توصيات سوق الأسهم.. كل يدعي وصلا بليلى

الهوامير تسمية غير دقيقة

TT

تكثر في المنتديات الخاصة بالأسهم السعودية التوصيات المنقولة عمن يعرفون بـ «الهوامير»، وهم المعروفون في الأوساط الاقتصادية بصناع السوق. ومع التذبذبات في الأسعار التي شهدها سوق الأسهم المحلية في الأسبوعين الماضيين، كثرت الشائعات وكل يدعي وصلا بليلى.

وبالعودة إلى مصطلح الهامور، فإن التسمية لا تدل على المعنى المقصود، حيث ان ما يدور في أذهان المتعاملين في سوق الأسهم أن الهامور يعني سمك القرش المفترس، والسبب أنه في فترة ازدهار الدراما الخليجية والكويتية تحديدا كان يلقب المتنفذ بـ «الهامور»، في وقت شكل في فترة سابقة أهل المنطقة الوسطى الشريحة الأوسع بين المتعاملين في سوق الأسهم والسباقين في انشاء مواقع الكترونية حولها، ما جعلهم ينشرون المصطلح على اعتبار أن صانع السوق مثل سمكة القرش تأكل الأسماك الأخرى، خصوصا الصغيرة، وهنا المقصود صغار المتعاملين من دون الإلمام الكافي بما تدل عليه كلمة هامور، كون بيئتهم الأصلية بعيدة عن البحر.

ويشكل الهوامير هاجسا لكثير من صغار المستثمرين الذين يغلب على البعض منهم حلم الحصول على الثروة بما يجود به المضارب، في حين لا همّ للبعض الآخر إلا وصل الدعاء على من تسبب في تبديد استثماراتهم الصغيرة، الأمر الذي أوجد حالة من الاقتناع لدى المتعاملين أن جميع العوامل والنتائج لا تؤثر على السوق، كما يفعل كبار المضاربين.

وبلغت درجة الاندفاع في هذا الاعتقاد إلى تعدي الغرض الذي من أجله أنشئت منتديات الأسهم، حيث تحول بعضها إلى أبواق دعائية في وقت تحول بعضها إلى تجارة من خلال اشتراكات سنوية تتجاوز 5 آلاف ريال للفرد، مقابل الحصول على توصيات يعد معطوها بأنها مضمونة كونها أتت من أحد صناع السوق، وكل هذه الاتفاقات لا يوجد لها أي سند قانوني يحمي المستثمر من الوقوع ضحية الخداع، بل تقوم بالدرجة الأولى على الثقة وما يعرف اجتماعيا بـ «كلام رجال» أو «كلام يلزق على الشارب».

ويشير أنور بن عبد الله الصايح، أحد المشرفين في منتدى مشهور في الأسهم، أنه بالنسبة إلى الوعد الأول، فإن بعض المشاركات توصي بالشراء أو البيع، وتقول للمداخلين «خذوا.. كلام رجال»، في إشارة إلى أن عدم وجود العبارة يؤدي إلى ضعف المصداقية، وما يعزز هذا الاتجاه وجود كاتبات معروف عنهن جودة التوصيات، وعند تحقق ما يقلن فإن الثناء يأتي في إطار القول لها «أنت أخت رجال».

أما الوعد الثاني «كلام يلزق على الشارب»، فهي عبارة بدوية الأصل تقال للتحذير أو للنقل الذي لا يحتمل الشك، وهي بالنسبة إلى بعض المشاركين مدعاة للتندر، حيث يطلب بعضهم إيضاحا حول انطباقها على من لا شارب له أو أنها تأتي للتأثير على المشاركين كونها من العبارات المؤثرة في الثقافة الموروثة محليا.

ويضيف الصايح أن المشرفين على المنتديات معروفون بالنسبة إلى بعضهم وكبار المتعاملين، لكن بالنسبة إلى المشاركين فهم مجهولو الهوية، وذلك وفقا لما درجت عليه العادة في الانترنت، مبينا أن ذلك غير ملزم، لكنه أفضل لايجاد خصوصية عالية.

ويزيد أن بعض الجهات المالية الكبرى تطلب إليه بين فترة وأخرى أن يعطيهم معلومات عن بعض الكتاب الجيدين للإفادة منهم، موضحا أن بعضهم مجهولون بالنسبة إليه.

وحول البقية، يشير إلى أنهم من المتخصصين في الاقتصاد والتجارة وبعضهم أساتذة جامعيون ومديرو استثمارات ومسؤولون في شركات استثمارية أو في قطاعات لها علاقة، لافتا إلى أن بعضهم يتم التعرف عليه من خلال تخصصه في الكتابة عن شركة معينة ما يدعو إلى تقصي معلوماته إلى حين اكتشافه، مبينا أن كشف هويته حال حصول ذلك يبقي خصوصيته على ما هي عليه. واللافت في المشاركات التي تحدث في منتديات الأسهم، أن الكتاب يتلاطمون مع بعضهم إذا ما هاج السوق هبوطا أو صعودا، حيث تتضح التكتلات التي تبدأ في تبادل الاتهامات كون المتحازبين يعلمون جيدا خطورة النشر الالكتروني في نشر المعلومات التي من شأنها التأثير في حركة بعض الأسهم. وأفادت مسوحات استطلاعية أن منتديات الأسهم تحظى بمتابعة عالية من قِبل المتعاملين، وأن بعض المتداولين يحرصون على متابعة كتاب بعينهم دون الآخرين، كون التحليلات والمعلومات المقدمة تصيب دائما. فيما تراجعت الاستشارات الخاصة إلى مرتبة لاحقة، كون هذه الاستشارات متاحة لكبار المساهمين.