترنت باللغة العربية، كما نتعرف على جهودهم في مواجهة ذلك، وخططهم المستقبلية، ومصادر تمويل موقعهم، من خلال الحوار التالي:

> بداية ما هو الغرض من إنشاء الموقع، وكيف سار في مراحله التكوينية، وما هي الصعوبات التي تواجهكم حاليا؟

ـ منذ ثلاث سنوات نبعت الفكرة ثم البحث عن المادة العلمية، ثم إعادة كتابتها وصياغتها. قمت بتصميم الموقع بشكل متواضع، ثم نشرت ملفات عن الإعجاز العلمي في موقع لاحد الاخوان، خصص لنا حيزا من موقعه لتلك الملفات، وقد لاقت قبول كثير من الناس مما شجعني على عمل موقع مستقل. وقد مر بمرحلتين من التطوير حتى أصبح موقع بتقنيات عالية متعدد اللغات ويجتذب يوميا آلاف الزوار من أكثر من 40 دوله حول العالم.وكان شح المال من أبرز الصعوبات التي واجهتنا، خاصة ان العمل يحتاج تصميم الموقع، والدعاية له والترجمة إلى لغات عالمية، كما يحتاج تفريغ متخصصين في مجال الترجمة، أو مشرفين على تدقيق المادة العلمية المنشورة، أو حتى دفع نفقات تشغيل الموقع وما زلنا نعاني من هذه المشكلة.

> من المؤكد ان مثل هذا العمل الطموح يحتاج الى فريق متكامل، فمن يتكون فريق عمل الموقع؟

ـ يتكون من مدير الموقع، واللجنة العلمية التي تضم مجموعة من العلماء معظمهم من أساتذة الجامعات، تضم علماء من مصر والعراق وسوريا، وقسم البرمجة والغرافيك، وقسم الترجمة إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية والروسية والتركية. ويتم التنسيق معهم عن بعد، كذلك العلماء الذين يكتبون بالموقع.

> ما هي أصداء الموقع بعد انطلاقته؟

ـ الحمد لله بعد نشر الموقع على شبكة الانترنت تفاعل الزوار مع الموقع، حيث نتلقى عدداً كبيراً من الرسائل كل يوم، منها شكر ومنها رغبات في المساهمة في هذا المشروع. وبحمد الله تصلنا رسائل كل فترة من أشخاص عرب، وأجانب اعتنقوا الإسلام بعد إطلاعهم على صفحات الموقع وهذا أمر يفرحنا كثيراً، ويبشر إن شاء الله بمستقبل زاهر للإعجاز العلمي في القرآن.

> ما هي أهم المواضيع التي يحتويها الموقع فيما يتعلق بالمياه؟

ـ مواضيع متنوعة، منها حقيقة البرزخ المائي بين البحرين، وظاهرة البحر المسجور التي أخبر عنها القرآن، والبحر اللجي، ومقالة بعنوان المياه والبحار، وطوفان نوح عليه السلام، وسد مأرب وسيل العرم، وتكون الأمطار، وأنواع السحب في القرآن وغيرها من المقالات المهمة، التي تحدث عنها القرآن قبل العلم الحديث. وسوف يتم قريباً نشر العديد من الأبحاث المتعلقة بمجال المياه لما سيكون لهذا الموضوع من أهمية في السنوات المقبلة.

> ما هي معايير نشر هذه المواضيع بموقعكم، من حيث التأكد من صحة المعلومات وتوثيقه؟

ـ نتبع المعايير المتمثلة بإيراد الآية القرآنية ذات الدلالة العلمية، التي ثبت إعجازها يقيناً، أما الحديث الشريف فيجب أن يكون صحيحاً ولا نورد الأحاديث الموضوعة أو الضعيفة، ولا نلوي عنق الآية والأحاديث وتحميلها ما لا تحتمل من المعاني والتأويل وعدم مخالفة المعنى اللغوي الذي تحمله الآية أو الحديث ودقة المادة العلمية وصحتها والابتعاد عن الفرضيات التي لم تثبت صحتها والاعتماد على ما صح من نظريات وعدم الاعتماد على فرضيات قد تصح أو تخطئ وتوثيق المادة العلمية بالمراجع العلمية وأن يكون الإعجاز العلمي واضحاً في الآيات أو الأحاديث، فالإعجاز العلمي يجب أن يكون واضحاً ومقبولاً من قبل أي إنسان يسمع هذه الآية، ثم يسمع التفسير العلمي لها.

