وزير الثقافة والإعلام يرعى تكريم أبو مدين اليوم

حسن النعمي: استقالة النادي لإعطاء مبرر سريع للوزارة بضرورة التغيير

TT

يكرم اليوم أعضاء مجلس إدارة النادي الأدبي بجدة الأديب والناقد السعودي عبد الفتاح أبو مدين رئيس النادي، تحت رعاية وزير الثقافة والإعلام إياد مدني وبحضور وكيل وزارة الشؤون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيل والمستشار الثقافي للوزير الدكتور بكر با قادر وأعضاء وعضوات جماعة حوار وذلك في الساعة العاشرة مساء اليوم بمقر النادي. وكان أبو مدين قدم استقالته مع أعضاء مجلس إدارة النادي منذ بضعة أسابيع ووافق عليها وزير الثقافة والإعلام، الأمر الذي أحدث بلبلة وجدلا في أوساط الساحة الثقافية. وعن مبرر الاستقالة يقول أبو مدين «لقد انطلق النادي الأدبي بجدة للاستقالة لأنه بلغه بأن الوزارة سوف تعمل على تغيير مجالس إدارة الأندية جميعها دون استثناء، وقد تأكدنا من ذلك حينما قمنا بتقديم الاستقالة التي وافق عليها الوزير ورحب بها ولم ينكرها علينا». ويضيف «لأننا نحترم أنفسنا قدمنا الاستقالة».

وأبو مدين الذي يعد من رواد المثقفين والأدباء السعوديين ممن خدموا الساحة الثقافية خاصة من خلال النادي الأدبي الثقافي صاحب النشاط الملحوظ بين بقية الأندية في المملكة خلال قيادته له منذ أكثر من ربع قرن والذي يعد الأول في إعطاء المثقفات مكانا لهن في النادي للمشاركة يعلق على الثقافة قائلا «للأسف أنها مهمشة جدا حتى في ميزانية الدولة فهي التي تحصل على النصيب الأقل، فهل يكفي 11 مليون ريال فقط للأندية الأدبية جميعها في المملكة في الوقت التي تصرف فيه ملايين عديدة على الرياضة».

ويتابع «المملكة تعتبر موطن الأدب العربي منذ العصر الجاهلي وهي تزخر بثقافة قديمة وعريقة إلا أنها للأسف تعتبر متأخرة ومهمشة في ظل ثقافة الوطن العربي ويكفي أن نرى الكويت هذه الدولة الصغيرة في حجمها عن المملكة ونجدها بمجلة العربي التي تصدرها استطاعت أن تعرف العالم العربي بها».

وعن ضعف نشاط الأندية الأدبية يقول «لقد قلتها ذات مرة أن رؤساء الأندية الأدبية يحتاجون لتفعيل نشاط أنديتهم أمرين هما: الدعم المادي لأن مبلغ مليون ريال لا يكفي للتصدي في تفعيل الأنشطة خلال عام، والأمر الثاني يتمثل في إعطاء صلاحيات أكبر لرؤساء النادي، فنحن لا نستطيع أن ندعو ضيفا مثقفا من الخارج إلا بعد العديد من إجراء المعاملات الطويلة».

وعن تصوره المستقبلي إذا ما أجريت انتخابات لمجالس الأندية يقول «لا أعتقد أن الانتخابات ستكون قادرة على وضع الأفضل من أجل التصدي للثقافة وتفعيلها خاصة أن للثقافة مغارم، لأنه ببساطة ستكون هناك تكتلات ويمكن لأي شخص يريد الترشح أن يأتي بقبيلته كي يدعموا صوته».

ومن المعروف أن أبو مدين كان الأب الحاضن للمشروع الحداثي الأدبي في المملكة في تبنيه له ورغم ما أثارت الحداثة من جدل فكري بين التقليديين والحداثيين وخاصة المتدينين إلا أنه لا يذكر له خصومة مع أي شخص منهم ويعلق الدكتور حسن النعمي رئيس جماعة حوار وعضو مجلس الإدارة بالنادي الأدبي الثقافي على تكريمه بقول «إنه مطلب لرائد من رواد الحركة الثقافية بالمملكة فقد أسهم هذا الرجل اسهاما كبيرا في النشاط الثقافي وقد تبنى مشروع التحديث الأدبي في المملكة وساهم في صناعة صورة المثقف السعودي في الوطن العربي بشكل كبير».

ويرى النعمي أن الاستقالة كانت ضرورة من ضرورات التغيير للواقع الثقافي والتحولات الثقافية والاجتماعية والسياسية ويقول «إنها من أجل اتاحة فرصة لدماء ووجوه جديدة ونعرف الآن ان وزارة الثقافة والإعلام تم ربطها بالسياق الثقافي أكثر بتعين وكيل وزارة للشؤون الثقافية وهذه الأمور جميعها مؤشرات ودلائل على أن الوضع الثقافي الحالي يجب أن يتغير» ويتابع «كانت مبادرة من النادي في اتاحة الفرصة وفي اعطاء مبرر سريع للوزارة بأن تقوم بالتغيير فالنادي الناجح يستقيل ليعطي مبادرة بإلماحة قوية جدا للوزارة بأن كل شيء يجب أن يتغير».

وعن مشروع الانتخابات الذي تتوقعه بعض الأوساط الثقافية السعودية يقول النعمي رأيه بصراحة «المرحلة تحتاج لمرحلة انتقالية أولية ولذلك أنا مع التعيين المرحلي على أن تؤسس المشروعية الأساسية وهي إدارة الوزارة للثقافة حقيقة لأنها لم تدرها كون المؤسسات القائمة كلها لا زالت تابعة للمرحلة السابقة» ويضيف «أعتقد أن الحلول الجذرية ربما لن تأتي بفائدة لكن التدرج والانتقال أعتقد أنه مطلب ضروري إذ يجب أن تكون لدينا في البداية عدة أمور واضحة ثم نشرع فيما بعدها بتجربة الانتخابات، أهمها أن يكون لدينا تعريف من هو الأديب المنتمي لهذه الأندية وفق معايير علمية واضحة، ثانيا يتم إنشاء جمعية عمومية للأدباء بحيث هم من يقومون بدور الانتخاب والترشيح في مجالس الأندية».