> بعد كل هذا، ما هي مميزات موقعكم؟ وهل ينسجم تقسيمه مع أهدافه الكبرى؟

ـ يميز موقعنا غزارة المادة العلمية المنشورة فيه، ودقتها وموثوقيتها. ويصل عدد الأبحاث المنشورة حالياً إلى أكثر من 550 بحثاً ومقالة، تعتمد على الصور العلمية من أجل إيصال الفكرة إلى القارئ بأفضل الوسائل وأوضحها. والموقع متعدد اللغات، فحاليا يعمل بخمس لغات عالمية وهي العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية، وقريبا جداً سنضيف اقسام اللغة الروسية والألمانية والتركية. ومن الموقع يمكن تحميل عشرات الكتب والأفلام والفلاشات التي تتناول إعجاز القرآن والسنَّة مجاناً، بيسر وسهولة، فالموقع يتميز بمواصفات عالية وبتصميم رائع يتيح للقارئ التصفح بسهولة وحتى طباعة أي مقالة بيسر وسهولة.

ونستغل هذه السانحة لندعو قرَّاء «الشرق الأوسط» إلى زيارة موقعنا على شبكة الانترنت: www.55a.net. أما بالنسبة لأبرز أقسام الموقع فهي: الإعجاز الغيبي والتاريخي والطبي واللغوي والبياني والكوني.

> بصفتكم مشرف على موقع يحتوي العديد من المواضيع التي تتعلق بالمياه، ما هي الصعوبات التي واجهتكم بالحصول على هذه المعلومات؟ وما مدى رضاكم عن مستوى المعلومات الموجودة باللغة العربية حول المياه بكافة مجالاتها على شبكة الانترنت؟ وما هي خططكم المستقبلية للقيام بدور فاعل في هذا المجال؟

ـ أرى ان المعلومات المتوفرة باللغة العربية عن المياه وغيرها شحيحة، لذلك نلجأ إلى البحث في المواقع الأجنبية ثم نقوم بترجمتها، وهذه إحدى العقبات التي تواجهنا. أما كمية المواد المنشورة على شبكة الانترنت باللغة العربية حول المياه فهي ضئيلة جداً بالمقارنة بما يتم نشره في المواقع الأجنبية، وقد يكون السبب في ذلك قلة الباحثين من العرب، أو عدم تبني أبحاثهم ونشرها والاهتمام بها. ونطمح الى إنشاء موقع متخصص في الدراسات المائية يقوم بعرض آخر الأبحاث المتعلقة بالمياه، ويرصد كل ما ينشر حول المياه في المواقع والصحف العالمية ويقوم بترجمتها وتوفيرها باللغة العربية التي تستهدف القارئ العربي. إن شاء الله تعالى سوف نواصل نشر أبحاثا جديدة أكثر توثيقاً عن المياه نتناولها من وجهة نظر إسلامية علمية.

> هل لديكم توجه إلى جمع المعلومات المتعلقة بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة في المجال المائي ضمن باب مستقل بموقعكم؟ وهل هناك توجه إلى ترجمة هذه المعلومات المائية إلى لغات أخرى؟

ـ يوجد بالموقع قسم خاص بعنوان «الإعجاز في البحار»، ويتضمن العديد من الأبحاث المتعلقة بعلوم المياه والبحار والأمطار، وسوف نقوم بتشجيع الباحثين العرب في مجال المياه لنشر أبحاثهم في موقعنا، والتأكيد على ضرورة الانطلاق من وجهة نظر إيمانية، فالعلم دائماً يجب أن يؤدي إلى الإيمان، والعكس صحيح، وكما تمت ترجمة بعض الأبحاث العلمية الخاصة بالمياه إلى أربع لغات ونشرها على الموقع.

> كيف يتم تمويل هذا العمل؟ وما هي احتياجاتكم لتطويره؟ و ما هي توجهاتكم المستقبلية؟

ـ لا يوجد تمويل مستمر للموقع، إلا بعض الحالات النادرة في فترات متباعدة، ونحن بحاجة إلى دعم هذا المشروع الإسلامي العالمي، الذي سوف يعود بالخير على كل البشرية. ونود أن نغتنم فرصة لقائنا مع صحيفة عربية مهمة كصحيفة «الشرق الأوسط»، لنوجه دعوة من خلال منبرها إلى من لديهم القدرة على التمويل، بأن يدركوا أهمية هذا الموقع وآفاقه المستقبلية، الذي سيعود بالنفع على الأمتين العربية والإسلامية، ونعتبره وسيلة متطورة وعلمية لمخاطبة الغرب، وتصحيح فكرتهم عن الإسلام، ونشر المزيد من الأبحاث العلمية، وتوثيق وتنقيح الأبحاث المنشورة باستمرار، وفتح اقسام باللغات الروسية واللغة الألمانية واللغة اليابانية واللغة التركية، ومحاولة الرد على الشبهات التي تتناول القرآن الكريم وترجمتها إلى اللغات العالمية، وإنشاء مركز لإدارة الموقع وتطويره لإظهار عظمة الإسلام وأنه لا يتناقض مع العلم بل يحض عليه.